محافظة أسوان ، تمتلك الكثير من الإمكانيات والمقومات التى تجعلها بحق عاصمة الإقتصاد الإفريقى فى القارة السمراء.
وفى هذا الإطار نلقى الضوء عبر منصة ” صدى البلد ” على أحد أبرز المواقع التجارية الكبرى فى أسوان، وهو سوق الجمال بنجع الغابة بمركز دراو، والذي تم بدء العمل فيه مطلع السبعينيات من القرن الماضي ، ليكون من أعرق الأسواق، ويعد أحد العلامات البارزة والمميزة في دراو حيث إنه يتوافد التجار من شتي أنحاء الجمهورية بصفة عامة ، والصعيد بصفة خاصة خلال يومي السبت والأحد من كل أًسبوع.
سوق الجمال
ويوجد في السوق نحو 2500 رأس جمل بمختلف أنواعه، وغالباً ما يرحل التجار بعد فض السوق إلى سوق إمبابة بالقاهرة، التى تعد امتداداً طبيعياً لسوق دراو والشلاتين، وتزدحم الشوارع المؤدية للسوق بمئات السيارات و«التوك توك» التى تقوم بنقل الوافدين إلى مكان السوق الذى يبعد عن الطريق الرئيسى “أسوان / القاهرة” الزراعى بنحو 2 كيلو.
ويقول عبدالناصر إبراهيم أحد تجار الجمال داخل السوق، إن السوق يستقبل أسبوعياً أعداد هائلة من الجمال تتراوح تقريبا مابين 2000 أو 3000 جمل من مختلف الأنواع كبير وصغير سنًا على حسب الأعداد.
وأضاف أن الجمال تتوافد من السودان إلى سوق دراو عن طريق مندوبين سودانيين الجنسية يتم الاتفاق على الأعداد معهم وعلى مدار يومي السبت والأحد يتم تسليمها لهما فى السوق، وأن الأسعار تتراوح مابين 40 لـ 70 منهم للتربية ويطلق عليهم “جعدان” أما الذبح فهى الجمال الكبيرة.
وأوضح أنه يتم البيع والشراء على حسب كل اتفاق بينهم وبين المشترى منهم يدفع على مدار 3 أشهر واسبوع، وآخرون كاش أو بعد توصيلها للتربية والتسمين والعلف فى المزارع الخاصة بهم وبيعها يدفعوا المبلغ المتفق عليها.
ولفت أن تتعدد أنواع الجمال التى يتم بيعها داخل سوق دراو الأسبوعى، ولكن أبرزها: الكواهله، الحمرا، وجعدان العنانيه، والبلدى، ولكن المفضله بينهم الدنقلا، والكواهله”.
أعرق الأسواق
وتابع أن السوق على مدار يوم السبت يطلق عليه” الجلب” نظراً لأن الجمال تكون فيه قادمة من السودان مباشرة ويتم بيعها في هذا اليوم ويباع فيه الجمال للتربية، أما يوم الأحد تباع فيه الجمال التى يتم ذبحها وتختلف فى حجمها عن النوع الآخر.
وقال عوض هدل من كبار مشايخ قبيلة البشارية بأسوان إنه ورث مهنة تجارة الجمال عن الأجداد والآباء، ومهنة ” تاجر الجمال ” تبقى من المهن المحترمة التى يحرص الكثيرون على توريثها لأبنائهم من بعدهم، وتاجر الجمال يختلف عن غيره من التجار حيث إن الكلمة التى ينطق بها تمثل عقداً موثقاً.
فيما يقول عبد العزيز محمود من تجار الجمال بأن الجمال يتم استيرادها من الدول الأفريقية القريبة كالسودان وإثيوبيا وإريتريا، والتى تشتهر بتربية الجمال والإبل والمواشى، وكانت الجمال منذ زمن بعيد تقطع مسافات كبيرة سيراً على الأقدام لتصل من السودان إلى مصر، ولكن مع مرور الوقت وتطور الطرق ووسائل النقل وتعدد المعابر، تغير الحال تماماً.
وأصبح نقل الجمال من خلال الشاحنات الكبيرة التى تحمل عشرات الرؤوس من الجمال، خاصة أنها تأتى من خلال معبرين بجنوب مصر، الأول المعبر الشرقى من خلال الشلاتين التابع لمحافظة البحر الأحمر ثم تدخل لأسوان من ناحية الجنوب الشرقى للمحافظة، والثانى الغربى من خلال طريق مدينة أبوسمبل السياحية.
أما تجار الجمال فيعلمون كل كبيرة وصغيرة عنها، فالجمال التى تأتى من المعبر الشرقى من ولايات كسلا ودنقلة وبورسودان هى الأفضل لاعتمادها فى الرعى على المراعى الطبيعية، بينما الجمال المقبلة من الولايات الغربية تعتمد على الملح والعطرون فى طعامها مما يكسب لحمها المرارة والملوحة وتكون أقل سعراً من الأخرى، وتختلف الجمال وتتعدد أنواعها، فهناك الجمل الساحلى الذى يتسم بالقصر والحمرة والذى يعتبر أفضل الأنواع.