خلال عشرينيات القرن الماضي وبعد الحرب العالمية الأولى، كان هناك ضابط بوليس مطرود من الخدمة، إذ حولته الهشاشة النفسية إلى مراهن على سباقات الخيول، لينقذ زوجته المريضة، وتتقاطع حياته مع سمسار للخيول لعوب وولد بدوي من قبائل الطحاوية المشهورة بتربية الخيول، وسيدة إنجليزية هي صاحبة الفرس.
رحلة طويلة مدهشة تستعرضها رواية «مقامرة على شرف الليدي ميتسي» للروائي أحمد المرسي، والتي وصلت مؤخرا للقائمة الطويلة ضمن جائزة البوكر للرواية العربية؛ لذلك كان هذا الحوار.
في البداية؛ حدثنا عن تفاصيل الرواية كيف رسمت القصة؟
المحرك الرئيسي لكتابة الرواية جاء من تشابه التاريخ بالواقع المعاصر، وتشابه الأزمات في كلا الزمنين، فالرواية تدور في زمن أزمة؛ بعد وباء كبير هو وباء الإنفلونزا الإسبانية، وأزمة اقتصادية عنيفة تضرب العالم، في ظروف مشابهة لواقعنا المعاصر الذي لازال يعاني بعد جائحة كورونا والحروب الدولية والإقليمية والأزمات الاقتصادية العنيفة التي تعصف بالمجتمعات الحديثة. والإنسان في تلك الظروف يعيش كناجي، بأمنيات كبيرة للهروب والخلاص والانعتاق، وتلك الأمنيات أحيانًا كثيرة لا تتحق، وهذه المساعي تتحطم، وتموت مبتورة غير مكتملة مما يخلق أزمات نفسية أكبر، وألم أشد، فالألم الإنساني هنا واحد رغم تغير الفضاء الزماني.
وماذا عن الشخصيات الأساسية الموجودة بداخلها؟
الشخصيات الأساسية والأبطال في الرواية هم أناس يمكن أن نقابلهم في أي مكان، بل من الممكن أن يكونوا نحن في زمن آخر، بكل مشاعر القلق والخوف والحب والفقد والبطولة والجبن. فجميعنا في العادة اختبرنا مشاعرهم، ولكننا لم نرها مؤطرة في لوحة، وما حاولت فعله هو أن أرسم تلك المشاعر وأؤطرها في لوحة.
بعد حصولك على جائزة ساويرس وترشحك للبوكر ما شعورك.. هل الجوائز مهمة لك وهل تعتقد أنها تصنع الكاتب؟
لا شك أن الجوائز مهمة في مسيرة الكاتب، فهي مثل صك، أو دمغة شرعية لموهبته وتجربته ومشروعه الروائي، ولكنها بالتأكيد لا تصنع الكاتب، فلا يوجد كاتب صنعته جائزة، ولكن تكمن أهمية الجائزة في تسليط الضوء على كتاباته وعلى مشروعه، وهو شيء مهم للغاية، أما عن ما يصنع الكاتب فهو رؤيته للعالم الذي يعيش فيه، ونظرته له، وأفكاره للخروج من أزمات مجتمعه.
إذًا الجائزة أهم أم القارئ؟
العلاقة شرطية بين وجود الكاتب والقاريء، فلا يوجد كاتب بدون قارئ، بل إنه لا يمكن أن يستمد الكاتب شرعيته ككاتب إلا بوجود قاريء يقرأ له، ويبحث عن نفسه في كتاباته، ويفتش بين سطوره عن مشاعره، فغرض القراءة هو البحث عن الذات، وهذا جمال الفعل التفاعلي بين من يكتب ومن يقرأ، ولكن هذا لا ينفي بكل تأكيد أهمية الجوائز الأدبية، ومدى تأثيرها، ومدى دعمها للمواهب.