شهدت أسعار الذهب العالمي تداولات ضعيفة مع بداية الأسبوع بسبب تماسك الدولار الأمريكي وتراجع المخاوف بشأن المزيد من التصعيد في الشرق الأوسط، بينما لم يستسلم الذهب إلى الهبوط من أجل التصحيح حتى الآن بسبب انتظار الأسواق لبيانات أمريكية هامة تصدر هذا الأسبوع.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي انخفاضا بنسبة 0.5% بعد أن سجل أدنى مستوى عند 2724 دولارا للأونصة وأعلى مستوى عند 2744 دولارا للأونصة، لتسيطر التداولات العرضية حول المستوى 2735 دولارا للأونصة خلال معظم فترات التداول.
يأتي هذا بعد أن ارتفع الذهب خلال الثلاثة أسابيع الماضية ليسجل أعلى مستوى تاريخي عند 2758 دولارا للأونصة، مسجلا ارتفاعا منذ بداية شهر أكتوبر بنسبة 4% وهو يمثل ارتفاعا للشهر الرابع على التوالي.
السبب الرئيسي وراء توقف الذهب عن الارتفاع مع بداية الأسبوع هو تراجع المخاوف بشأن اندلاع صراع أكبر في الشرق الأوسط بعد الضربة العسكرية للكيان الصهيوني ضد إيران والتي لم تشمل المنشآت النفطية والنووية خلال عطلة نهاية الأسبوع، بينما قلل القادة الإيرانيون أيضًا من تأثير هذه الضربة العسكرية.
كانت المخاوف بشأن هجوم الكيان الصهيوني على إيران بسبب ضربة إيران في أوائل أكتوبر نقطة رئيسية من عدم اليقين بالنسبة للأسواق، وخاصة في ظل المخاوف من أن أي ضرر يلحق بالبنية التحتية النفطية أو النووية الإيرانية من شأنه أن يمثل تصعيدًا خطيرًا في الصراع.
وبذلك فقد الذهب دعم واضح مع انتهاء هذه النقطة التي كانت تزيد بشكل كبير من الطلب على المعدن النفيس كملاذ آمن في الأسواق المالية.
بالإضافة إلى هذا نشهد ارتفاع كبير في مستويات الدولار الأمريكي الذي سجل ارتفاع لأربع أسابيع متتالية مقابل سلة من العملات الرئيسية، في طريقه إلى تسجيل أكبر ارتفاع شهري في أكتوبر منذ ابريل 2022، وهو الأمر الذي يحد من مكاسب الذهب في ظل العلاقة العكسية التي تربط بينهما.
وبالرغم من هذه العوامل لا يزال أمام الذهب فرصة جيدة للاستمرار في الارتفاع والوصول إلى مستهدفه عند 2800 دولار للأونصة خلال هذا العام، وذلك بسبب عدم اليقين المتعلقة بالانتخابات الأمريكية المقررة في 5 نوفمبر بالإضافة إلى استمرار توجه البنك الفيدرالي الأمريكية لخفض أسعار الفائدة وتيسير السياسة النقدية.
يصدر هذا الأسبوع عدد من البيانات الاقتصادية الهامة عن الاقتصاد الأمريكي والتي سيكون لها تأثير على توقعات الأسواق بخصوص مستقبل أسعار الفائدة الامريكية، وبالتالي سيكون لها تأثير كبير على أداء الدولار والذهب.
تتضمن البيانات المقررة لهذا الأسبوع تقرير التوظيف في الولايات المتحدة، وفرص العمل، وبيانات نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية التي تعد مقياس التضخم المفضل للبنك الفيدرالي، بالإضافة إلى بيانات النمو خلال الربع الثالث من العام. حيث تعد هذه البيانات حيوية لتقييم أداء سوق العمل واتجاهات التضخم.
وتعد هذه البيانات السبب وراء عدم تراجع الذهب مع بداية الأسبوع في تصحيح سلبي حيث تنتظر الأسواق لصدور هذه البيانات هذا الأسبوع لتحديد مصير الذهب خلال الأيام القادمة.
أما عن الطلب المادي على الذهب في الصين، قالت جمعية الذهب المدعومة من الدولة اليوم الاثنين إن استهلاك الذهب في الصين في الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2024 انخفض بنسبة 11.18% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي إلى 741.732 طن حيث أثرت الأسعار المرتفعة على اهتمام الشراء بمنتجات الذهب.
