أكد الدكتور أيمن الحجار، الباحث بهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن الله سبحانه وتعالى يفتح أبواب التوبة لعباده مهما كانت ذنوبهم، مشيرًا إلى حديث سيدنا أبو موسى الأشعري رضي الله عنه الذي رواه الإمام مسلم: “إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها.”
وأوضح الباحث بهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، خلال تصريح، أن هذا الحديث يعكس رحمة الله الواسعة وعفوه الكريم عن عباده، قائلاً: “إن عفو الله سبحانه وتعالى كبير، وهو سبحانه وتعالى الغفور الرحيم الذي يعلم ضعف عباده ويغفر لهم عندما يتوبون إليه”، مشيرا إلى أن بسط يد الله في الحديث هو مجاز عن سعة رحمة الله وفيضه على عباده، مؤكداً على أن هذا التعبير البلاغي يبين تفضّل الله تعالى في قبول توبة عباده.
وأضاف: “إن الله سبحانه وتعالى يحثنا على التوبة والرجوع إليه، وأنه لا ينبغي للإنسان أن ييأس من رحمة الله مهما ارتكب من معاصٍ. فالباب مفتوح دائمًا أمام التائبين”، مؤكدا أن كثير من الناس يترددون في التوبة بسبب خوفهم من عدم قبولها بسبب كثرة ذنوبهم، وهذا هو “ظن خاطئ” من الإنسان، لأن رحمة الله تعالى لا حد لها.
وأوضح، أن التوبة الحقيقية هي أن يترك الإنسان المعصية ويستبدلها بالأعمال الصالحة، مع التزامه بأداء الطاعات والابتعاد عن الذنوب، قائلاً: “التوبة هي أن تجعل مكان الأفعال القبيحة أفعالًا طيبة، كأن الشخص الذي كان يرتكب المعاصي يتوب ويقوم بأعمال خيرية كالتصدق أو مساعدة المحتاجين.”
وشدد على ضرورة أن يكون الإنسان دائم الرجوع إلى الله والتجديد في توبته، مستشهدًا بآية الله سبحانه وتعالى: “قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهِ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ”.