بينما يطأ اليابسة.. مهاجر سوري يقول: «أحب إنجلترا»
وصل عشرات الرجال والنساء والأطفال لشاطئ على الساحل الجنوبي لإنجلترا يوم الأربعاء وكانوا منهكين لكنهم تنفسوا الصعداء لأنهم نقلوا للشاطئ في زوارق نجاة كبيرة بعد عبور محفوف بالمخاطر للبحر من فرنسا على متن قوارب مطاطية.
وهؤلاء هم أحدث مجموعة من بين أكثر من ألفي مهاجر وصلوا بريطانيا من دول مثل إيران وسوريا وأفغانستان خلال هذا الشهر فقط بعد أن شجعهم تحسن الأحوال الجوية على القيام بالرحلة في مسعاهم لطلب اللجوء في المملكة المتحدة.
وقال رجل ذو لحية لمصور من رويترز وهو يبتسم ويسير على الشاطئ مرتديا سترة سوداء “أحب إنجلترا”، مضيفا أنه من سوريا.
وقال رجلان آخران على الشاطئ أيضا إنهما سوريان ووصلا إلى بريطانيا بعد أن مرا بإيطاليا وفرنسا، بينما ذكر فتى أنه من الكويت واستغرق الأمر شهرا ليصل هنا.
وتبرز أرقام المهاجرين الواصلين حجم التحدي الذي يواجه رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك وتعهده “بوقف القوارب” بينما يستعد لانتخابات عامة متوقعة العام المقبل.
ونزل المهاجرون من قوارب نجاة تابعة للحكومة وجهات خيرية على الشاطئ في مدينة دونجينيس وسط سماء زرقاء وطقس دافئ ليتم نقلهم بحافلات إلى ميناء دوفر للعبّارات على بعد ساعة لتتعامل معهم السلطات البريطانية.
وبحسب إحصاء لرويترز من دونجينيس ودوفر، وصل في المجمل 100 مهاجر على الأقل على متن قوارب صغيرة يوم الأربعاء.
وكان بين الوافدين العديد من الأطفال، بعضهم حفاة، ويمسكون ببطانيات ويسيرون إلى جانب آبائهم أو يحملهم مسؤولون يرتدون سترات.
ومنذ بداية هذا العام وصل زهاء 17 ألف مهاجر، رغم أن العدد أقل ممن وصلوا في نفس الفترة من العام الماضي. ورُصد في المجمل 46 ألف مهاجر وصلوا في قوارب صغيرة عام 2022. ويُحتمل أن يكون كثير منهم دفعوا أموالا لمهربين مقابل عبورهم الذي يتم غالبا في قوارب مكتظة ومتهالكة.
ويواجه سوناك انتقادات من بعض المشرعين المنتمين لحزبه لعدم تحركه بسرعة كافية لكبح الهجرة غير الشرعية، التي يتم تحميلها المسؤولية عن الضغط على الخدمات العامة بما في ذلك توفير السكن في مناطق من البلاد.
ووقّع سوناك اتفاقيات مع فرنسا وتركيا لوقف تدفق المهاجرين، وأقرت حكومته قانونا للهجرة غير الشرعية يتضمن خططا لترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا، رغم تعثر هذه الخطة في المحاكم.
ولا يعكس تدفق المهاجرين حاليا بوادر تُذكر على التباطؤ، مع وصول مزيد من القوارب إلى الساحل الجنوبي لإنجلترا.
وخلال العام الماضي، شهد شهر أغسطس آب وصول أكبر عدد من الوافدين بقوارب صغيرة في أي شهر على الإطلاق بينما وصل نصف إجمالي المهاجرين خلال شهري أغسطس آب وأكتوبر تشرين الأول.
بينما يطأ اليابسة.. مهاجر سوري يقول: «أحب إنجلترا»
المصدر: مقالات