أنقذ سد جوليوس نيريري تنزانيا وكينيا من الغرق، بعدما تسببت الأمطار الغزيرة التي هطلت خلال الأسابيع الماضية على المنطقة الاستوائية “بحيرة فيكتوريا” فى حدوث فيضانات شديدة خاصة فى كينيا وتنزانيا، منها حوض نهر روفيجي وروافده مما أثر على القرى القريبة وأدى إلى خسائر في الأرواح وإصابات وأضرار في البنية التحتية والمستوطنات والمدارس والأراضي الزراعية والمحاصيل.
637 ألف شخص تأثروا وتوفى أكثر من 50 شخصًا.. سد جوليوس نيريري
وقال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، إن أكثر من 637 ألف شخص فى دول شرق أفريقيا قد تأثر، وتوفى أكثر من 50 شخصًا فى تنزانيا ونزح أكثر من 200 ألف.
وأضاف الدكتور عباس شراقي إلى إن حوض نهر روفيجى أكبر الأنهار التنزانية يواجه مخاطر الفيضانات بسبب الأمطار الشديدة المتواصلة منذ أكتوبر الماضى، ولولا سد جوليوس نيريري لتفاقمت الخسائر فى البنية التحتية والأرواح.
بناء سد جوليوس نيريري
وأشار الدكتور عباس شراقي إلى أن المقاولون العرب والسويدى للكابلات حصلوا على بناء سد جوليوس نيريرى فى ديسمبر 2018 بتكلفة حوالى 2.9 مليار دولار، وتم وضع حجر الأساس فى 27 يوليو عام 2019،و بدأ العمل بتحويل مجرى النهر فى 18 نوفمبر 2020 ، وعاد النهر إلى مجراه الطبيعى 22 ديسمبر 2022 ليبدأ التخزين الأول فى مايو 2023 بحوالى 14 مليار م3 عند منسوب 164 متر فوق سطح البحر أعلى من الحد الأدنى لتشغيل التوربينات 163 م، واكتمل التخزين بعد الفيضانات الحالية إلى 34 مليار م3.
ونوه الدكتور عباس شراقي إلى أن الهدف من سد جوليوس نيريري الحماية من الفيضانات، وهذا يحدث بالفعل حاليا، وتنمية زراعية، وتوفير مياه الشرب، ومضاعفة إنتاج الكهرباء فى تنزانيا بعد إضافة 2115 ميجاوات (تقريبا مثل السد العالى) من خلال 9 توربينات بقدرة 235 ميجاوات.
ولفت أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة إلى أن سد جوليوس نيريرى يمثل تعاون مصرى- تنزانى كبير، ونقلة تنموية هائلة للشعب التنزانى، موجها التحية للشركات المصرية على هذا الإنجاز الكبير.
وأضاف الدكتور عباس شراقي في تصريحات إلى “صدى البلد” أن فيضانات كينيا وتنزانيا يذكرنا بما حدث فى 12 مايو 2018 بانهيار سد باتل بكينيا أيضا الذي راح ضحيته 50 شخصا وتدمير عشرات المنازل، وكانت سعة تخزينه أقل من 200 مليون متر مكعب، وكذلك سد بوط بولاية النيل الأزرق بالسودان فى 29 يوليو 2020، الذى دمر أكثر من 600 منزل وتشريد المئات.