ورد في الشرع الحنيف، نصوص تحث على نصرة المسلم لأخيه المسلم، ومنها قال سيدنا رسول الله: «من نصرَ أخاهُ بالغيبِ نصرهُ اللهُ في الدنيا والآخرةِ» [أخرجه الطبراني في مكارم الأخلاق].
نصرة المسلم لأخيه المسلم
وقال مجمع البحوث الإسلامية، عن نصرة المسلم لأخيه المسلم، إن نصرة المسلم خاصة في وقت ازداد فيه الظلم وكثر الشر والفساد وتكالبت عليه الأمم واجب، فعلينا:
1. نصرة المسلمين بالدعاء لهم إذا لم نقدر على إعانتهم بالمال والنفس، فالدعاء عبادة عظيمة.
2. الدفاع عن المسلم إذا انتهك عرضه، أو ذكر بسوء في غيبته، فيقال لمن يفعل به ذلك: اتق الله واسكت عن قول الشر، فإن سكت عنه وإلا قام من عنده وتركه، فهذا أيضا من النصرة التي يقدمها المسلم لأخيه.
3. إذا ظلم مسلم في مال أو أرض أو غير ذلك وجبت مناصرته، والقيام معه حتى يأخذ حقه وافياً.
4. إذا كان المسلم ظالماً وجبت نصرته برده إلى الحق ومنعه من الظلم، بدعوته بالتي هي أحسن فإن لم يفق من ظلمه زجره وأنبه، فإن لم يفعل هجره حتى يترك ظلمه.
5. الوقوف مع المسلم أيام المحن والنكبات كمن فاجأه مرض أو موت أو مصيبة فلا بد من مساعدته وإدخال السرور عليه.
انصر أخاك ظالما أو مظلوما
وورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤالا يقول صاحبه “ما الفتوى الشرعية بخصوص الحديث الشريف: «انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا» رواه البخاري؟
وأجابت دار الإفتاء، بأن الحديث المذكور ورد في “صحيح البخاري” في باب المظالم عن أنس رضي الله عنه بالنص التالي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا»، قالوا: يا رسول الله، هذا ننصره مظلومًا، فكيف ننصره ظالما؟ قال: «تَأْخُذُ فَوْقَ يَدَيْهِ» صدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وورد أيضًا في “صحيح الترمذي” عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا»، قلنا: يا رسول الله، نصرته مظلومًا، فكيف أنصره ظالمًا؟ قال: «تَكُفُّهُ عَنِ الظُّلْمِ؛ فَذَاكَ نَصْرُكَ إِيَّاهُ» صدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ويتضح من الروايتين السابقتين أن هذا الحديث ليس كما يفهمه بعض الناس من نصرة المسلم لأخيه المسلم بالحق والباطل، فهذا فهم خاطئ ولا يصح أن يصدر من عقل سليم يعرف مكانة النبوة والأنبياء.
وتابعت: معنى الحديث باختصار: أن المؤمن يجب عليه أن ينصر المؤمن إذا كان مظلومًا، وهذا واضح، وكذلك ينصره إذا كان ظالمًا بمعنى أنه يجب عليه منعه من هذا الظلم؛ لأن في منعه من ذلك نصرًا له على شيطانه الذي يغويه وعلى نفسه التي تطغيه.
عقوبة خذلان المسلم
حذر مجمع البحوث الإسلامية من خذلان المسلم وعدم نصرته وحرمة ذلك الشديدة في الإسلام وجزاء من يقوم بفعل ذلك.
واستشهد مجمع البحوث الإسلامية عبر صفحته الرسمية على فيس بوك بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من امرئ يخذل امرأ مسلمًا في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه، إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته، وما من امرئ ينصر مسلمًا في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته، إلا نصره الله في موطن يحب نصرته». سنن أبي داود.
فخذلان المسلم حرام سواء كان دنيوياً ـمثل أن يقدر على دفع عدو يريد أن يبطش به فلا يدفعه-، أو دينياً. فمن المسلمين من يُفتن في دينه ولا يجد من ينصره إلا من رحم الله، ومنهم من يُفتن في عرضه، كما يحدث ذلك في مسرى رسول الله.
والمعنى ليس لأحد أن يترك نصرة أخاه المؤمن مع وجود القدرة على ذلك سواء بالقول أو الفعل عند حضور غيبته أو إهانته أو ضربه أو قتله أو نحوها، ومن يخذل أخاه المسلم خذله الله في موضع كان يحب فيه هذا الخاذل نصرة الله إعانته له، ومن ينصر أخاه المسلم ينصره الله عندما يكون في موقف يحتاج فيه إلى نصره الله وعونه.
دعم القضية الفلسطينية
أجرى الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم- اتصالًا هاتفيًّا بالشيخ محمد حسين مفتي القدس الشريف للتعبير عن التضامن الكامل للقدس والمقدسيين ودعم القضية الفلسطينية.
وأكد مفتي الجمهورية خلال الاتصال أن القضية الفلسطينية هي قضية كل عربي ومسلم في ربوع الأرض يحملون أمانتها أينما كانوا، وهي قضية لا تسقط بالتقادم، ولكنها تحيا في نفوسنا، ويزداد تمسكنا بالحق الفلسطيني والعربي لما للقدس من مكانة دينية وحضارية على مر التاريخ.
وأضاف مفتي الجمهورية، أن دعم القضية الفلسطينية والدفاع عنها واجبٌ على كل عربي ومسلم، وهو ما تقوم به مصر على مر التاريخ؛ لما لها من دور ريادي في المنطقة، وانطلاقًا من المحبة المتبادلة بين الشعبين المصري والفلسطيني، وإيمانًا بعدالة القضية.
وأشار المفتي إلى أن التحركات الرسمية المصرية الأخيرة بقيادة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي تؤكد على مدى اهتمام مصر وقيادتها السياسية بالعمل على توحيد الصف لإيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، ووقف اعتداءات سلطات الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، وإنهاء معاناته في الداخل والخارج جراء الظروف الشديدة والقرارات التعسفية التي يعاني منها الشعب الفلسطيني يوميًّا بسبب الاحتلال.
وأضاف أن مصر بذلت -ولا زالت تبذل- الكثير من التضحيات والمجهودات لسنوات طوال، كما تقوم بالضغط السياسي والدولي على الكيان الإسرائيلي المحتل لوقف الاعتداءات الإسرائيلية، وكذلك فتح معبر رفح من أجل استقبال ضحايا القصف الإسرائيلي على أهالي غزة الأبرياء واستقبالهم في المستشفيات المصرية.
وقال مفتي الجمهورية: “إن دار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم توليان اهتمامًا بالغًا بالقضية الفلسطينية والمسجد الأقصى المبارك عملًا بشكل متواصل وفعال من خلال قنواتها الشرعية على جعل القضية الفلسطينية حية في قلوب جميع المسلمين”.
واختتم مفتي الجمهورية مكالمته الهاتفية بالتأكيد على ضرورة وحدة الصف الفلسطيني والمصالحة بين الفرقاء الفلسطينيين من أجل مواجهة العدو الإسرائيلي المحتل، وأن يكون الجميع تحت عباءة القيادة السياسية الفلسطينية، لتوحيد الرؤى والخطوات وتقدير العواقب للحد من الخسائر والضحايا الأبرياء.
من جانبه عبر الشيخ محمد حسين، مفتي القدس، عن شكره وامتنانه البالغ لمصر قيادة وشعبًا؛ لما تبذله من مجهودات ملموسة على كافة المستويات من أجل القدس الشريف والقضية الفلسطينية.