بينما يتذكر العالم الذكرى الثلاثين للإبادة الجماعية في رواندا، تظل جمهورية الكونغو الديمقراطية غارقة في الصراع، حيث يتحمل الملايين من المدنيين وطأة عواقبه المدمرة.
يصور تقرير لهيو كينسيلا كننغهام في صحيفة التلجراف، الحقائق المروعة التي يواجهها أولئك الذين وقعوا في مرمى النيران بوضوح. ووفقا لما قالته فطومة ماهامبا، وهي عضوة في أحد مواقع النزوح في مقاطعة شمال كيفو، حيث تلخص حالة اليأس التي يعيشها عدد لا يحصى من الأسر التي اضطرت إلى الفرار من العنف المستمر. تروي ماهامبا محنتها، وتكشف عن حصيلة العقد الذي أمضته في الهروب الدائم، حيث فقدت خمسة من أطفالها الثمانية وسط الفوضى وعدم اليقين.
وخلف الكواليس، أدى ظهور جماعة إم23 المتمردة من جديد إلى إشعال التوترات، مما أدى إلى إغراق المنطقة في مزيد من الاضطرابات. في أعقاب الإبادة الجماعية في رواندا، زعمت حركة إم 23 أنها تدافع عن حقوق التوتسي الكونغوليين، إلا أن تصرفاتها أدت إلى نزوح أكثر من مليون مدني، تاركة وراءها سلسلة من الدمار.
ويضيف تورط رواندا المزعوم في دعم حركة 23 مارس طبقة معقدة من الصراع. وعلى الرغم من النفي، تشير الأدلة إلى أن القوات الرواندية تقاتل إلى جانب المتمردين، مما يؤدي إلى تفاقم الوضع المتردي بالفعل. وقد فشل وجود قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، بهدف الردع، في وقف موجة العنف، مع تصاعد الصراع إلى هجمات واسعة النطاق والاستيلاء على المدن.
وفي ظل هذه الخلفية من الفوضى، تظهر قصص مدنية عن الصمود والمأساة، مما يؤكد التكلفة البشرية للحرب. مويسيس وروزيت وروغامبا وعدد لا يحصى من الآخرين يجسدون روح البقاء التي لا تقهر وسط مشقة لا يمكن تصورها.
ومع ذلك، وسط المعاناة، تكافح الأصوات المطالبة بالتغيير من أجل سماعها. وتأسف جوستين ماسيكا بيهامبا، الناشطة البارزة في مجال حقوق المرأة، لدائرة العنف التي ترتكبها الميليشيات والفصائل العسكرية، وتحث الشعب الكونغولي على استعادة دوره في تشكيل مستقبله.
ومع تعثر الجهود الدولية، وفشل الضغوط الدبلوماسية في وقف إراقة الدماء، يهدد الصراع باجتياح المنطقة بأكملها. ومع انتشار قوات من الدول المجاورة لدعم الجيش الكونغولي، تتأرجح شمال كيفو على شفا الكارثة، وهو تذكير صارخ بالحاجة الملحة إلى السلام والاستقرار الدائمين في جمهورية الكونغو الديمقراطية.