يغفل البعض عن دعاء من رأى مبتلى في نفسه وأهله، كسُنة نبوية مهجورة، وكيفية التعامل الصحيح مع من أصيب ببلاء في النفس أو في الأهل أو في المال.
دعاء من رأى مبتلى
حيث يسأل بعض الناس عن حكم ما يجري في بعض الأرياف من تعيير يعضهم بعضًا على البلاء في الصحة أو النفس أو الأهل الخ ؟، ليجيب الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، أن هذا الأمر يحتاج إلى علاج ناجع يقوم على شقين.
الأول: يحرم على المرء أن يعير غيره بما أصيب به في نفسه أو أهله أو ماله كما لا يجوز له أن يشمت في مصائب الناس، مستدلًا على ذلك بقوله تعالى: (ويل لكل همزة لمزة)، فالويل هو العذاب في الآخرة أو هو واد في جهنم شديد الحر كما قال كثير من المفسرين، والهمز واللمز هو العيب في الآخرين بأي صورة سواء كان ذلك أمامهم أو وراء ظهورهم ، وكل ذلك حرام .
وتابع: هذا وقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم غضب على من قال لأخيه يا ابن السوداء وقال له أعيرته بأمه إنك امرؤ فيك جاهلية الخ الحديث.
ثانيا: كيفية التعامل مع أهل البلاء – نسأل الله لنا ولكم العافية – تتمثل فيما يلي:
1 – أن يتعامل الإنسان مع أهل البلاء معاملة حسنة من الإحسان إليهم والشفقة عليهم وتيسير أمورهم الخ وكل ذلك ثابت في القرآن والسنة ويكفي أن يعلم المسلم أن هذا العمل من أعظم الأعمال عند الله تعالى ( فلا اقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة فك رقبة أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما ذا مقربة أو مسكينا ذا متربة ثم كان من الذين تواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة) .
2 – أن يردد المسلم في نفسه هذا الدعاء عند رؤية أهل البلاء، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من رأى مبتلى فقال الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا لم يصبه ذلك البلاء) انظر سنن الترمذي أبواب الدعوات باب ما يقول إذا رأى مبتلى رقم 3432، وهو حديث صحيح انظر الصحيحة رقم 602 .
وبين خلال حديثه عن دعاء من رأى مبتلى أن المسلم يقول هذا الذكر في نفسه : قال الترمذي روي عن أبي جعفر محمد بن علي أنه قال : إذا رأى صاحب بلاء فتعوذ منه يقول ذلك في نفسه ولا يسمع صاحب البلاء، لافتا إلى أنه من فوائد هذا الدعاء أنه يعد شكرا لتلك النعمة، حيث جاء عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إذا رأى أحدكم مبتلى فقال ( الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني عليك وعلى كثير من عباده تفضيلا ) كان شكر تلك النعمة. انظر صحيح الجامع رقم 555 وعزاه للبيهقي في الشعب .
كما ينبغي أن يقول المسلم دعاء من رأى مبتلى عند رؤية البلاء الدنيوي كالأمراض وهذا هو المشهور عند الناس، وأيضا عند رؤية البلاء في الدين كأهل المعاصي من شرب الخمر وترك الصلاة وترك الزكاة الخ، وهذا من باب أولى .