حذّر الدكتور وليد هندي، الاستشاري النفسي، من الاستخدام المفرط للرموز التعبيرية (الإيموجي) في وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدًا أن هذه الرموز لها أبعاد نفسية واجتماعية عميقة تتطلب مراجعة وتأملًا، رغم شيوع استخدامها عالميًا.
وقال “هندي” خلال مداخلة هاتفية في برنامج صباح البلد، الذي تقدمه الإعلامية نهاد سمير عبر قناة صدى البلد، إن الإيموجي أصبح وسيلة تعبير سريعة في زمن السرعة، مشيرًا إلى أن استخدامها اليومي بلغ أكثر من ستة مليارات مرة حول العالم، وهو ما دفع قاموس أكسفورد إلى تصنيفها “مصطلح العام” في عام 2015.
وأوضح أن الرموز التعبيرية تُستخدم كبدائل مختصرة للكلمات، لكنها تفتقر في كثير من الأحيان إلى التعبير الدقيق عن المشاعر، خصوصًا في الثقافات الشرقية التي تميل إلى العمق العاطفي واللفظي في التواصل، مقارنة بالثقافات الغربية التي تعتمد بشكل أكبر على الرموز والإشارات البصرية.
وأضاف الاستشاري النفسي أن الإيموجي لا يمكنه نقل مشاعر الشوق أو الحب العميق أو الحزن المركب، معتبرًا أنه “يعطي رمزية سطحية قد تفتقر للمعنى الحقيقي”، حسب تعبيره.
وكشف “هندي” عن نتائج دراسة أجرتها مؤسسة “يوتيوب” عام 2018، أظهرت أن أربعة من كل خمسة شباب يعانون من تدهور لغوي بسبب الإفراط في استخدام الرموز التعبيرية، محذرًا من أن هذا النمط في التواصل يؤدي إلى الكسل العقلي ويعطل تطور المهارات اللغوية لدى الأجيال الجديدة.
كما نبه إلى أن الاستخدام غير الدقيق للإيموجي قد يسبب سوء فهم ومشكلات اجتماعية، بسبب اختلاف التفسيرات أو إرسال رموز غير مناسبة للسياق.
وختم حديثه بالتأكيد على أهمية التوازن في استخدام الإيموجي، داعيًا إلى عدم إهمال التعبير اللفظي والمباشر كوسيلة أكثر صدقًا وفعالية في إيصال المشاعر والمعاني.