وجّه وزير الخارجية التركي هاكان فيدان تحذيرًا مباشرًا إلى تنظيم “واي بي جي”، الذي تعتبره أنقرة امتدادًا لحزب العمال الكردستاني “بي كي كي” وتصفه بـ”الإرهابي”، داعيًا إياه إلى عدم استغلال الأوضاع المتأزمة في سوريا، لاسيما في ظل التطورات المتسارعة في محافظة السويداء جنوب البلاد.
وجاءت تصريحات فيدان في نيويورك على هامش مشاركته في “الاجتماع غير الرسمي الموسع بشأن قبرص”، والذي عُقد يومي 16 و17 يوليو الجاري.
وقال الوزير التركي للصحفيين: “رسالتنا لهم، عدم استغلال الاضطرابات في سوريا ودخولهم في وضع غير مرغوب فيه. عليهم ألا يزيدوا تعقيد العملية الحساسة في سوريا. عليهم أن يلعبوا دورًا بناءً. وإلا، فإن الانتهازية تحمل معها مخاطر كبيرة”، في إشارة إلى تقارير أفادت بتحركات عسكرية لتنظيم “واي بي جي” المنضوي تحت مظلة “قوات سوريا الديمقراطية” في مناطق الشمال والشرق السوري.
أنقرة تراقب تحركات الأكراد
تأتي تصريحات فيدان في توقيت حساس، مع تصاعد العنف الطائفي في محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية، حيث اندلعت مواجهات دموية بين فصائل درزية ومجموعات من البدو، وهو ما أتاح لقوات الحكومة السورية التدخل وسط اتهامات بانحيازها لطرف دون آخر. وترى أنقرة أن مثل هذا المناخ المضطرب قد يشكل فرصة لبعض القوى الكردية المسلحة لتعزيز مواقعها على الأرض أو محاولة فرض أمر واقع، الأمر الذي تعتبره تهديدًا مباشرًا للأمن القومي التركي.
وبحسب مصادر تركية، فإن تحركات “واي بي جي” في بعض المناطق الحساسة تُراقب بدقة من قبل أجهزة الاستخبارات التركية، في وقت أكدت فيه أنقرة مرارًا أنها تحتفظ بحق الرد العسكري في حال رصدت أي تحركات تمس مصالحها الأمنية، لا سيما على طول الحدود الجنوبية.
تقويض استقرار سوريا
وفي سياق متصل، انتقد وزير الخارجية التركي الهجمات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت العاصمة السورية دمشق، واعتبر أن تل أبيب تتبع نهجًا قائمًا على فرض واقع جديد في المنطقة من خلال تقويض استقرار الدول المجاورة.
وقال فيدان: “تعطي إسرائيل بتصرفاتها الأولوية لأمنها القومي، متجاهلةً أي قواعد أو أنظمة أو حقوق أو سيادة أو سلامة أراضي لدول أخرى في المنطقة”.