بحجم الكارثة وعظمها، تتوالى المآسي الإنسانية بالظهور واحدة تلو الأخرى، منذ الأحد الأسود الذي مر على ليبيا قبل أسبوع بسبب الفيضان.
ومن بين تلك القصص، أن انتشر مقطع فيديو أحزن وسائل التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، يظهر طفلة تبكي فوق قبر أمّها التي قضت في فيضانات درنة، وفقا لما قال ناشروه.
ويصور المقطع طفلة تبكي بحرقة فوق قبر ترابي، ومعه تعليق: “طفلة صغيرة من درنة تبكي على قبر أمها”.
فانهالت التعليقات الحزينة على المقطع المنشور، وسط مطالبات بضرورة مساعدة الصغيرة ومحاولة التقليل من مصابها الأليم.
الحقيقة غير ذلك.. كورونا في العراق
إلا أن الحقيقة غير ذلك تماماً، فالفيديو المتشر خاطئ، وهو قديم، يعدو بتاريخه إلى عام 2020، أي لا علاقة له بفيضانات ليبيا لا من قريب ولا من بعيد.
ونشر المقطع بحسب التفتيش عبر قناة على يوتيوب، ويظهر طفلة تبكي أمها التي توفيت جراء إصابتها بفيروس كورونا.
كما يقول البحث إن الفيديو مأخوذ من واقعة حدثت في العراق قبل سنوات، وفقا لـ”فرانس برس”.
كارثة الكوارث
يشار إلى أن الفيديو المغلوط حصد عشرات آلاف التفاعلات عبر مواقع التواصل الاجتماعي في وقت تواصل فيه مدينة درنة الليبية تعداد ضحاياها بعد الفيضانات الكارثية التي دمرت أحياء بكاملها وخلفت آلاف القتلى والمفقودين.
وكانت العاصفة “دانيال” ضربت المنطقة بعد ظهر الأحد، وتساقطت أمطار غزيرة جداً تسبّبت بانهيار سدّين قريبين من درنة، فاجتاحت المياه المدينة جارفة الأبنية والناس، في كارثة قالت عنها الأمم المتحدة إنها “كارثة الكوارث”.