في عرض يعتبر توليفة فنية نادرة بالقطاع الخاص، يقدم المخرج سامح بسيوني مسرحية “جريمة بيضاء”، والتي تفتتح فصلاً جديدًا في مسرح الهوسابير.
العرض المأخوذ عن قصة “العطل” للكاتب السويسري فريدرش دورينمات، والذي تمت ترجمته على يد سمير جريس، ينطوي على تعمق خاص في أعماق النفس البشرية ومكائدها.
العمل الذي قام بكتابته ببراعة الكاتب الصحفى يسري حسان، يتخطى النص الأصلي بإضافته لمستوى جديد من الشخصيات والأحداث، محافظًا على الرؤية الكلية للقصة ومعالجتها بحس معاصر يلمس قضايا الإنسان في كل زمان ومكان.
ويقدم بسيوني عرضًا يُعري الأنانية والنرجسية، ويُظهر كيف يمكن لبعض الأفراد ارتكاب جرائم معنوية “بيضاء” دون أن تطالهم يد العدالة.
المسرحية تحمل في طياتها ثراءً تمثيليًا بمشاركة نخبة من الممثلين البارعين الذين يمتلكون المهارة لتجسيد هذه الشخصيات المعقدة، مع توظيف الفصحى لإضفاء وقار وعمق على العرض، في خطوة جريئة تبتعد عن الأعمال الكوميدية الخفيفة التي اعتادها القطاع الخاص.
الدعم الذي قدمته المنتجة أروى قدورة لهذا العرض يعكس إيمانها بأن الفن الرصين هو الذي يخلد ويساهم في رقي المسرح، متحدية بذلك الصورة النمطية لإنتاجات القطاع الخاص ومؤكدة على دوره في النهوض بالمسرح.
“جريمة بيضاء” ليست مجرد عرض مسرحي، بل هي تأمل عميق في الجرائم المعنوية التي يرتكبها الإنسان دون عقاب، وتسليط للضوء على الجوانب الخفية للنفس البشرية التي تتجاوز الزمان والمكان.