ديفيد هربرت لورنس هو شاعر وروائي بريطاني يُعتبر أحد أهم كتاب اللغة الإنجليزية وأكثرهم تأثيراً في الحركة الأدبية البريطانية في القرن العشرين، يحل اليوم ذكرى وفاته.
ديفيد هربرت لورنس
ولد في بلدة صغيرة تدعى إيستوود، وكان والده عامل بمنجم، فقد عانى منذ صباه من الفقر وضيق الحال، كان لورنس في طفولته ضعيف البنية، ومريضًا بشكل مستمر، لكن هذا لم يمنعه من العمل مع والده في مناجم الفحم، إلى جانب عدم إهماله دراسته، فالتحق بمدرسة بوفيل بورد، والتي تسمى الآن مدرسة ديفيد هربرت لورنس الابتدائية، تكريمًا له، وأصبح أول تلميذ محلى يفوز بمنحة من مجلس المحافظة للدراسة في مدرسة توتتنهام الثانوية.
في عام 1907 فاز لورنس بمسابقة في القصة القصيرة، وكان في تلك الفترة يعمل على مسودة روايته الجديدة أيضًا، المرة الأولى، التي كتبت عنها الجارديان وعن موهبته، في عام 1910، أصيب لورنس بصدمة كبيرة، عندما ماتت والدته بالسرطان، وكانت وفاتها نقطة تحول رئيسية في كتاباته بعد ذلك.
التقى لورنس في عام 1912 بفريدا فون ريشتهوفن، زوجة إرنست ويكلي أستاذه في الجامعة، وكان لها ثلاث أطفال منه، وقع لورنس في حبها رغم أنها متزوجة وتكبره بـ 6 أعوام، إلا أنهما هربا سويًا، إلى ألمانيا، في منزل والد فريدا، وقبض عليه هناك بتهمة التجسس لصالح بريطانيا، وتوسط له والد فريدا حتى أطلق سراحه، وخلال تلك الفترة كتب أول ما يعرف بمسرحيات التعدين.
لقد تعرض لورنس للعديد من المحن والصعاب في حياته، بدءًا من تجاربه مع الحرب وصولاً إلى أيامه الأخيرة. في عام 1913، نشر لورنس أول كتاب له في أدب الرحلات وسجل فيه رحلته عبر جبال الألب إلى إيطاليا. عاد لورنس إلى إنجلترا وتزوج فريدا في 13 يوليو 1914. في عام 1915، نشر روايته “الموظف البروسي” ومجموعة قصص أخرى. خلال أيام الحرب، واجه العديد من الصعوبات بسبب زوجته الألمانية، وقضى عامين يتنقل بين بيوت أصدقائه. في تلك الفترة الصعبة، نشر أيضًا أربعة مجلدات شعرية.
أُصيب لورنس بمرض السُل، وقرر السفر إلى إيطاليا في عام 1927. هناك، كتب روايته الأشهر “ليدي تشاترلي لوفر”، والتي تعتبر من أهم أعماله. ومع ذلك، تم حظر الكتاب لسنوات طويلة في الولايات المتحدة وإنجلترا بسبب محتواه الذي وُصِفَ بأنه فاحش ومخالف للقوانين.
تفاقمت مشاكله الصحية خلال تلك السنوات، وعانى كثيرًا من المرض، حتى توفي في 2 مارس 1930 عن عمر يناهز 44 عامًا.