مصر هي موطن لإحدى أكبر الحضارات العريقة في التاريخ، مقابر الأهرام ووادي الملوك؛ المثوى الأخير للفراعنة الأقوياء، من ضمن 63 قبرًا محتملًا في هذا الوادي؛ تميز واحدًا عن البقية، وخطف الباب العالم، إنه قبر توت عنخ آمون، الذي عُثر عليه أول الأمر عن طريق الصدفة، على أيدي العالم “هيوارد كارتر” فى شتاء عام 1906.
أشهرك ملوك مصر القديمة
رحل الملك توت عنخ آمون في عمر الثامنة عشر ، لكن كنوزه الذهبية الثمينة جعلته أشهر فرعون على الإطلاق، وثرواته المدفونة معه عرضت في كل أنحاء العالم، ولكنها عادت الآن إلى مصر، في ظل الأهرامات المذهلة؛ يبني المهندسون المتحف المصري الكبير الذي سيضم خمسة آلاف كنز من كنوز توت عنخ آمون في مكان واحد، وللمرة الأولى منذ مائة عام.
التابوت الذهبي
أحد أهم معروضات المتحف تابوت توت عنخ آمون الذهبي، الذي كان واحدًا من الكنوز الكثيرة التي وجدت في قبر توت عنخ آمون، عندما فتح فريق “هاورد كارتر” المقبرة في نوفمبر عام 1922، اكتشفوا ثروة من الكنوز والهدايا التي سيحتاج إليها الملك لاحقًا: ست عربات ذهبية مفككة، عرشه، وحصصا من الطعام والشراب، وخلف جدار تم إخفاؤه تابوت حجري يحمي نعشًا مطليًا بالذهب بداخله نعشان آخران؛ الداخلي من الذهب الخالص ومغطى بالأحجار الكريمة، وفي داخله مومياء توت عنخ آمون يرتدي قناع الموت المذهل، والذي كان أشهر كشف آثري في أنحاء مصر.
كيف صُنع النعش الذهبي؟
صنع داخله من الخشب لكن من الخارج مغطى بطبقة رقيقة من الذهب الثمين، تترواح سماكتها ما بين أربعة عشر إلى ثمانية عشر ميكرون، كان بإمكان الفنانين جعل سماكة الذهب كسماكة ورقة، لكن لجعل العمل مثاليًا لم يستطيعوا وضع الذهب مباشرة على الخشب غير المصقول، وبعد التحقق نجد طبقة خفية بين الذهب والخشب، هذه الطبقة النسيجية من الكتان، حيث استعمل الحرفيون القدماء ضمادات الكتان؛ لصقل الخشب الخشن وصنع طبقة مناسبة ليوضع عليها الذهب الرقيق، وبعد نحو ثلاثة آلاف عام؛ ما زلنا نكشف عن غموض الفرعون الذهبي توت عنخ آمون.