حيث أظهرت البيانات من جمعية الذهب الصينية أن شراء المشغولات الذهبية التي تمثل 53.9% من إجمالي الاستهلاك، انخفض خلال الفترة من يناير إلى سبتمبر إلى 400.038 طن، بانخفاض 27.53% عن نفس الفترة من العام السابق.
بينما بلغت مشتريات سبائك الذهب والعملات المعدنية، التي تعكس عادة الطلب على الملاذ الآمن، فقد ارتفعت بنسبة 27.14% إلى 282.721 طن.
أسعار الذهب محلياً
شهد سعر الذهب المحلي استمرار في التذبذب خلال تداولات اليوم وذلك في ظل التحركات العرضية للذهب العالمي، حيث يعتمد الذهب المحلي حالياً في تسعيره على سعر الذهب العالمي، خاصة مع استقرار عوامل التسعير الأخرى.
افتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً تداولات اليوم الاثنين عند 3730 جنيها للجرام ليتداول عند المستوى 3720 جنيها للجرام وقت كتابة التقرير، بينما قد انخفض سعر الذهب يوم أمس بمقدار 2 جنيه ليغلق جلسة الأمس عند 3733 جنيها للجرام بعد أن افتتح الجلسة عند 3735 جنيها للجرام.
التذبذب الحالي في سعر الذهب المحلي يأتي بعد ارتفاعه الأسبوع الماضي ووصوله إلى مستهدف عند المستوى 3750 جنيها للجرام قبل أن يتراجع من هذه المنطقة ويستمر في التذبذب تحتها بهدف تجميع الزخم الكافي للعودة للارتفاع مجدداً واختراق هذا المنطقة وصولاً إلى مستهدفه عند 3800 جنيه للجرام.
الجدير بالذكر أن حركة سعر الذهب العالمي تعد هي المحرك الأولى لذهب المحلي حالياً وذلك بسبب استقرار عوامل التسعير الأخرى مثل سعر صرف الدولار الذي يشهد تغيرات محدودة، بالإضافة إلى الطلب المحلي على الذهب الذي يشهد تراجع خلال الفترة الأخيرة.
حتى الآن المتوقع هو المزيد من الاستقرار في عوامل تسعير الذهب المحلي بسبب توقعات بقاء سعر الصرف يتحرك بشكل مستقر دون تقلبات كبيرة، كما سيبقى الطلب على الذهب متراجع بسبب الضغوط المادية على المستهلكين في ظل ارتفاع الأسعار ما ينتج عن هذا من ضغوط للتضخم وتراجع للمدخرات.
توقعات أسعار الذهب العالمية والمحلية
شهد سعر الذهب العالمي تذبذب مع بداية تداولات الأسبوع بسبب تأثره بتراجع المخاطر في منطقة الشرق الأوسط بالإضافة إلى ارتفاع مستويات الدولار الأمريكي، ولكن تستمر الأسواق في ترقب البيانات الأمريكية الهامة التي تصدر هذا الأسبوع والتي قد تؤثر على تحركات الذهب بشكل كبير.
أظهر سعر الذهب المحلي استقرار في تداولات اليوم بسبب التحركات العرضية لسعر الذهب العالمي، حيث يبقى سعر الذهب العالمي هو المحرك الأول لسعر الذهب المحلي خلال الفترة الحالية خاصة مع استقرار تحركات سعر صرف الدولار بالإضافة إلى تراجع الطلب المحلي على الذهب.
حتى الآن استطاع الذهب العالمي أن يبقي على مكاسبه وعلى فرصه لتسجيل ارتفاع خلال الفترة القادمة خاصة بعد أن أغلق تداولات الأسبوع الماضي فوق المستوى 2740 دولار للأونصة، ولكن عليه الآن تجميع الزخم الكافي لتخطي القمة السعرية الأخيرة عند 2758 دولار للأونصة ليستكمل مسيرة الصعود مستهدفاً المستوى 2800 دولار للأونصة.
أما عن السعر المحلي:
بعد أن وصل سعر الذهب المحلي عيار 21 إلى مستهدفه عند المستوى 3750 جنيها للجرام خلال الأسبوع الماضي، يستمر حالياً في التذبذب تحت هذا المستوى في محاولة لتجميع الزخم الكافي للعودة إلى الصعود وتخطي هذه المنطقة واستكمال الصعود ليستهدف المستوى 3800 جنيه للجرام.