تتجه الأنظار إلى روسيا التي تحتضن القمة الروسية الإفريقية الثانية، في الفترة من 26 إلى 29 يوليو في سان بطرسبورج، بعد دعوة قادة 54 دولة إفريقية إليها.
وتعقد القمة الروسية الأفريقية الثانية والمنتدى الاقتصادي الروسي الأفريقي 27 يوليو الجاري بمدينة سانت بطرسبورج الروسية حيث عقدت القمة الأولى في أكتوبر 2019 في سوتشي تحت شعار “من أجل السلام والأمن والتنمية.
تطور العلاقات الروسية الأفريقية
وتنطلق القمة الثانية للمنتدى الاقتصادي والإنساني لروسيا إفريقيا في مدينة سانت بطرسبرج الخميس المقبل بحضور ومشاركة قادة وزعماء ورؤساء حكومات الدول الإفريقية وروسيا بهدف بحث تعزيز التعاون الروسي الإفريقي الشامل وكذلك تحديد مسار تطور علاقات روسيا مع الدول الإفريقية على المدى الطويل.
وتعتبر الحدث الرئيسي في العلاقات الروسية الأفريقية حيث ستحدد مراحل تطورها مستقبلا حيث يستعرض قادة وزعماء روسيا والدول الإفريقية ما تم تنفيذه من خارطة الطريق التي تم الاتفاق عليها خلال القمة الأولى التي عقدت في مدينة سوتشي عام 2019.
وسوف يتضمن برنامج القمة أكثر من 30 جلسة نقاشية وفعاليات حول أهم قضايا التعاون بين روسيا والدول الإفريقية والتي ترتكز على محاور رئيسية وهي محور الاقتصاد العالمي الجديد والذي يتناول مجالات الاقتصاد والتجارة والزراعة والعلوم والتكنولوجيا والطاقة النووية والفضاء، والمحور الاجتماعي والإنساني لحياه أفضل والذي يتناول التعاون في مجال التعليم العالي ونقل أفضل الخبرات التعليمية في مجال التعليم عن بعد والتعليم المهني ودور المرأة في التنمية المستدامة والتقدم الاجتماعي ودور الرياضة في الصداقة بين روسيا وإفريقيا.
ماذا تناقش الأجندة السياسية للقمة؟
أما عن الأجندة السياسية للقمة، فإنه من المتوقع مناقشة تشكيل عالم متعدد الأقطاب، وإنشاء بنية عادلة للعلاقات الدولية، ودخول أعضاء جدد إلى البريكس وتطوير العلاقات الاقتصادية.
وفي ختام القمة سيوقع المشاركون إعلانا سياسيا يعكس وجهات نظرهم المشتركة حول تطوير التعاون الدولي في الظروف الجديدة، وخلال القمة ، سيلتقي قادة بعثة السلام الأفريقية ، التي تتكون من سبع دول ، بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين و ينوي ممثلو الدول مناقشة إحلال السلام على أراضي أوكرانيا.
وسوف يشارك بالقمة أكثر من 40 رئيسَ دولة إفريقية إلى جانب آلاف الحضور، وتعد الأولى من نوعها من حيث مستوى الحدث في العلاقات الروسية الأفريقية، مشيرا إلى سعي موسكو لزيادة حجم التبادل التجاري مع القارة السمراء نظرا لما تحمله من أهمية متزايدة في العلاقات الروسية الافريقية.
ويقول الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إنه بالتأكيد هناك تجاذبات بشأن القمة الافريقية الروسية، التي سوف تعقد في روسيا، وهناك ضغوطات أمريكية هائلة على عدد من الدول الإفريقية، لمنع حضورها ومشاركتها، والدول سوف تشارك ستتعرض إلى عقوبات.
وأضاف فهمي خلال تصريحات لـ “صدى البلد”، أنه سوف ما يتم الاتفاق عليه من مشروعات أو استثمارات سوف تكون محل تجاذب أمريكي في تطبيق قانون العقوبات الاقتصادية على هذه الدول الإفريقية، معتقدا أن إفريقيا لن تتحمل ولن تدخل في عملية التجاذب الراهن بين الولايات المتحدة وبين روسيا من جانب والصين من جانب أخر، وسوف سيكون هناك حضور إفريقي كبير، تأكيدا على وجود سياسات مباشرة في هذا الإطار مع الجانب الروسي.
هل ستنجح القمة.. ولماذا؟
وأشار فهمي، إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تملك أداتين، وهما: أداة العقوبات وأداة المحاولة لتطبيق منظومة القعوبات التي فرضتها وفق قواعد القانون الدولي، موضحا: “القمة الافريقية الروسية سوف تنجح بلا شك، ولكن يفشل تطبيق جدول الأعمال والاتفاق على المشروعات سيكون محل تجاذب كبير، ولكن هنا سوف يطغى البعد السياسي على البعد الاقتصادي بالقمة”.
وتابع: “الافارقة بذلت العديد من الجهود لحل الأزمة الروسية الاوكرانية من خلال الاتصالات واللقاءات على الجانبين، ولكن الأزمة معقدة وهي أكبر من منظمات ودول إقليمية، وهناك بالفعل العديد من الدول العربية لحل تلك الأزمة، ولكن استطاعوا أن يوفروا إمدادات ومساعدات فقط”.
وأردف: “العلاقات المصرية الروسية جيدة تمضى في إطارها، ومصر تتجاوب مع جميع العلاقات لجميع الدول المجاورة، وعلاقات جيدة وتبنى على مصالح مشتركة وفوائد متبادلة، والقمة مرتب لها من قبل الجانب الروسي جيدا، في إطار عدة أهداف، أولها مناكفة السياسية الأمريكية في مناطق تموضعها في مناطق مختلفة من العالم، وكما هو معروف يوجد فيلق جنوبي تابع للقيادة الأمريكية، والروس يسجلون حضورا مبهرا الآن في مناطق متعددة، سواء كان في السودان وليبيا وسوريا، كما يبحثون عن موضع قدم في الخليج”.
وأوضح: “القمة تأتي أيضا في ظل شروط حلف الناتو القوية لدفع روسيا إلى الهاوية، ومحاصرة وتطويق موسكو في مناطق متعدد من العالم، والروس يحاولون الدخول في لعبة مقايضة سياسية مع الولايات المتحدة والصين، وتخفيف العقوبات المفروضة على موسكو بشكل أو بآخر، وهناك أهداف متعلقة بتطبيق عالم متعدد الأقطاب، لمواجهة ما يجري، وسط السيولة السياسيىة التي يعيشها العالم”.
واستطرد: “الدول الإفريقية ستواجه مشكلة العقوبات المفروضة على روسيا، وربما تتعرض لعقوبات، لكن هذ الدول لها حساباتها في التحرك، ولا تنظر كثير للتحذيرات الأمريكية في هذا الإطار، وسوف تبحث عن مكاسبها الواعدة”.
والجدير بالذكر، أنه ما يقرب من 43 رئيس دولة أفريقية حضر القمة الروسية الأفريقية لعام 2019، حيث كان لديهم آمال كبيرة في أن تبرز روسيا كمصدر جديد للاستثمار والتجارة للقارة السمراء، بعد ان تعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمضاعفة التجارة الروسية مع أفريقيا، في غضون خمس سنوات إلى 40 مليار دولار.