في الأشهر التي سبقت اجتماع قادة مجموعة بريكس في جنوب إفريقيا، انتشرت شائعات عن عملة بريكس جديدة، وفي أعقاب قمة المجموعة، يسعي العالم إلي التخلص من الدولار الأمريكي بوتيرة أسرع مما كان عليه قبل ستة أشهر.
عملة جديدة تطيح بـ الدولار الأمريكي
وحسب مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، أشار جو سوليفان، الخبير الاقتصادي السابق في مجلس المستشارين الاقتصاديين بالبيت الأبيض في عهد دونالد ترامب، إلى المخاوف المتزايدة من أن دول بريكس يمكن أن تخلق عملة تنافس الدولار الأمريكي في التجارة الدولية، لافتا إلي أن مثل هذه العملة يمكن أن تطيح بالدولار من مكانه على قمة أسواق التجارة العالمية وكعملة احتياطية مهيمنة.
وحذر سوليفان من أنه على الرغم من أن مسؤولي بريكس قالوا إنه لا توجد عملة منافسة من هذا القبيل في الأعمال، فإن كتلة دول الأسواق الناشئة، التي ضمت مؤخرا مصر وإثيوبيا وإيران والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والأرجنتين، يمكن أن تشكل تهديدا بناء على نفوذها المتزايد.
خبير اقتصادي سابق في البيت الأبيض يكشف دور مصر
ويمنح ضم مصر وإثيوبيا والمملكة العربية السعودية، مجموعة بريكس نفوذا على 12٪ من إجمالي التجارة العالمية، ذلك لأن هذه الدول الثلاث تحيط بقناة السويس، وهي ممر رئيسي لتدفق البضائع إلى الأسواق الدولية.
وأشار سوليفان إلى أن الكتلة تتمتع أيضا بنفوذ كبير في أسواق السلع، حيث تعد المملكة العربية السعودية وإيران والإمارات العربية المتحدة من بين أكبر مصدري الوقود الأحفوري في العالم.
وفي الوقت نفسه، تعد البرازيل والصين وروسيا مصدرين رئيسيين للمعادن الثمينة.
وأضاف سوليفان، أن “إضافة المملكة العربية السعودية على وجه الخصوص يمكن أن يمنح مجموعة بريكس ميزة كبيرة”، مشيرا إلي أن “المملكة تمتلك أكثر من 100 مليار دولار من سندات الخزانة الأمريكية، مما ساعد على رفع إجمالي حيازات بريكس في سندات الخزانة الأمريكية إلى أكثر من تريليون دولار”.
وقال: “لا تحتاج دول بريكس إلى الانتظار حتى تفي عملة تجارية مشتركة بالشروط الفنية النموذجية للعملة الاحتياطية العالمية قبل أن تتأرجح كرة تدمير الاقتصاد الموسع حديثا على الدولار”.
وأشار سوليفان إلى اليوان الصيني، الذي يتفوق على العملات العالمية الأخرى في التجارة حيث يكثف شركاء بكين التجاريون استخدامهم اليوان.
في نهاية المطاف، يمكن أن تساعد هذه الاتجاهات في وضع الدولار الأمريكي في وضع مماثل للجنيه البريطاني، كما حذر سوليفان، الذي تراجع من الهيمنة الدولية في أواخر القرن الثامن عشر.
وقال سوليفان: “لا تحتاج دول بريكس بالضرورة إلى عملة تجارية مشتركة للتخلص من الدولار الأمريكي. إذا طالبتك مجموعة البريكس بالدفع لكل عضو بعملته الوطنية من أجل التجارة مع أي منها، فإن دور الدولار في الاقتصاد العالمي سينخفض. لن يكون هناك بديل واضح للدولار كاحتياطي عالمي. مجموعة متنوعة من العملات ستكتسب أهمية”.