ذكرت وكالة بلومبرغ نقلا عن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد آشتية، أن السلطة الفلسطينية تعمل مع مسؤولين أميركيين على خطة لإدارة قطاع غزة بعد انتهاء الحرب.
تسليم غزة للسلطة الفلسطينية
وقال آشتية من مقره في رام الله في مقابلة مع بلومبرغ، الخميس، إن النتيجة المفضلة للصراع هو أن تصبح حركة حماس، التي تدير القطاع حاليا شريكا أصغر لمنظمة التحرير الفلسطينية بما يساعد على تأسيس دولة مستقلة جديدة تشمل الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية.
وأوضح آشتية أنه سيكون هناك مجال للمحادثات إذا كانت حماس مستعدة للتوصل لاتفاق وقبول المنهج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية، مشيرا إلى أن الفلسطينيين يجب ألا يكونوا منقسمين وإلى أن هدف إسرائيل المتمثل في القضاء الكامل على حماس غير واقعي.
وبحسب “بلومبرغ”، فإن آشتية من المقرر أن يسافر إلى قطر في محاولة لإقناع الدوحة بالبدء في إرسال الأموال إلى السلطة الفلسطينية بدلا من حماس، كاشفا أن الوزراء في حكومته تواصلوا مرارا وتكرارا مع نظرائهم الإسرائيليين ولكن تم رفضهم.
وقال: “للأسف، لا يوجد شريك على الجانب الآخر.. انظروا إلى ما يقوله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو – لا عودة إلى السلطة الفلسطينية، ولا حل الدولتين. ماذا يعني هذا؟ يريد نتنياهو استمرار الاحتلال العسكري للأراضي الفلسطينية. هذا غير مقبول”.
ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، كرر نتنياهو في عدة مناسبات رفضه تسليم غزة إلى السلطة الفلسطينية التي يقودها الرئيس محمود عباس في الضفة الغربية المحتلة، بحجة أنها “تدعم وتمول الإرهاب”.
والثلاثاء الماضي، نقل موقع “124 نيوز” الإسرائيلي عن هيئة البث الإسرائيلية “كان”، أن نتنياهو أخبر نواب في الكنيست (البرلمان) ومسؤولين أميركيين قبل أيام، بأنه “لن تكون هناك سلطة فلسطينية في غزة”.
ماذا سيحدث في يناير 2024؟
في هذا الصدد قال الدكتور جهاد الحرازين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن هناك تأكيد حقيقي بأن قضية قطاع غزة التي هي بالاساسي جزء من الاراضي الفلسطينية وهي جزء غير منفصل عن الدولة الفلسطينية وعن ادارة السلطة الوطنية الفلسطينية خاصة بان السلطة التي تقدم كافة الخدمات لقطاع غزة ، وهذا الامر الذي يجب ان يدركه الجميع بان لا قرار فلسطيني بدون السلطة الفلسطينية وبدون الشعب الفلسطيني و السلطة الوطنية ومنظمة التحرير الفلسطينية التي هي ممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن هناك اعلان من نتنياهو يرفض فيه عودة السلطة لان نتنياهو يرغب بان لا يكون هناك وجود للسلطة الوطنية وهو الذي رعى الانقسام الفلسطيني على مدار سنوات الانقسام التي استمرت لــ16 عاماً متواصليين كما انه لا يرغب بان يكون هناك وحدة وطنية لان الانقسام كان يخدم مشروعه ، ولذلك خرج نتنياهو ليعلن صراحة بانه لا عودة للسلطة الفلسطينية، وقال أنه طيلة وجوده في رئاسة الوزراء فلن يسمح بعودة السلطة الوطنية الى قطاع غزة، على الرغم من ان الموقف الامريكي والموقف الاوروبي والموقف العربي والاقليمي يتحدث عن ضرورة وجود السلطة الممثلة للشعب الفلسطيني وهي الجهة التي يجب ان تتولى المسؤولية الكاملة عن قطاع غزة
وأضاف خلال تصريحات لــ”صدى البلد” أن نتنياهو سيرضخ بالنهاية نظراً لما يعانيه الان من حالة من عدم تحقيق لاهدافه في العملية العسكرية، ولذلك يحاول اطالة امد هذه العملية العسكرية ويحاول لفت الانظار الى قضايا اخرى للتغطية على الفشل في تحقيق اهدافه، و يحاول اعلاء السقف السياسي بشكل كبير باتجاه السلطة ، وهذا ليس ببعيد عن المخطط الذي يجرى باراضي الضفة الغربية من قبل حكومة نتنياهو التي تمارس عمليات الاقتحام بشكل يومي وعمليات القتل والاعدام بدم برد وكذلك تهويد وسرقة الاراضي واقامة الحواجز اي بمعنى ان هناك العديد من الاشكاليات او القضايا التي تمارس بداخل الضفة الغربية ضمن اطار المخطط الكبير الذي يسعى اليه نتنياهو.
