ألقى خطبة الجمعة اليوم من الجامع الأزهر، الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الأسبق، ودار موضوعها حول “الحج المبرور”.
الحج المبرور
وأكد الدكتور شومان، أن الله سبحانه وتعالى جعل الحج مؤتمرا سنويا، عجزت البشرية أن تنظم مثله يتعارف فيه الناس من مختلف الأعراق والأجناس، رابطين حاضرهم بماضيهم البعيد منذ زمن سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام وعلى نبينا المصطفى أفضل الصلاة والتسليم؛ فعن أبي هريرة قالَ: سَمِعْتُ رسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقولُ: منْ حجَّ فَلَم يرْفُثْ، وَلَم يفْسُقْ، رجَع كَيَومِ ولَدتْهُ أُمُّهُ. متفقٌ عَلَيْهِ”.
وبيّن وكيل الأزهر الأسبق، أن فريضة الحج هي الركن الخامس من أركان الإسلام، فهو تمام أركان الإسلام، عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “بُني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وحج البيت ، وصوم رمضان” رواه البخاري ومسلم، فكان جزاء الحج المبرور هو الجنة فلا يحول بين الحاج الذي تقبل الله -تعالى- منه الحج إلا أن يموت بعد أن سقطت عنه جميع ذنوبه.
وأوصى خطيب الجامع الأزهر، كل من قصد البيت الحرام أن يراعي عدة أشياء؛ منها أن يراجع نفسه فلا يكون لأحد من العباد مظلمة، فبعض الذنوب لا تُغفر إلا بعد رد الحقوق إلى أهلها، فكيف يرجع المرء بعد الحج مغفورا له وقد أكل حقوق إخوته، أو أكل مال اليتيم أو غش في تجارته أو لم يؤد دينه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبيِّ ﷺ قال: نفس المؤمن مُعلَّقَةٌ بدَيْنِه حتى يُقْضَى عنه”.
وأضاف وكيل الأزهر الأسبق، أن الحج يغفر الذبوب المتعلقة بالله تعالى، ولا يغفر ذنبا من ذنوب العباد حتى وإن كان صغيرا، فعلى من يعتزم الحج أن يتخلص من جميع ذنوبه، حتى إذا أتى البيت العتيق أن يغتنم الفرصة فينشغل في معيته مع الله فينقطع في عبادته، وعندما يرجع الإنسان من رحلته المباركة، عليه أن يجاهد نفسه ليكون إنسانا جديدا هينا لينا متصالحا مع نفسه ومع ربه، فلا ينتكس ويعود إلى المعاصي مرة أخرى.