يبدو أن الكوسة غير ضارة ولكنها قد تؤدي إلى تقلصات، وقيء، وإسهال، وتلف الكبد، مما يوضح مخاطر التسمم بالقرعيات – وهي حالة نادرة ولكنها قد تكون مميتة ناجمة عن استهلاك مستويات عالية من المركبات السامة الموجودة في الخضار.
رغم أن الكوسة قد تبدو غير ضارة، إلا أنها غنية بالألياف والبوتاسيوم وتُعد عنصرًا أساسيًا في العديد من الأطباق الجانبية والمخبوزات، إلا أنها قد تكون خطيرة للغاية عند تناولها، وفي بعض الحالات النادرة، تكون هذه الخضار الشتوية سامة أيضًا.
وفي دراسة حديثة نشرت في الأرشيف البولندي للطب الباطني، تم تسليط الضوء على حالة تسمم بالكوسة، حيث انتهى الأمر بامرأة تبلغ من العمر 54 عامًا تتمتع بصحة جيدة نسبيًا في قسم الطوارئ في المستشفى وهي تعاني من آلام شديدة في البطن بعد تناول خبز الكوسة، كما عانت من قيء شديد وإسهال مائي دموي وتم تشخيصها بتلف الكبد.
وبعد إجراء التحقيقات، قال الأطباء إنها أصيبت بتسمم الكوسا، الذي تسببه مركبات سامة يمكن أن تتكون في الكوسا، ووفقا للخبراء، يحدث تسمم الكوسا عندما تعطل المركبات الموجودة في الخضار العمليات الخلوية، مما يسبب تهيج الأنسجة، وخاصة في الجهاز الهضمي.
ما هو تسمم الكوسة ؟
ويحذر الخبراء من أن الطعم المر هو السمة المميزة لتركيزات عالية من مادة الكوكوربيتاسين وغالبا ما يكون المؤشر المباشر الوحيد.
تنتمي الكوسا إلى المركبات العضوية التي تحتوي على مادة الكوكوربيتاسين، والتي تسبب الطعم المر كآلية دفاع وقائية للنباتات، كما أن نباتات أخرى مثل الخيار والقرع والبطيخ لها نفس التأثير. ووفقًا للأطباء، على الرغم من أن هذه المركبات فعالة دوائيًا ضد الالتهابات والسرطان وتصلب الشرايين والسكري، إلا أنها قد تكون سامة عند تناولها عن طريق الطعام.
علامات وأعراض التسمم بالكوسة
على الرغم من أن التسمم بالكوكوربيتاسين ليس مفهوما تماما، إلا أن الخبراء يعتقدون أن المركبات تسبب خلل في بطانة المعدة، مما يؤدي إلى:
القيء
إسهال
نزيف
تأثيرات ضارة على الجهاز الوعائي
ويقول الأطباء إن أعراض التسمم بالكوكوربيتاسين تظهر عادة فجأة في غضون دقائق إلى ساعات بعد الاستهلاك، وحتى الكميات الصغيرة يمكن أن تكون خطيرة.
في أغلب الحالات، يؤدي التسمم بالقرعيات إلى ألم خفيف أو اضطراب في الجهاز الهضمي ولا يتطلب رعاية طبية. ومع ذلك، فإن الأعراض الشديدة نادرة في الغالب ويمكن أن تشمل الغثيان والقيء والتقلصات والإسهال. وفي حالات قليلة، يؤدي أيضًا إلى انخفاض ضغط الدم. وفي حين لا يوجد ترياق للتسمم بالقرعيات، يقول الأطباء إن العلاج يركز على إدارة الأعراض، يتعافى معظم المرضى الذين يعانون من أعراض شديدة في غضون أيام قليلة، على الرغم من أن الانزعاج البطني قد يستمر لفترة أطول قليلاً.
في حالات نادرة للغاية، قد يكون التسمم بالكوسة السامة قاتلاً، ففي حين تعافى أحد المرضى في هولندا بشكل كامل، توفي الآخر بعد أقل من 24 ساعة من تناول الكوسة السامة.
هل يجب عليك تجنب تناول الكوسة؟
يقول الأطباء أنه بما أن الرعاية الطبية الجادة في معظم الأحيان لا تكون مطلوبة إلا في حالات نادرة، فلا داعي للتخلي عن تناول الكوسة تمامًا ولكن يجب الحذر بشأن مذاقها.
الفوائد الصحية لتناول الكوسة تفوق المخاطر بكثير، فهي غنية بالعناصر الغذائية مثل الحديد والكالسيوم والزنك والعديد من فيتامينات ب الأخرى، كما أنها غنية بمضادات الأكسدة التي تحمي جسمك من الجذور الحرة.
الكوسو غنية بالألياف القابلة للذوبان وغير القابلة للذوبان، ويعزز الهضم الصحي، وهو رائع لفقدان الوزن، كما أن محتوى الألياف العالي في الكوسة يساعد في استقرار نسبة السكر في الدم، ومنع ارتفاع مستوياته بعد الوجبات وتقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2.
المصدر: timesnownews