أكد أستاذ علوم وهندسة الأرض قسم العلوم والهندسة الفيزيائية في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، البروفيسور مارتن ماي، أن أحدًا لا يستطيع التنبؤ بالزلازل، بل فقط محاولات حساب الاحتمالية طويلة الأجل لحدوث زلزال في منطقة محددة.
البروفيسور مارتن ماي، أستاذ علوم وهندسة الأرض، قسم العلوم والهندسة الفيزيائية – اليوم
وأوضح في حواره لـ”اليوم”، أن زلزال المغرب حدث في الصدع الأطلسي الشمالي، وهو هيكل جيولوجي معروف في جبال الأطلس الكبيرة، وأنه من غير المرجح أن يزداد النشاط الزلزالي في البلدان المجاورة للمغرب،
وأشار إلى دراسات هندسة الزلازل والتحديات التي تواجهها، وكيف يمكن تصميم وبناء المباني بطرق تجعلها قادرة على تحمل الهزات الأرضية؟ موضحا أهمية البحث الزلزالي وجهود جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، فإلى نص الحوار.
#زلزال_المغرب.. ارتفاع عدد الضحايا إلى 2497 قتيلاً و2476 جريحاً#اليوم #هزة_أرضية #المغربhttps://t.co/x803cb7T8x— صحيفة اليوم (@alyaum) September 11, 2023
– هل تكرار الزلازل في الشرق الأوسط، يعني استمرارها في دول أخرى؟
لا، لن يتسبب زلزال المغرب الذي حدث في 8 سبتمبر 2023، في حدوث المزيد من الزلازل في تركيا أو إيطاليا أو اليونان أو مصر أو السعودية.
ومع ذلك، فإن زلزال المغرب سيخلق ما يسمى بالزلازل الارتدادية في المنطقة المحيطة بمركز الزلزال، والتي تستمر لعدة أسابيع، حتى أشهر، نظرًا لأن زلزال المغرب وقع بالقرب من حدود الجزائر، فهناك احتمال ضئيل جدًا أن تحدث زلازل صغيرة في الجزائر في الأسابيع المقبلة.
– ما أسباب الزلزال في المغرب؟
من غير المرجح أن يزداد النشاط الزلزالي في البلدان المجاورة للمغرب، الزلزال في المغرب نفسه حدث بالقرب مما يُسمى بالصدع الأطلسي الشمالي، وهو هيكل جيولوجي معروف في جبال الأطلس الكبيرة.
بدأ الانهيار بقوة 6.8 درجة على عمق 18 كيلومترًا تقريبًا، وحدث ككسر في القشرة الأرضية يسمى جيولوجيًا “بفالق الدفع”، إذ تُدفع الصخور القديمة فوق الصخور الأصغر، وستكشف الدراسات المستقبلية تفاصيل عملية الزلزال.
السبب الرئيسي في الزلزال تراكم الضغط الإقليمي؛ بسبب التشوه طويل الأمد للصفيحة الإفريقية في المنطقة.
بموجب التوجيه الكريم.. إرسال فريق البحث والإنقاذ السعودي من المديرية العامة للدفاع المدني، وفرق من هيئة الهلال الأحمر السعودي، للمشاركة في الأعمال الإغاثية والإنسانية، وإنقاذ المحتجزين والمتضررين في حادثة #زلزال_المغرب#المغرب | #اليوم https://t.co/LxFUfCtbfQ— صحيفة اليوم (@alyaum) September 10, 2023
– ما أحدث الدراسات في هندسة الزلازل؟
هندسة الزلازل مجال واسع للغاية، وهناك دراسات نشطة في العديد من البلدان من العديد من الفرق البحثية، لكن الرسالة الأساسية من جميع دراسات هندسة الزلازل هي أننا لا نستطيع التنبؤ بها أو منعها، لذلك علينا الاستعداد لها، أي تصميم وبناء المباني والبنية التحتية بصورة آمنة، بحيث تصمد أمام أي هزة أرضية، ويمكن ذلك من خلال تنفيذ وفرض معايير بناء محدد أو ما يعرف بكود البناء المناسب، وتطبيقها على المباني الجديدة ومحاولة تجديد القائمة إن أمكن.
هل تصميم المباني يلعب دورًا حاسمًا في مواجهة خطر الزلازل؟ #اليوم #زلزال_المغرب pic.twitter.com/lwVkPdWYYQ— صحيفة اليوم (@alyaum) September 10, 2023
– ماذا عن التقدم الذي حققته المملكة في مجال الجيولوجيا؟
لدينا في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية 18 أستاذًا يعملون في مجالات مختلفة جدًا من علوم الأرض والجيولوجيا والجيوفيزياء وعلوم المناخ، ولديهم مشاريع بحثية تتعلق بحدوث الزلازل والبراكين والطاقة الحرارية الأرضية وتخزين ثاني أكسيد الكربون واستخدامه، والاستخلاص المعزز للنفط والغاز، ونمذجة البحار والمحيطات “حاليًا للبحر الأحمر”، وغيرها الكثير.
