أظهرت بيانات الأقمار الصناعية في سبتمبر أن الجليد البحري المحيط بالقارة القطبية الجنوبية أقل بكثير من أي مستوى شتاء مسجل سابق. وهذا يثير قلقًا بشأن احترار العالم وتغير المناخ.
فقد شهد الجليد البحري في القطب الشمالي انخفاضًا منذ فترة طويلة، ولكن حتى عام 2017، كان الجليد في القطب الجنوبي يتحدى التوقعات وظل مستقرًا نسبيًا. ومع ذلك، تشير البيانات الجديدة إلى تغير هذا المشهد، مما قد يؤدي إلى تبعات سلبية على درجات الحرارة العالمية.
ووفقا لهيئة الإذاعة البريطانية، تشير الدراسات إلى أن وجود مساحات أقل من الجليد اللامع العاكس يعني أن سطح المحيط الداكن يمتص قدرًا أكبر من طاقة الشمس، مما يتسبب في تسارع الاحترار. وبالتالي، يشير الخبراء إلى أن القطب الجنوبي يتصرف بشكل مشابه للقطب الشمالي في تسريع احترار العالم.
في هذا السياق، يعبر مارتن سيجيرت، من معهد غرانثام لتغير المناخ، عن قلقه حيث يقول: “القلق هو أن القطب الجنوبي بدأ يعمل مثل القطب الشمالي، ويعمل مثل المبرد وليس المبرد”.
وعلى الرغم من عدم وجود تأكيدات حول تأثير هذه التغيرات على ارتفاع درجة الحرارة في عام 2023، إلا أن البروفيسور سيجيرت يشير إلى تسارع الاحترار المحتمل في المستقبل.
بالرغم من ذلك، فإن العلماء غير متفقين تمامًا حول هذه القضية. ومع ذلك، فإن التأثيرات المناخية المدمرة التي نشهدها حاليًا تسلط الضوء على التحديات الهائلة التي يواجهها العالم بالفعل.
قبل انعقاد قمة المناخ الحاسمة COP28، يجب أن يشجع هذا التطور العمل على تعزيز جهود التخلص من الوقود الأحفوري تدريجيًا، وفقًا للخبيرة ليلي فور من مركز القانون البيئي الدولي.
ويرى الدكتور هاوسفاذر أنه ينبغي التعامل مع تغير المناخ بشكل اجتماعي وتسريع التحول إلى مصادر الطاقة المستدامة، حيث يقول: “ليس من الضروري أن يكون الأمر أسوأ مما توقعنا، لكنه يشكل تحديًا كبيرًا يتطلب التعامل معه بشكل عاجل”.