ألقي قائد مليشيات الحوثي في اليمن، عبدالملك بدرالدين الحوثي، بيانا بشأن آخر تطورات الغارات الأمريكية على الأهداف الحوثية في اليمن وتطورات الوضع في غزة.
وقال عبد الملك الحوثي في بيان له، إنه للأسبوع الـ 19 على التوالي يستمر العدوان الإسرائيلي الهمجي على غزة مرتكبا أبشع الجرائم وأفظعها، ويتفنن في ارتكاب الجرائم الشنيعة في غزة وقوى الشر تدعمه بأفتك وأحدث وسائل التدمير والقتل.
وأضاف قائد مليشيات الحوثي، أن القنابل المدمرة والصواريخ المقدمة للاحتلال الإٍسرائيلي هي آخر ما وصلت إليه تقنيات الولايات المتحدة وبريطانيا وبعض الدول الغربية، كما أن المستوى الهائل من الدمار واستمرارية الجرائم بوتيرة عالية في غزة يعود إلى الأمريكي لتفوقه على القدرات الإٍسرائيلية.
وأشار إلى أن القنابل شديدة الانفجار هي لمواجهة جيوش تمتلك قواعد عسكرية وعتادا عسكريا ضخما لكنها تُصب على رؤوس الأطفال والنساء والبنى التحتية في غزة.
ولفت عبد الملك الحوثي إلى أن الاحتلال الإٍسرائيلي لم يكن ليُلحق بقطاع غزة كل هذا التدمير الشامل والجرائم الرهيبة لولا الدعم الأمريكي المقدم له، مشيرا إلى أن واشنطن هي المسؤول الأول عن مستوى الدمار والإجرام في غزة واستمراره كل هذه المدة، لأنها تقدم تمويلا ضخما للجرائم البشعة وفعّل أحكام الطوارئ لمرتين، وكأن الإسرائيلي جزء من الجيش الأمريكي.
وأوضح أن الاحتلال الإسرائيلي نقل أكثر من 25 ألف طن من القذائف والصواريخ الأمريكية لقتل الأطفال والنساء في غزة وتدمير المساكن، لافتا إلى أن واشنطن تشارك بشكل مباشر في الطيران، والتجسس والاستطلاع لتقديم المعلومات اللازمة لبناء الخطط والعمليات، كما تشارك بالخبراء في اجتماعات مجلس الحرب الإسرائيلي لشراكته في العملية والعدوان على غزة، وتقدم الحماية على المستوى الإقليمي لـ إسرائيل ويضغط ويشجع بعض الدول لاتخاذ مواقف سلبية تجاه أهالي غزة.
وتابع: “الضغوط الأمريكية أجبرت دولا على التخاذل وإضعاف الموقف الإسلامي وتقديم الدعم السري للعدو الصهيوني، كما أنها تواجه القوى الحرة التي تساند الشعب الفلسطيني ومن ذلك الهجمات على الأهداف الحوثية في اليمن، كما تقدم الدعم السياسي للاحتلال الإٍسرائيلي في مجلس الأمن، ويستخدم الفيتو لنقض أي قرار إنساني لصالح سكان غزة”.
وقال عبد الملك الحوثي، إن إجمالي الغارات الجوية الإٍسرائيلي على غزة بلغ أكثر من 46 ألف غارة على نطاق جغرافي محدود مكتظّ بالسكان، وكمية المتفجرات تعادل 4 قنابل ذرّية من تلك التي ألقتها الولايات المتحدة على مدينة هيروشيما اليابانية.
وأضاف أنه خلال الشهرين الأولين فقط اعترف مسؤولون أمريكيون أن الاحتلال الاسرائيلي أسقط 29 ألف قنبلة على غزة وهي أمريكية الصنع، وهناك بعض التقارير تشير إلى تقديم واشنطن 3 آلاف قنبلة تصل وزنها إلى 2000 رطل إضافة إلى أنواع أخرى إلى إسرائيل.
وأشار إلى أن القنابل الأمريكية لديها قدرة على تدمير أحياء بأكملها، وشظاياها المميتة تمتد إلى 365 مترا في غزة، كما أن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم قنابل الفوسفور الأبيض السامة بدرجة احتراق تصل إلى 800 درجة مئوية.
وأضاف أن الاحتلال الإسرائيلي اعترف بإطلاقه أكثر من 90 ألف قذيفة وصاروخ مدفعي على غزة خلال 50 يوماً، واستخدام مختلف الأسلحة لجعل قطاع غزة غير صالح للحياة وفق تصريحات المسؤولين الإسرائيليين.
وعلى جانب آخر، قال قائد مليشيات الحوثي، إن الوضع الصحي في قطاع غزة كارثي جدا في ظل ظروف صعبة تتهيأ فيها انتشار الأوبئة وتنعدم فيها الأدوية والمياه النظيفة، وما تبقي من المستشفيات في غزة محاصر ويصنع العدو فيه مأساة جديدة كما هو حال مجمع ناصر الطبي.
وأشار إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تمارس سرقة منازل المواطنين التي لم يطالها القصف، كما أن الأسيرات الفلسطينيات يتعرضن لانتهاكات مروعة تمس بالكرامة الإنسانية في سجون الاحتلال.
ولفت إلى أن قوات الاحتلال نبشت 2000 قبر وسرقة أكثر من 300 جثمان وسرقة أعضاء حيوية منها وتدمير 13 مقبرة في محافظات قطاع غزة، حتي وصل الحال بالجنود والمجندات الإسرائيليين إلى الافتخار والتباهي بقتل الأطفال الفلسطينيين.
وتابع: “نحن أمام عدو خطر يشكل خطورة على كل المجتمع البشري وعدو متنكّر لكل القيم والأخلاق والحقوق والقوانين، ويجب أن تبقى النظرة إلى الصهاينة بأنهم ليسوا مجرد خصوم بل أعداء حاقدون لدرجة لا يتخيلها إنسان”.
وأضاف عبد الملك الحوثي أن عناصر المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة يقومون بالتنكيل المستمر بالاحتلال الإسرائيلي وهناك عمليات جريئة وشجاعة، لافتا إلى أن قتلى وجرحى جنود العدو الإسرائيلي في تزايد والروح المعنوية لجنوده محطمة، وهناك مئات من الجنود الإسرائيليين أصبحوا مرضى نفسانيين وهناك تهرب للكثير منهم من المشاركة في القتال.
وأشار إلى أن حجم الدمار والإجرام يسعى الإسرائيلي من خلاله إلى كسر إرادة وتماسك المجاهدين والشعب الفلسطيني في غزة، وأن العدو الإسرائيلي فشل في استعادة الأسرى ويقتل بعض أسراه نتيجة قصفه الهمجي وتدميره الشامل.
كما قال عبد الملك الحوثي في بيانه، إن مؤامرة الاحتلال الإسرائيلي على رفح لن تعوض فشله، وإنما ليرتكب المزيد من الجرائم، ويجب أن يكون هناك تحرك مسموع وقوي من جميع الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي ضد المؤامرة في رفح.