– كيف يقاس النشاط الزلزالي؟
بطرق عديدة، باستخدام أجهزتنا الخاصة، ومن خلال بيانات الأقمار الاصطناعية، ولكن أيضًا بالتعاون مع هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، نحن مهتمون بتسجيل الزلازل، لفهم مكان حدوثها وسبب حدوثها، ولدراسة العمليات الفيزيائية ولكن أيضًا الآثار المترتبة على الاهتزازات المتوقعة من الزلازل المستقبلية.
انهيار صومعة مسجد خربوش.. معالم تاريخية متضررة بفعل #الزلزال في #مراكش#اليوم #زلزال_المغرب pic.twitter.com/lJXXi6FMu0— صحيفة اليوم (@alyaum) September 10, 2023
– هل يمكن للأجهزة التنبؤ بالزلازل؟
لا، توجد فقط محاولات لدى العلماء في جميع أنحاء العالم حاليًا لتطوير عملية التنبؤ بالزلازل “أي حساب الاحتمالية طويلة الأجل لحدوث زلزال في منطقة محددة”، ولكن قطعًا لا يمكن التنبؤ بحدوث الزلازل.
ومن المهم جدًا فهم الاختلافات بين أبحاث التنبؤ بالزلزال، وأبحاث القدرة على التنبؤ بالزلازل، والأبحاث الإحصائية للزلازل، والانزلاق التمهيدي قصير المدى للزلازل، ونظام الإنذار المبكر بالزلزال، وتقييم مخاطر الزلازل.
– ماذا عن كل منها؟
أبحاث التنبؤ بالزلازل هي تحديد موقع الزلزال بدقة “خط العرض، خط الطول، العمق”، والوقت “التاريخ، الساعة”، ومقياس الزلزال، وهو شيء لم يصل إليه العلم حتى الآن.
وأبحاث القدرة على التنبؤ بالزلازل، هي البحث في ما إذا كان من الممكن التنبؤ بالزلازل وما البيانات والنماذج “أي الفيزياء” وطرق التحليل والمحاكاة اللازمة من أجل أن نتمكن من التنبؤ بالزلازل “أو تحديد عدم قدرتنا على ذلك”.
أما الأبحاث الإحصائية للزلازل، فهي حساب الاحتمالية الإحصائية لحدوث الزلازل في منطقة أوسع، مثل جنوب كاليفورنيا، على مدى فترة زمنية أطول من أسابيع إلى سنوات، مثال على ذلك قد يكون احتمال حدوث زلزال بقوة 6.7 درجة في منطقة لوس أنجلوس الأوسع في غضون 30 عامًا بنسبة 65%.
ليلة ثانية بلا نوم.. مأساة #زلزال_المغرب مستمرة#اليوم #المغرب #هزة_أرضيةhttps://t.co/lVg10nFmF9 pic.twitter.com/i7kt6otvVw— صحيفة اليوم (@alyaum) September 10, 2023
والانزلاق التمهيدي قصير المدى للزلزال، هو رصد إشارة ذات سعة صغيرة جدًا للحركة الأرضية التي قد تحدث قبل حدوث الهزة الرئيسية، مع شواهد تكرارها في بعض الأحيان في منطقة ما، ويرجع ذلك إلى العمليات الفيزيائية الخاصة التي تحدث في القشرة الأرضية الخاصة بتلك المنطقة.
أما نظام الإنذار المبكر من الزلازل فهو نظام يسجل موجات زلزالية بعد حدوث الزلزال، ويكون قادرًا على إصدار تحذيرات للأشخاص والبنى التحتية قبل حدوث الهزة العنيفة؛ ويجري تطبيق ذلك فعلاً في اليابان وتركيا وكاليفورنيا، باستخدام الفيزياء الخاصة لموجات الزلزال: تنتقل الموجات ذات السعة الكبيرة والمحتملة بشكل أبطأ من موجات الزلزال ذات السعة المنخفضة.
وتقييم مخاطر الزلازل، هي طريقة لتقدير الهزات الأرضية المتوقعة للزلازل المستقبلية في منطقة محددة، وممارسة هندسية قياسية وتُطبق في قوانين البناء ومعايير التصميم للمباني الجديدة أو لتحديث المباني القائمة.