الوضع على الحدود بين فنزويلا وغويانا، لا يبشر بالخير في ظل حشد 4 جيوش “فنزويلا، غويانا، الولايات المتحدة والبرازيل”، لقواتها في المنطقة في ظل الاستعدادات الفنزويلية من أجل السيطرة على إقليم متنازع عليه بعد القيام باستفتاء شعبي على ضمه.
خلاف جديد بأمريكا الجنوبية
وأعلنت السفارة الأميركية في غويانا، الخميس، أنّ الولايات المتحدة ستجري مناورات عسكرية جوية في هذا البلد، في ظل توتر بين جورجتاون وكراكاس بشأن منطقة إيسيكويبو الغنية بالنفط والمتنازع عليها.
قالت السفارة، في بيان: “بالتعاون مع قوات الدفاع في غويانا، ستجري القيادة الجنوبية للولايات المتحدة (ساوث كوم) عمليات جوية في غويانا في 7 ديسمبر”، وأتى الإعلان عن المناورات غداة فقدان أثر مروحية عسكرية تابعة لغويانا في المنطقة الحدودية مع فنزويلا.
وأضاف البيان “ستواصل الولايات المتحدة تنفيذ تعهداتها باعتبارها شريكاً أمنياً موثوقاً به لغويانا في مجال الأمن وتعزيز التعاون الإقليمي والعمل المشترك”.
وصعّد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو التوترات مع غويانا بشأن إيسيكويبو، إذ أصدر أمرا الثلاثاء الماضي ببدء شركات النفط والمعادن المملوكة للدولة منح تراخيص التنقيب عن حقول نفطية في المنطقة.
وتصاعدت التوترات بين الجارتين فنزويلا وغويانا مؤخرا بسبب منطقة حدودية تم اكتشاف كميات هائلة من النفط والغاز فيها، ما ينذر بالأسوأ.
مناورات عسكرية جوية قادمة
وتبلغ مساحة المنطقة 160 ألف كيلومتر مربع وتقع حول نهر إيسيكويبو وهي عبارة عن غابات في معظمها، ومنطقة بحرية، وفقا لوكالة رويترز.
وتتنازع الدولتان على ملكية المنطقة ذات الكثافة السكانية المنخفضة، حيث ترى فنزويلا أن نهر إيسيكيبو الواقع شرق المنطقة، “يجب أن يشكل الحدود الطبيعية بين البلدين كما أُعلن عام 1777، في ظلّ الحكم الإسباني”، مشيرة إلى أن بريطانيا “استحوذت على أراضٍ فنزويلية بشكل خاطئ في القرن التاسع عشر”.
فيما تؤكد غويانا التي تملك احتياطات نفطية تأتي ضمن الأعلى في العالم للفرد، أن الحدود بينها وبين جارتها فنزويلا أقيمت في حقبة الاستعمار البريطاني وثبّتتها محكمة تحكيم عام 1899.
ورفعت غويانا شكوى أمام محكمة العدل الدولية، تطلب فيها من أعلى هيئة قضائية أممية المصادقة على الحكم الصادر عن محكمة التحكيم.
وعادت فنزويلا للمطالبة بالمنطقة في السنوات الأخيرة بعد العثور على احتياطيات تقدر بنحو 11 مليار برميل من النفط والغاز قبالة ساحل غويانا.
التنقيب عن النفط في المنطقة
وحصلت كراكاس على الدعم في استفتاء أجري مطلع الأسبوع لإنشاء دولة جديدة وتعهد الرئيس نيكولاس مادورو بالتنقيب عن النفط والتعدين في المنطقة التي تزعم فنزويلا ملكيتها لها.
رغم كون منطقة إيسيكويبو منطقة غابات غير مطورة إلى حد كبير، جرت اكتشافات بحرية كبيرة للنفط الخام والغاز في مكان قريب في السنوات الأخيرة، مما وضع غويانا على خريطة العالم لمنتجي النفط.
بدأ كونسورتيوم يضم إكسون موبيل وشركة CNOOC الصينية وشركة هيس الأمريكية إنتاج النفط في غويانا عام 2019.
ويبلغ إنتاج الجزيرة حاليا حوالي 400 ألف برميل يوميا من النفط والغاز، ويتوقع أن يرتفع إلى أكثر من مليون برميل يوميا بحلول عام 2027. وقد عزز ذلك اقتصاد غويانا بشكل كبير ويعد بدخل ضخم للبلاد على مدى السنوات المقبلة.
