مرضى الغسيل الكلوي، وشوارع تعاني الإهمال، وتدني المستوى التعليمي لبعض الطلاب، هذه بعض القضايا التي شغلت اهتمام وتفكير فتيات قوص، رأفة بأهاليهم ورغبة فى رؤية مدينتهم بأبهى صورها، ما دفعهم إلى تبنى تلك القضايا والسعى إلى تطويرها جنباً إلى جنب مع جهود الدولة، فكانت مواجهة هذه القضايا على رأس الأفكار التى طرحوها عبر جمعية السلام المسيحى بمدينة قوص جنوب قنا.
المبادرات التى عملت جنباً إلى جنب، بدعم من هيئة “كوبتك أورفانز”، وحظيت باهتمام ومساندة من الوحدة المحلية لمركز ومدينة قوص ومستشفى قوص المركزى، استطاعت خلال فترة وجيزة، إحداث تغيير حقيقى، بقسم الغسيل الكلوى بالمستشفى، وتجميل عدد من الشوارع التى تم الإتفاق على تطويرها مسبقاً، فضلاً عن إنقاذ عدد لا بأس به من طلاب المرحلة الابتدائية من ظلام الجهل إلى نور العلم.
مبادرة “قوص أمانكو” تهتم بنظافة وتجميل مدينة قوص، بجانب تشجير بعض الشوارع بنطاق المدينة بالتعاون مع الوحدة المحلية، أما مبادرة “صحتك بالدنيا”، فتسعى لتخفيف الآلام عن مرضى الغسيل الكلوى، خلال الجلسات التى تتم بمستشفى قوص المركزى، فيما تهدف مبادرة “نور حياتك” إلى إعادة تعليم أطفال المرحلة الابتدائية مباديء القراءة والكتابة.
“قوص أمانكو” تسعى لإظهار المدينة بشكل حضارى
وقالت جهاد عبدالناصر، قائد فريق مبادرة قوص أمانكو: بدأنا العمل بالمبادرة فى شهر يوليو الماضى بعد حصولنا على تدريب من خلال هيئة كوبتك أورفانز، تعلمنا خلاله كيف نبدأ فى المبادرة ونخطط لها، واخترنا عدد من القضايا المتعلقة بالتعليم والصحة، وقضية الشارع، فوجدت نفسى فى هذه الفكرة لخدمة البلد، وبعد تكوين الفريق تم إعداد الخطة على مدار شهر كامل من خلال موافقات واتفاقات مع عدد من المؤسسات، تضمنت تعديل و تصويب للخطة.
وتابعت عبدالناصر: واجهت مصاعب فى بداية العمل بالمبادرة، من ضمنها مضايقات بالشارع، ورفض الأسرة لعملى فى الشارع كونى فتاة، لكن بعد فترة تم إقناعهم بأهمية العمل فى مبادرة لخدمة المجتمع، من أجل مكان نظيف يحقق راحة نفسية، وحتى نغير صورة مدينتنا للأفضل، وبعد فترة من العمل كان هناك مساعدات ودعم من الأهالى، حتى تصبح قوص أفضل مدينة ومزار للجميع.
وأشارت فاطمة أحمد منتصر، المتحدث الرسمى للمبادرة، إلى أن فريق المبادرة تكون من 5 فتيات، لكن أثناء العمل الوضع أصبح مختلف، فهناك عدد كبير من المتطوعين، سواء من مجلس المدينة أو الشباب والأهالى فى الشارع، الكل يتطوع للمساعدة فى أعمال التجميل والتشجير.
وأضافت منه خلف، واسراء صابر، أنه تم تصوير الأماكن التى يتم العمل بها قبل بدء المبادرة، بعدها بدأنا زراعة الأشجار، ودهان البلدورات، ثم انتقلنا إلى تجميل ورسم الأكشاك الواقعة فى نطاق المبادرة، وبشكل أسبوعى نقوم بكتابة تقارير لتلافى أى أخطاء والاستفادة من الايجابيات التى تحدث خلال فترة العمل.
“صحتك بالدنيا”تخفف آلام مرضى الغسيل الكلوى
وقالت روماندا منصور، عضو مبادرة صحتك بالدنيا، مبادرتنا تعبر عن نفسها، لكن عملها اقتصر على قسم الغسيل الكلوى بمستشفى قوص المركزى، للتخفيف من معاناة المرضى خلال جلسات الغسيل، فبدأنا بمخاطبة المستشفى بخطاب رسمى، وتناقشنا في خطة تطوير القسم، وتم شراء كافة المستلزمات الخاصة بالتطوير و أعمال السباكة و الكهرباء، فضلاً عن شراء مستلزمات خاصة بالمرضى، وعمل فواصل بين الأسرة لمنع انتشار العدوى حال وجود مريض مصاب بمرض معدى.
وأضافت أمنية محمد و مريم نبيل عزت، أن هناك دعم وتعاون واضح من إدارة المستشفى، خاصة نائب المدير، فضلاً عن مساعدة العمال والأهالى، بعد شعورهم بحدوث تغيير حقيقى فى المكان، ما ساهم فى إدخال السعادة والبهجة على المرضى، الذين يقضون ساعات متعبة خلال الجلسات.
وأشارت مريم نبيل عزت، وهنا أبوالحجاج، إلى أن المبادرة بدأت فى شهر أغسطس وتنتهى فى 30 سبتمبر، وتعمل كل يوم الجمعة، بداية من الساعة 2 ظهراً حتى 8 مساءًا، ونسعى لضغط العمل للانتهاء من عملية التطوير بشكل كامل للقسم، وحتى نتفرغ لمبادرة أخرى تخدم بلدنا.
و أوضحت روماندا رومانى، أن المستشفى كبيرة وتحتاج لعمل متواصل، لكننا حرصنا على العمل فى قسم واحد، لإحداث تغيير حقيقى وملموس، يحقق حالة من الرضا بين المرضى، فكان اختيارنا لقسم الغسيل الكلوى، لتخفيف آلام مرضى الغسيل الكلوى، الذين يمكثون لساعات طويلة أثناء جلسة الغسيل.
“نور حياتك” تسعى لمعالجة الخلل لطلاب الابتدائية
وقالت مى مصطفى أحمد، إن مبادرة نور حياتك، تستهدف الطلاب من الصف الرابع الابتدائى حتى الصف السادس الابتدائى، لوجود عدد كبير من هذه الفئة لا يجيد القراءة والكتابة، فكان هدفنا أن ننير طريقهم وحياتهم بالعلم ومساعدتهم على تخطى هذه المرحلة.
وأضافت بيتا عماد: لاحظت عندما كنت أنزل تدريب عملى بالمدارس، وجود خلل لدى طلاب المرحلة الإعدادية، رغم مرورهم بالمرحلة الابتدائية، إلا أن مستواهم فى القراءة والكتابة سىء، لذلك كان لابد من طرق هذا الباب ومحاولة معالجة الخلل.
و أشارت شروق أشرف ورفقه عبدالمسيح، إلى أن هناك هدايا تحفيزية للأطفال كل 15 يوما، حتى يحدث تجاوب وتفاعل من قبل الطلاب، لتحسين مستواهم وتشجيعهم على بذل مزيد من الجهد، وتتولى كل فتاة أو أخت كبرى مسئولية 17 طفلة، فى مقر جمعية السلام المسيحى، وبشكل مختلف عن المدرسة، لحث الأطفال على قبول فكرة التعليم من جديد.