مخاوف من استمرار الحرب
استكمل: ربما العملية العسكرية قد تطول في ظل عدم وجود ضغطا او موقفا امريكيا حقيقيا وبالتالي ذلك قد يشكل عائقا امام وقف اطلاق النار، مشيراً إلى معاناة الشعب الفلسطيني الذي يعاني كل المعاناة نتيجة عمليات التدمير والقتل و العقاب الجماعي و النزوح الجماعي ، عدم توفر الامكانيات او المساعدات سواء الغذائية، وعدم توفر المياه والوقود والكهرباء، فضلاً عن هدم اكثر من 70% من منازل ومساكن قطاع غزة، ولفت إلى أن الشعب لن يكرر مسلسل الهجرة الذي حدث عام 1948 و لا يمكن لاحد ان يقبله .
تابع: يجب ان يكون هناك ضغطا حقيقيا من قبل المجتمع الدولي بشكل كبير بضرورة وقف العدوان وضرورة ادخال المساعدات وضرورة البحث عن آفق سياسي يتوصل الى حل الدولتين وانهاء الاحتلال ومنح الشعب الفلسطيني وحريته ، ويجب أن يكون هناك مخططاً موضوعا من قبل المجتمع الدولي لاعادة الحياة التي فقدت ودمرت في قطاع غزة نتيجة الحرب العدوانية التي شنها الاحتلال على الشعب الفلسطيني.
من جانبه قال الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إنه خلال الايام الماضية كان هناك مكالمة بين الرئيس ابو مازن ونائبة الرئيس الامريكي وتم ارسال وفد دبلوماسي امريكي الى تل ابيب ورام الله ،مشيراً إلى رفض الاسرائيليين عودة السلطة او عودة القيادة الفلسطينية لغزة، في مقابل إصرار الامريكيين على ذلك، مشيراً إلى أن قطاع غزة يتم تدميره بشكل كبير جدا و يعود الى سنوات الى الوراء، وأكد أن فكرة تفكيك سلاح المقاومة الان هو أمر صعب، لافتاً أيضاً إلى إن الاحتلال رافض لفكرة عودة السلطة الى قطاع غزة ، وعلى الرغم من محاولات الرئيس الفلسطيني ابو مازن من تهدئة الامور الا ان الاحتلال يهاجمه ويرفض كل شيء ويريد فقط ان يركع الحالة الفلسطينية.
وأضاف خلال تصريحات لــ”صدى البلد” أن الامريكيون هم الوحيدين الذي يستطيعون أن يلزموا الاحتلال ويضغطون عليه خاصة انه لم يجد الاحتلال مناص من وقف هذه الحرب المسعورة ، مشيراً إلى أنه كما تحدثت شبكة CNN فقد تم اعطاء سقف حتى اول يناير من عام 2024 لوقف الحرب، والجولة الحالية في خان يونس، وهي تعد المنطقة الاصعب على الاحتلال، و سيتم بعدها إبرام تسويات لوقف هذه الحرب والبدء في ترتيبات سياسية مختلفة من ضمنها عودة السلطة.
واستكمل : لا زال في جعبة المقاومة ما يؤلم من الاحتلال، و لا زالت المقاومة تتصدى للعدوان وتلقنه دروس، ومن المتوقع ان يتم الحديث بعد ذلك على تسويات سياسية ستكون بمجملها الحديث على تصفيات تقودها الولايات المتحدة الامريكية ومن ضمنها ان تكون حماس جزء من الحل وليس خارج الحل، مشيراً إلى أن ذلك سيتم بترتيبات جديدة ولكن يمكن أن يكون الامر صعب في بقاء الجناح العسكري، وقد يذهب لتفكيك الجناح العسكري بشكل او باخر.