ورغم امتلاك فنزويلا أكبر احتياطيات من النفط الخام، إضافة إلى احتياطيات هائلة من الغاز الطبيعي، إلا أن إنتاجها انخفض بشكل كبير في السنوات الأخيرة بسبب العقوبات الأمريكية والفساد وتدهور البنية التحتية.
حدود المناطق البحرية لصالح فنزويلا
وقال مادورو يوم الثلاثاء إنه سيسمح بالتنقيب عن النفط في إيسيكويبو، مع قيام شركة النفط الحكومية PDVSA وشركة الحديد والصلب الحكومية CVG بإنشاء أقسام للمنطقة المتنازع عليها.
وقال مكتبه إنه لا ينبغي السماح لغويانا بمنح امتيازات في مناطق المحيط “التي سيتم ترسيمها”.
ولم يتضح حدود المناطق البحرية التي يطالب بها مادورو لصالح فنزويلا، لكنه أمهل جميع الشركات العاملة قبالة ساحل غويانا ثلاثة أشهر للمغادرة. وقالت إكسون إن النزاعات الحدودية يجب أن تحلها الدول والهيئات الدولية ذات الصلة.
وكانت غويانا قد طلبت من محكمة العدل الدولية منع الاستفتاء، ولم تذهب المحكمة إلى هذا الحد في حكمها الذي أصدرته الأسبوع الماضي، لكنها منعت فنزويلا من اتخاذ أي إجراء من شأنه تغيير الوضع الراهن.
وقد أكد مادورو مراراً أن الاستفتاء ملزم، على الرغم من وصف حكومته في السابق إلى الاستفتاء باعتباره “استشاريا”.
أما عن رد غويانا، فقال رئيس غويانا عرفان علي يوم الثلاثاء إن بلاده ستحيط الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية علما بتعليقات مادورو بشأن تطوير النفط المقترح وإنه تحدث مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش.
القوات المسلحة بحالة تأهب قصوى
وأكد أن القوات المسلحة لبلاده في حالة تأهب قصوى، قائلا إن فنزويلا أعلنت نفسها “دولة خارجة عن القانون” وتتجاهل بشكل صارخ أوامر محكمة العدل الدولية.
وسعى علي أيضا إلى تهدئة المستثمرين المحتملين، قائلاً إن غويانا حصلت على ضمانات بالدعم من الشركاء والمجتمع الدولي.
وفي هذا الصدد، يرى محللون سياسيون أن الوضع على الحدود بين فنزويلا وغويانا، لا يبشر بالخير في ظل حشد 4 جيوش “فنزويلا، غويانا، الولايات المتحدة والبرازيل”، لقواتها في المنطقة في ظل الاستعدادات الفنزويلية من أجل السيطرة على إقليم متنازع عليه بعد القيام باستفتاء شعبي على ضمه.
وأضاف المحللون خلال تصريحات إعلامية، أن كرة الثلج تتدحرج بشدة نحو الذهاب للحرب وأن كل الأطراف تضع يديها على الزناد في انتظار خروج أول طلقة لبدء الحرب، وأن رغبة من حلفاء فنزويلا لإشغال الولايات المتحدة بحرب في الفناء الخلفي لها.
والجدير بالذكر، أن يشتعل صراع جديد في العالم وهذه المرة في القارة الأمريكية الجنوبية بين فنزويلا وجمهورية غيانا بشأن منطقة إسكوبيا الحدودية المتنازع عليها.
فقد أعلنت فينزويلا عن استفتاء تاريخي لمنطقة إسكويبا المتنازع عليها منذ 300 عام والتي تشكل ثلثي غيانا، وذلك بغض النظر عن قرار محكمة العدل الدولية والذي من المتوقع أن يصدر يوم الجمعة القادمة بشأن الحدود بين فنزويلا وغيانا.
وفي الاستفتاء سيتم طرح 5 أسئلة وهم:
- هل أنتم مستعدون للتدخل بأي شكل من الأشكال في أراضي إسكويبا الخاضعة للسيطرة الغيانيه بشكل غير قانوني؟
- هل توافق على أن يصبح شعب إسكويبا مواطنين فنزويليين وأن تصبح المنطقة دولة فنزويلية؟
- هل تفكر في رفض معاهدة باريس لعام 1899 لمنطقة إسكويبا؟
- هل تؤيد اتفاقية جنيف 1966 للحل؟
- هل تعتقد أن محكمة العدل الدولية لم تجد الحل؟