أصدرت وزارة الخارجية السودانية اليوم الخميس، بيانا شديد ضد اللجنة الرباعية المنبثقة من منظمة “الإيجاد”، والتي أعلنت عن مبادرة جديدة للسلام في السودان.
وجددت الخارجية السودانية في بيانها رفضها لرئاسة كينيا للجنة الرباعية، بسبب انحياز نيروبي لمليشيات الدعم السريع، واستضافة قيادتها الصادر بحقها عقوبات دولية.
وتقاتل ميليشيات الدعم السريع ضد الجيش السوداني منذ منتصف أبريل الماضي، وأعلن الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس السيادي السوداني أمس الأربعاء قرارا ينص على حل الميليشيات.
وأبدت الخارجية السودانية أسفها من خلو البيان الصادر من “إيجاد” لأي إشارة بشأن التشاور مع حكومة السودان أو الحصول على موافقتها بشأن المبادرة، مشيرة إلى أن هذا انتقاص من حقوق الخرطوم.
وأبدت الخارجية السوداني تحفظها على منح الاتحاد الأفريقي والإيجاد تفويضا لوضع أسس لعملية سياسية ووضع أجندة وتحديد المشاركين.
واختتمت الخارجية السودانية بالقول إن بيان اللجنة الرباعية المنبثة عن “الإيجاد” تجاهل بشكل مؤسف الفظائع المريعة التي ترتكبها ميليشيات الدعم السريع والتي أدانها العالم عدا “الإيجاد” والاتحاد الأفريقي.
وأكدت الخارجية السودانية أنه إذا لم تسجب الإيجاد لطبلها بتغيير رئاسة كينيا للجنة الرباعية فستعيد السودان النظر في جدوى استمرارها في عضوية المجموعة التي تأسست بمبادرة منها.
وأعلنت اللجنة الرباعية في منظمة “الإيجاد”، عن مبادرة سلام جديدة بشأن السودان تشمل تقديم دعم مادي للمساعدة في مواجهة أزمة اللاجئين، بعد 24 ساعة من قرار الفريق أول عبد الفتاح البرهان قائد الجيش السوداني، بحل ميليشيات الدعم السريع.
واجتمعت اللجنة الرباعية في نيروبي والمكونة من كينيا وجنوب السودان وإثيوبيا وجيبوتي، على هامش قمة المناخ الأفريقية، للمرة الثانية منذ أن تم طرحها على نطاق مثير للجدل قبل شهرين.
وقالوا إن إيجاد، وهي كتلة من ثمانية أعضاء من دول القرن الأفريقي، يجب أن تعمل مع الاتحاد الأفريقي وتوحيد الجهود “مع الدول المجاورة للسودان، وتدعو كذلك الجهات الفاعلة الدولية إلى دعم اتحاد موحد وشامل بقيادة إيجاد والاتحاد الأفريقي”.
وتقول إيجاد إنها ستعمل مع الاتحاد الأفريقي للتشاور على نطاق واسع وتحديد جدول الأعمال والمكان والمشاركين “لدعم حوار سياسي يحدد بوضوح عملية سياسية يملكها السودانيون ويقودها السودانيون”.
واقترحت اللجنة الرباعية تقديم تبرع قدره مليون دولار من كل عضو في “إيجاد” للمساعدة في معالجة الأزمات الإنسانية المتصاعدة في مختلف أنحاء السودان، حيث نزح أكثر من مليوني شخص بسبب الحرب وقتل أكثر من 2000 شخص منذ أبريل.
وترأس الاجتماع الرئيس الكيني ويليام روتو، وحضره رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله، وهو أيضًا رئيس إيجاد، ورئيس جنوب السودان سلفا كير، نائب رئيس إيجاد ومثل إثيوبيا الدكتور أبراهام بيلاي، وزير الدفاع ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي.
يذكر أن السودان رفض الانخراط في جهود لجنة الإيجاد الرباعية بسبب اعتراضه على ترأس كينيا لها، مرجعا ذلك إلى انحياز الرئيس الكيني وليام روتو إلى قائد ميليشيات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الشهير بـ”حميدتي”.