انطلقت، اليوم، أعمال منتدى “دراسات” السادس الذي ينظمه مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة “دراسات”، بالتعاون مع المجلس الأعلى للمرأة، تحت عنوان “دور المرأة في صنع السياسات.. ومراكز الفكر والبحوث”، بمشاركة عددٍ من الخبراء والمختصين.
وأعربت هالة محمد جابر الأنصاري الأمين العام للمجلس الأعلى للمرأة بمملكة البحرين خلال كلمتها في الجلسة الافتتاحية عن شكرها للقائمين على أعمال المنتدى، لاختيارهم موضوعا يقل الحديث عنه في المنطقة العربية وهو “دور المرأة في صنع السياسات ومراكز الفكر والبحوث”، مؤكدة أن الوقوف أمام مثل هذه القضية بات مسألة ملحة وأمرا ضروريا بعيدا كل البعد عن الترف الفكري التنظيري، خصوصا إذا ما تم الأخذ في الاعتبار ما تحظى به المرأة من اهتمام ودعم خلال العقدين الماضيين، الذي نتج عنه نمو تصاعدي لإنجازات نوعية لها، كشريك رئيسي في عمليات التطوير والتحديث التنموي.
وأكدت مواصلة مملكة البحرين جهودها المرتبطة ببناء خبراتها في كل ما له علاقة بتقدم المرأة البحرينية ورفع مستويات مشاركتها النوعية قبل الكمية، معتبرة أن القطاع البحثي والمعرفي رافداً من روافد هذا البناء بحكم دوره في توليد الأفكار والبحث عن الحلول لتطوير مختلف مناحي الحياة. وأكدت على ضرورة الحفاظ على مستويات تمثيل المرأة في هذا القطاع، وإلا ستكون الأفكار، بطبيعة الحال، ناقصة وستأتي الحلول غير مكتملة الرؤية، وهو ما لا يتناسب مع مستويات مشاركتها في الحياة العامة والقطاعات الإنتاجية المختلفة.
وبينت الأنصاري أنه من أجل ذلك، يعمل المجلس الأعلى للمرأة من خلال دوره الاستشاري القائم على التخطيط والمراقبة والتقييم بالإسهام بشكل مباشر في تكوين الخبرات المعرفية والعلمية والتخصصية، وبالتالي تعزيز مركز البحرين على صعيد استحداث وتبني أفضل الممارسات للتسريع من وتيرة تقدم المرأة وطنيا، وبما يؤهل تلك التجارب أن تكون قابلة للاستفادة والتعميم دوليا.
وقال الشيخ الدكتور عبدالله بن أحمد آل خليفة، رئيس مجلس أمناء مركز “دراسات” إن مملكة البحرين تحت قيادة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، قطعت شوطاً كبيراً في تمكين المرأة وتوسيع قاعدة مشاركتها، وحصولها على أعلى مستويات التعليم وهو الأمر الذي انعكس بجلاء على تعزيز دور المرأة ومكانتها على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وأعرب عن اعتزازه بما حققه المجلس الأعلى للمرأة، الذي يتشرف بقيادة الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة ملك مملكة البحرين، رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، من منجزاتٍ للمرأة البحرينية في المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية والاجتماعية، بالإضافة إلى تعزيز دورها كشريكٍ فاعلٍ في المسيرة التنموية الشاملة، والحرص على استثمار الطاقات الشبابية وتمكينها بأدوات العلم والمعرفة، من خلال برنامج ولي العهد للمنح الدراسية العالمية، بهدف تعزيز إسهامها في مسيرة البناء والتنمية، وخلق المزيد من الفرص الوظيفية النوعية والواعدة للرجل والمرأة على حدٍّ سواء، والتي نرى اليوم نتائجها بتولّي خريجي هذه المنح مناصبَ قياديةٍ في مؤسسات القطاعين العام والخاص.
