يُعد موقع تل اليهودية فى جنوب شرق مدينة شبين القناطر بمحافظة القليوبية من ضمن المواقع الأثرية التى تؤرخ لأحداث وعصور هامة من تاريخ مصر.
عُرفت منطقة تل اليهودية بـاسم “نى تا حت” باللغة المصرية القديمة، وتمثل المقاطعة الثامنة من مقاطعات مصر السفلى، ويرجع تاريخها من عصر الدولة الوسطى حتى العصر اليوناني الروماني.
وفقًا لبردية “هاريس” من عصر الملك رمسيس الثالث، والتي ذكرت تلك المنطقة المسماه ” ليونتوبوليس” باليونانية، وتعني مدينة الأسود قبل أن يصبح اسمها تل اليهودية، وذلك بعد لجوء بعض القبائل اليهودية إلى مصر بقيادة زعيمهم “اونياس” و السماح لهم بالاستقرار فى المنطقة. وأقاموا معبد يقدمون فيه القرابين ويحجون إليه، الى أن قام الرومان بإغلاق هذا المعبد عام 73ميلادية.
آثار تل اليهودية
تحتوي المنطقة على عدد ضخم من المقتنيات الأثرية الهامة كانت بدايتها مع اكتشاف ” معسكر الهكسوس الكبير ” وهو الحصن الذى تم اكتشافه فى عام 1906 م ويرجع تاريخه لعصر الاضمحلال الثانى وفترة الهكسوس.
احتوى بداخله على تحصينات من الطوب اللبن تم بنائها بالجسر الرملي للحصن، بالإضافة إلى بقايا لانشاءات ربما تمثل مدينة سكنية فى الجانب الشرقي من المنطقة ضمت بداخلها العديد من الآثار المنقوله ترجع للفترة من عصر الدولة الوسطى وحتى العصر اليونانى الروماني من بينهم: مجموعة من المسارج وبلاطات الخزف،
كما تم العثور على عدد من الجعارين والأواني الفخارية المصممة بطراز فريد عُرف بطراز تل اليهودية فى عصر الهكسوس، يضاف الى ذلك العثور على بقايا لتماثيل ضخمة تخص الملك رمسيس الثاني فى الجانب الشمالي من حصن المنطقة وعدد من المقابر المبنية بالطوب اللبن وعدد من الدفنات المخصصة لبعض الحيوانات ترجع أيضاً للفترة الهكسوسية.
خلفية تاريخية
في عصر الإنتقال الثاني شيد الهكسوس فيها حصن بعد إدراكهم لأهمية الموقع من الناحية الإستراتيجية. واستمر الأهتمام بالمنطقة في عصر الدولة الحديثة، حيث شيد الملك رمسيس الثالث المعبد الذي لا تزال بقاياه موجودة إلى اليوم، مثل قاعدة عمود جرانيتية ما تزال محتفظة باسمه منقوشًا عليها .
أهم حفائر الموقع
أول من أشار إلى تل اليهودية في العصر الحديث رحالة فرنسي زار المنطقة عام 1825 وقام بوصف التل ومساحته ورسم خريطة له.
فيما بين عامي 1886 و1887 قام “نافيل” بمساعدة “جريفث” بحفائر كشفت عن أجزاء معبد اونياس الهكسوس، وكذلك مقابر منقورة في صخر الهضبة فى قريتي عرب العليقات وعرب الصوالحة.
طراز المقابر المعماري
المقابر الصخرية: تبدأ بمدخل مستطيل الشكل ذو درجات، ويؤدى هذا المدخل إلى باب صالة المقبرة الرئيسية، ويوجد في جانب واحد أو أكثر من جانب فجوة واحدة للدفن أو فجوات.
الطراز الثاني: ويبدأ بمدخل مستطيل الشكل بأحد ضلعيه الشرقي والغربي درجات سلم تؤدى إلى باب بئر رأسية في قاعتها فجوات الدفن.
الطراز الثالث: ويتمثل في المقابر المنحوتة على شكل تابوت وكانت في الغالب تحتوى على دفنات فردية، وتنقسم إلى قسمين، التابوت البسيط وهو عبارة عن حفرة مستطيلة قليلة العمق، والقسم الثاني حجمه كبير وعمقه مُغطى بالطوب اللبن.
و كل ما تم الكشف عنه داخل التوابيت هو هياكل عظمية، أما القرابين كانت عبارة عن عطور في التابوت مع الميت. وتحتوي المقبرة على فجوة واحدة للدفن، والمقابر جميعها محورها من الشرق إلى الغرب.
كما تم العثور على مقبرة جماعية لحيوانات ابن أوى، وهى عبارة عن مقبرة بيضاوية الشكل محفورة في باطن الأرض على عمق 70سم، وعُثر بداخلها على مجموعة من الهياكل العظمية لحيوان ابن أوى.