شهدت الساحة اللبنانية تصعيدا غير مسبوق في المواجهات بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله، حيث شن الاحتلال الإسرائيلي سلسلة من الغارات الجوية على مواقع تابعة لحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، ومناطق أخرى بجنوب لبنان.
وفي المقابل، أعلن حزب الله عن هجوم صاروخي استهدف قاعدة عسكرية إسرائيلية شمال حيفا، وهي المرة الأولى التي يتم فيها استهداف هذه المنطقة بشكل مباشر.
غارات إسرائيلية على جنوب لبنان
استهدفت الغارات الإسرائيلية بلدات جنوب لبنان مثل دير قانون النهر، الخيام، ومعروب، بالإضافة إلى مرتفعات مشغرة في البقاع الغربي. وتسببت هذه الغارات في تدمير عدد من البنى التحتية والمواقع العسكرية لحزب الله.
وذكر شهود عيان أن الغارات كانت عنيفة وأسفرت عن أضرار جسيمة في المباني السكنية والمرافق العامة.
حزب الله يرد بهجمات صاروخية على شمال إسرائيل
في رد مباشر على الغارات، أطلق حزب الله رشقات صاروخية على مستوطنات شمال إسرائيل، بما في ذلك كريات شمونة، صفد، والجليل الأعلى.
وتركزت الهجمات الصاروخية على مواقع عسكرية، حيث أعلن حزب الله عن استهدافه لقاعدة زوفولون العسكرية قرب حيفا.
وأشار إلى أنه استهدف أيضا قاعدة غليلوت التابعة للاستخبارات العسكرية قرب تل أبيب في الساعات الأولى من اليوم.
تصاعد الهجمات بالطائرات المسيّرة
شهدت المواجهات تطوراً خطيراً باستخدام الطائرات المسيّرة، إذ أعلن حزب الله عن تنفيذ هجمات على قاعدة بلماخيم الجوية جنوب تل أبيب، والتي تحتوي على مركز أبحاث عسكري ومنظومة دفاع جوي.
كما استهدفت طائرات مسيرة أخرى مصنعاً للصناعات العسكرية شمال نهاريا.
وفي المقابل، حاولت طائرات مسيّرة أخرى استهداف قاعدة رمات ديفيد الجوية في حيفا.
مقتل قياديين بارزين في حزب الله
في عملية نوعية، أعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل قياديين بارزين في حزب الله خلال غارة جوية على مدينة صور جنوب لبنان.
وأوضح البيان الإسرائيلي أن معين موسى عز الدين، قائد القطاع الساحلي، وحسن ماجد دياب، قائد تشكيل المدفعية، قُتلا في هذه الغارة.
وتتهم إسرائيل هذين القياديين بأنهما المسؤولان عن إطلاق أكثر من 400 صاروخ باتجاه إسرائيل خلال الشهر الماضي.
عملية إنزال بحري في شمال لبنان
في تطور جديد على ساحة المواجهات، نفذت قوات بحرية إسرائيلية عملية إنزال على شاطئ البترون شمال لبنان، حيث اختطفت شخصاً لبنانياً يُشتبه في انتمائه لحزب الله.
وذكرت مصادر محلية أن الشخص المستهدف هو عماد أمهز، أحد المسؤولين العسكريين في الحزب، فيما لا تزال التحقيقات جارية لمعرفة تفاصيل العملية.
تواصل الهجمات على جبهات أخرى
وفي سياق متصل، تعرضت بلدة الطيرة وسط إسرائيل لهجوم صاروخي أدى إلى إصابة 19 شخصاً.
كما أعلنت فصائل مسلحة عراقية عن تنفيذ هجوم بطائرات مسيرة على “هدف حيوي” في شمال فلسطين المحتلة، دون تقديم تفاصيل إضافية.
خسائر بشرية في لبنان
أفادت السلطات اللبنانية بارتفاع عدد القتلى إلى 57 جراء الغارات الإسرائيلية التي استهدفت شمال شرقي لبنان يوم الجمعة. وقد تركزت الغارات على مناطق ريفية لم تكن قد تعرضت للقصف الكثيف من قبل.
استهداف المعابر الحدودية
في خطوة تهدف إلى قطع طرق الإمداد عن حزب الله، قصفت الطائرات الإسرائيلية معبر جوسيه-القاع على الحدود السورية اللبنانية، ما أدى إلى تعطيل حركة المرور عبر هذا المعبر الحيوي.
يأتي هذا الهجوم في إطار مساعي إسرائيل للحد من تدفق الأسلحة والمعدات من سوريا إلى لبنان.
الحرب تتوسع وتثير مخاوف دولية
بدأت إسرائيل في 30 سبتمبر عمليات برية محدودة في جنوب لبنان بعد شهر من القصف الجوي المكثف.
وتهدف هذه العمليات إلى تأمين المناطق الحدودية وضمان عودة نحو 60 ألفاً من سكان شمال إسرائيل الذين فروا من منازلهم بسبب القصف المتبادل.
ويبدو أن المواجهات بين الطرفين تتجه نحو مزيد من التصعيد، حيث يستمر تبادل الهجمات في ظل غياب أي جهود جادة لوقف إطلاق النار.
ويُحذر المراقبون الدوليون من تفاقم الوضع الأمني في المنطقة، وسط دعوات متزايدة من المجتمع الدولي لتهدئة الصراع قبل أن يتحول إلى مواجهة شاملة قد تهدد استقرار المنطقة بأسرها.