وأشار إلى أنه رغم ما يشهده العالم من ارتفاع في نسبة التحصيل العلمي والإنجاز الدراسي بين الإناث، إلا أن مشاركتهن في مجالات البحث العلمي لا تزال بحاجةٍ إلى مزيد من الدعم، حتى مع الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة وكثيرٍ من الدول لرأب الفجوة وتحقيق التكافؤ بين الجنسين في كل المجالات. ويقودنا ذلك إلى التأكيد على أهمية ضمان التكافؤ في العلم والعمل، بل ودعم المرأة لمساعدتها على تحقيق التقدم العلمي بجانب مسؤولياتها المجتمعية، وتسخير البرامج اللازمة لتأهيل كلا الجنسين لتحقيق التكافؤ الذي تطمح إليه الأمم المتحدة بحلول عام 2030م.
ويُشارك في أعمال المنتدى الذي يستمر يومين مجموعةٌ من المتخصصين والخبراء وصنّاع السياسات من العالم العربي والعالم، وممثلين عن منظماتٍ أمميةٍ، وباحثين من دول الخليج العربي، بالإضافة إلى ممثلين عن مراكز فكرٍ مرموقة، كما تشمل قائمة المتحدثين مجموعةٌ من النساء التنفيذيات ممّن عملن في مراكز الفكر والمؤسسات الحكومية لبحث أفضل السبل نحو تقدم وتعزيز دور المرأة في القطاعات كافة.
وتضمنت الجلسة الأولى من أعمال المنتدى التي حملت عنوان “قادة الفكر النسائي: تطلعات الماضي وإنجازات الحاضر”، مداخلاتٍ من قادات الرأي في مختلف مجالات البحث العلمي ممن عملن في مراكز الفكر والمؤسسات الحكومية تناولت التحديات والفرص التي تواجه النساء في مختلف القطاعات في المنطقة، تحدث فيها كلٌ من الدكتورة فرناندا الورندوني، رئيسة البرنامج القُطري لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية لدى مملكة البحرين، والدكتورة لين منذر، المدير المساعد لتمكين الشرق الأوسط في مؤسسة المجلس الأطلسي، والسيدة حنين السديس، الزميلة الباحثة في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، والسيدة علياء العوضي، الباحثة ورئيسة الاستشارات في مركز تريندز للبحوث والاستشارات، فيما أدار النقاش الدكتور عُمر أحمد العبيدلي، مدير إدارة الدراسات والبحوث في مركز “دراسات”.
وسلطت الجلسة الثانية التي حملت عنوان “المبادرات الوطنية الخاصة بالمرأة وإدارة تطبيقات التوازن بين الجنسين” الضوء على أهمية المبادرات الوطنية في تحقيق التوازن بين الجنسين في العمل، وسياسات تعزيز دور المرأة واستراتيجيات وصولها إلى مراكز قيادية، ومشاركتها في صنع القرار.
وقد شارك في أعمال هذه الجلسة كلٌ من الدكتورة مايا مرسي، رئيسة المجلس القومي للمرأة في جمهورية مصر العربية، والدكتورة تسنيم غالب عطاطرة، ممثل مكتب منظمة الصحة العالمية في مملكة البحرين، والدكتورة لبنى القاضي، مديرة مركز دراسات وأبحاث المرأة في جامعة الكويت، وجوزفين موس، خبيرأول متابعة وتنسيق بالمكتب الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في الدول العربية، والدكتورة يسرى المزوغي، رئيسة الجامعة الملكية للبنات، فيما أدارت الجلسة الإعلامية غيداء محمد.
وتتواصل أعمال المنتدى يوم غدٍ 15 يونيو 2023م، وتناقش الجلسة الثالثة القضاء على المفاهيم غير الصائبة: تشكيل توجهات البحث والسياسة على المستوى الكلي، فيما تستعرض الجلسة الرابعة دور المرأة في مراكز الفكر.