مع القصف الجوي المستمر على قطاع غزة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر الجاري، شعر كل أم وأب في فلسطين أنهم معرضين للاستشهاد في أي لحظة هم وأطفالهم؛ فالأطفال والنساء والرجال وحتى الشيوخ يصابون ويتوفون في كل لحظة حولهم.
هذا الأمر بكل تأكيد سيخلق لديهم شعورًا من الخوف والرغبة في احتضان أبنائهم ومحاولة حمايتهم قدر الإمكان، لكن هذه الأم استجمعت هذه المشاعر جميعًا وتماسكت وقررت أن تتغلب على فكرة أملها في عدم تضرر أطفالها أو إيذائهم والنزول إلى أرض الواقع والتفكير في البلاء قبل حدوثه والتعامل معه.
فقررت هذه الأم الفلسطينية القوية التي استشهد زوجها من قبل أن تمسك بقلمها وتكتب على كل منطقة في جسم أطفالها الثلاثة أسمائهم وعمرهم وفصيلة دمهم والمكان الذي كانوا يسكنون فيه لتسهل التعرف عليهم في حالة إصابتهم أو استشهادهم.
رفضت الكتابة على أجسامنا
ظهر ذلك الأمر في مقطع فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي يوضح منشور مكتوب لطفل يسرد تصرف والدته معه وإخوته قائلًا “رفضت أمي أن يكتب على جسدنا أحد فنادتنا إلى الخيمة وبين أصابعها الجافة قلم حبر أسود كانت تحبه وتضعه في درج المكتبة.” مضيفًا بدأت بي وقالت “أحمد تعال” وكتبت اسمي الرباعي على يدي “أحمد راشد صالح…” ثم كتبت “اسم الأم: عبير، فصيلة الدم: A+, مكان السكن الأصلي: حي … بناية.”
وتابع الطفل “كتبت مع قبلات كثيرة على كفي الأيمن والأيسر وعلى ذراعي وعلى ظهري وعلى فخدي الأيمن والأيسر، كتبت على بطني؛ على باطن قدمي؛ على صدري؛ …”. وقال الطفل ثم نادت أمي هبه أختي بينما أنا كنت أقرأ ما تكتب مؤكًدا أنها كتبت نفس المعلومات إلا أن هبه عمرها 5 سنوات.
أشار الطفل الفلسطيني إلى أن أمه بعد ذلك نادت أخيهم راشد الذي يبلغ من العمر 3 سنوات لتكرار نفس الخطوة معه لكن جسده لم يتسع لكل الكلمات فتنهدت وقالت “راشد ما رح يضيع عنا، رح يعرفوه، بضل بحضني” ثم نظرت الأم الفلسطينية القوية إلى أطفالها برأس مائل وابتسامة صغيرة قائلة “تخافوش أنا كتبت على جسمي بكل مكان إني أم أحمد وراشد وهبه وكتبت زوجة الشهيد فهمي صالح، سيجمعوننا معًا،، سيجمعوننا ولو كنا أشلاء!!!”