قال خليل هملو، مراسل “القاهرة الإخبارية” من دمشق، إن مدنًا سورية عدّة شهدت، أمس، تظاهرات واسعة حملت هتافات داعية للحرب ضد إسرائيل، ردًا على الهجمات الإسرائيلية الأخيرة التي اعتبرها المتظاهرون دعمًا مباشرًا لأحد أطراف النزاع الداخلي على حساب الدولة، وفق وصفهم.
وأوضح هملو، في مداخلة مع الإعلامية بسنت أكرم، على قناة “القاهرة الإخبارية”، أن المظاهرات لم تقتصر على العاصمة دمشق، بل امتدت إلى حمص، حماة، حلب، إدلب، دير الزور، رأس العين، مدينة الأبيض، وسلوك في أقصى الشمال الشرقي من البلاد، وعبّر المشاركون عن غضبهم مما وصفوه بـ”التواطؤ الإسرائيلي” في أحداث السويداء، مطالبين برد عسكري مباشر على تل أبيب.
وأكد أن المحتجين وجّهوا اتهامات صريحة لرجل الدين الدرزي الشيخ حكمت الهجري، بحمله مسؤولية الدماء التي سقطت خلال الأحداث الأخيرة في السويداء، حيث قُتل عدد كبير من أبناء المحافظة، بالإضافة إلى عناصر من قوات الأمن ووزارة الدفاع، ينتمون إلى محافظات سورية مختلفة.
وأشار هملو إلى أن أحداث السويداء شهدت تصعيدًا غير مسبوق، وسط أنباء – لم تؤكد رسميًا – عن إعدامات ميدانية نفذتها فصائل موالية للهجري بحق عناصر من الجيش السوري أُسروا خلال المواجهات.
وأضاف أن مستشفى السويداء الوطني، وهو المرفق الطبي الرئيسي في المدينة، تعرض لأضرار بالغة جراء القصف، مشيرًا إلى وجود جثث لا تزال ملقاة في الشوارع حتى اللحظة، وسط صعوبة في الوصول إليها.
كما أفادت مصادر محلية من محافظة درعا بوجود عمليات حرق وتدمير لمنازل البدو في أحياء كانت تقطنها عشائر بدوية، على يد مسلحين تابعين لفصائل مقربة من الهجري. وحذّر المراسل من تحول الصراع إلى طابع طائفي خطير قد يؤدي إلى موجة تهجير جديدة وامتداد التوتر إلى مناطق أخرى في سوريا.
ولفت هملو إلى أن الشارع السوري لم يظهر أي مشاعر خوف من احتمالية اندلاع حرب مع إسرائيل، بل جاءت بعض الهتافات مطالبة بمواجهة مفتوحة، في ظل الإحساس بأن المسافة الجغرافية القصيرة بين دمشق وتل أبيب – التي لا تتجاوز 200 كيلومتر – قد تسمح برد مباشر رغم محدودية السلاح النوعي لدى الجيش السوري.
وفي ما يتعلق بالاتفاقات التي كانت قد أبرمت بين الحكومة السورية ومشايخ الطائفة الدرزية، قال المراسل إن الشيخ حكمت الهجري انقلب على الاتفاق بعد أقل من ساعة من توقيعه، ما أدى إلى انهيار التفاهمات وتصاعد المواجهات من جديد.