تعيش الطفلة روان بنت العامين فقط من عمرها، على أرصفة الشارع منذ أكثر من عام، تأكل وتشرب وتستحم داخل توكتوك يعمل به والدها بأجر يومي ولا يستطيع تحمل نفقاتها اليومية بعد تخلي أمها عنهما.
وفي قصة مأساوية اهتزت لها أروقة منطقة قليوب البلد، يحكي الشاب محمد، والد الطفلة روان، في فيديو خاص لموقع صدى البلد، تفاصيل حياتهما اليومية في الشوارع.
يقول محمد، بدأت القصة بزواجي وانتقالي مع زوجتي الى منطقة قليوب البلد بعد مغادرة منطقة نشأتي بجوار أهلي في المرج، مما تسبب في غضب أهلي، وبعد فترة من الزواج مراتي هجرتني وسابتلي روان بنتنا بعد 8 اشهر من مولدها، وأخذت البنت الكبرى، ودلوقتي روان عندها سنتين، وعايش انا وهي في الشارع بشتغل طول اليوم بالتوكتوك وبنبات فيه بالليل بعد ما أهلي قفلوا الباب في وشي”.
وأضاف والد الطفلة روان ” بقالي سنة وتلت شهور بنام في التوكتوك وبسعى لرزقي وبقول يارب، عشان متحوجش لحد ولا أطلب من حد حاجة”
اقترحت الزوجة مغادرة محل السكن في بداية حياتهما الزوجية، وبعد الانتقال الى منطقة قليوب البلد غادرت الأم منزلهما وتركت الأب مع الطفلة روان وأخذت فتاة اخرى تكبرها بأعوام، دون خلافات زوجية أو سبب واضح يمكن ذكره، وبمساعدة من أهلها الذين أخذوا الأبنة الكبرى عنوة من والدها وتركوا الرضيعة، مما جعل الأب يتشكك في صحة نسب الكبرى له.
عايز أربي بنتي وبدعي ربنا ألاقي سكن
ويروي محمد تفاصيل قاسية يعيشها يوميا في محاولة لتلبية احتياجات طفلته من مأكل وملبس ومأوى يعتبره غير آدمي لهما، حيث يرعاها أثناء نومها داخل التوكتوك، ويقوم بدور الأب الساعي على الرزق والأم التي ترعى.
وفي لحظات يائسة كاد محمد أن يزرف فيها الدموع، طالب بمساعدته في إيجاد مأوى فقط لهما، وتقديم يد العون له في رعاية طفلته التي تعاني حياة يصعب على أحد التأقلم معها.
ويقول محمد “محدش وقف جمبي طول عمري، طلعت من التعليم عشان أصرف على نفسي وأحوش وأجوز نفسي، ودلوقتي بتعب وبشقى عشان أقدر أربي بنتي”.
ليه الأهل يتخلوا عن ابنهم وحفيدتهم؟
” السبب الرئيسي في تخلي أهلي عني أن والدتي كانت رافضة من البداية انتقالي لمكان بعيد عنها، ودلوقتي هي شايفه اني بتسبب لهم في عار”.
قصة مأساوية يعيشها شاب يعتبره الكثيرون ضحية لأهل قست قلوبهم وزوجه تخلت عن فلذة كبدها، لكن يتحمل تكلفتها طفلة عمرها فقط عامين، تبيت ليلها على كرسي متهالك لتوكتوك وتحيا نهارها دون رعاية آدمية.