مع قرب الجولة الثانية من الانتخابات التركية، ساءت الساعات الأخيرة من السباق الرئاسي بشكل متزايد حيث يسعى الرئيس رجب طيب أردوغان لتمديد حكمه في السلطة بخمس سنوات أخرى.
وقبل انتخابات الإعادة غدًا الأحد، سعى غريمه زعيم المعارضة كمال كيليتشدار أوغلو إلى التودد إلى القوميين لأخذ أصواتهم، وذلك من خلال التعهد بطرد ملايين اللاجئين السوريين.
وعلى إثره اتهمه أردوغان بتقديم خطاب كراهية، قائلًا إن فوز كيليتشدار أوغلو سيكون فوزًا للإرهابيين.
وحسب هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، يعد أردوغان هو الأوفر حظًا في انتخابات الإعادة، لكن منافسه كيليتشدار أوغلو يعتقد أنه لا يزال من الممكن سد الفجوة – إما من خلال أخذ أصوات 2.8 مليون مؤيد رشحوا الفائز بالمركز الثالث أو من قبل ثمانية ملايين ناخب لم يشاركوا في الجولة الأولى.
وقبل أن تنتهي حملاتهما مساء اليوم السبت، زار أردوغان ضريح رئيس الوزراء القومي السابق عدنان مندريس، وذلك في الذكرى الـ63 لانقلاب 27 مايو 1960، حيث يعد ذلك بمثابة تذكير للناخبين بأنه واجه محاولة انقلاب عام 2016، وأن الحكومة ستكون في أمان بين يديه.
فيما التقى منافسه بمجموعة من النساء المتضررات من الأزمة الاقتصادية في تركيا، ووعد أنه في حالة انتخابه، سيعيش بشكل متواضع، وليس في قصر رئاسي.
ولمدة 4 ساعات هذا الأسبوع، كان كيليتشدار أوغلو يجيب على أسئلة الجمهور عبر قناة على موقع “يوتيوب”، حيث وصل المشاهدون إلى 24 مليون مشاهدة حسب آخر إحصاء ويبلغ عدد سكان تركيا 85 مليون نسمة.
وتعتقد الناشطة الشبابية مهتيب أن قناة “يوتيوب” يمكن أن تنجح كمال كيليتشدار قائلة “التواجد على قناة BaBaLa قد أثر على الكثير من الناخبين الشباب الذين لم يصوتوا لأول مرة”.
كما خرج كيليتشدار أوغلو في مقابلة تليفزيونية، معتبرًا أن التصويت لأردوغان يعد “ذنبًا”.
وأعلنت حملة كيليتشدار أوغلو أنها أرسلت على نطاق واسع رسائل نصية، دعت فيها إلى متابعة المقابلة التلفزيونية مع زعيم المعارضة.
وأشار كيليتشدار أوغلو في مقابلة تلفزيونية على قناة “FOX” التركية “إلى الناخبين الذين يصوتون لأردوغان، لا تفعلوا ذلك لا ترتكبوا هذا الذنب، المسلم المخلص لا يرتكب مثل هذا الذنب العظيم، وعليه أن لا يرتكبه”.
ولعدة أشهر كان اقتصاد تركيا المتعثر هو القضية الأولى، لكن مع اقتراب جولة الإعادة غدًا الأحد، اشتد الخطاب وأصبح اللاجئون في قلبه.
وذهب زعيم المعارضة البالغ من العمر 74 عامًا إلى محاولة جذب الناخبين الذين دعموا الزعيم القومي المتطرف سنان أوغان قبل يومين، وذلك من خلال تعهده بطرد اللاجئين السوريين.
وعلى الرغم من أن الرئيس أردوغان حصل على دعم أوغان، فقد حصل زعيم المعارضة على دعم حزب النصر المناهض للهجرة، بقيادة أوميت أوزداج، الذي فاز حزبه بـ 1.2 مليون صوت.
وقال زعيم حزب النصر هذا الأسبوع إن كيليتشدار أوغلو وافق على طرد “13 مليون مهاجر” في غضون عام “بما يتماشى مع القانون الدولي”، حيث تستضيف تركيا لاجئين أكثر من أي بلد آخر،
ويعتقد البروفيسور مراد أردوغان، الذي يجري دراسة ميدانية منتظمة تسمى مقياس السوريين، أن العدد الإجمالي للاجئين السوريين والمهاجرين غير النظاميين من إيران والعراق وأفغانستان وباكستان يقترب من ستة أو سبعة ملايين.
وذكر البروفيسور أردوغان أن الخطاب “غير واقعي، إنه مستحيل ماديًا”، مضيفًا “إذا تحدثنا عن الإعادة إلى الوطن طواعية، فلن يكون ذلك ممكنًا، وبالقوة يعني أنه يجب إعادة أكثر من 50000 يوميًا”.
فيما قال عالم السياسة نزيه أونور كورو من جامعة كوج إن كلا الجانبين لديهما أحزاب قومية يجب أن تظل على موقفها، كما أن كيليتشدار أوغلو يستغل المخاوف الأمنية التي يشعر بها العديد من الناخبين، وخاصة الشباب منهم، حيث يعلم أن مستوى التهديدات المتصورة مرتفع للغاية بسبب أزمة المهاجرين والهجمات الإرهابية والحروب التي تشارك فيها روسيا وسوريا وأذربيجان.