رئيس حزب الجيل:
– أطالب بتقليص عدد الأحزاب الحالي حتى تقوى الحياة الحزبية والسياسية
– القائمة النسبية تقوي الأحزاب السياسية
– القائمة المطلقة تضعف الحياة السياسية والحزبية
– نحن مع حظر النشاط الحزبي داخل المؤسسات والجامعات
الأمين العام المساعد لمستقبل وطن:
– منفتحون على الجميع بالحوار الوطني.. ومستعدون لتغيير أفكارنا حال رؤى مقترحات أفضل
– لا ندعم عودة تمويل الأحزاب مرة أخرى ونقترح السماح لها بالقيام بأعمال تجارية بشروط معينة
– ندعو لدمج الأحزاب وفق محددات معينة
– المحددات الدستورية تفرض القائمة المطلقة كما أنها تعطي مساحة للأحزاب
– القائمة المطلقة لا تتناقض مع إرساء المبدأ الحزبي في الاختيارات
رئيس حزب الاتحاد:
– أطالب بتغيير قانون الأحزاب السياسية الحالي
– نقترح فتح المجال أمام الأحزاب لعمل شركات استثمارية
– يجب أن تكون هناك استراتيجية للتنشئة السياسية والحزبية الصحيحة
– النظام الانتخابي المختلط هو الأفضل حتى تستطيع الأحزاب تكوين قوائمها
أكد عدد من القيادات الحزبية أهمية العمل على إعادة الدور الفاعل للأحزاب مرة أخرى، خاصة في ظل الحوار الوطني الذي يرسم مستقبلًا جديدًا للحياة السياسية، وبعدما ناقش في أولى جلساته النظام الانتخابي، ويناقش ملف الأحزاب السياسية بالمحور السياسي غدًا الأحد، مشيرين إلى ضرورة أن تكون هناك أسس جديدة تستطيع من خلالها الأحزاب أن تستعيد دورها في الشارع والحصول على ثقة المواطنين مجدددا.
واقترحت القيادات الحزبية – خلال ندوة حوارية استضافها موقع صدى البلد- مجموعة من الأمور المتعلقة بدعم وتنمية الحياة الحزبية من جديد، حيث أكدوا ضرورة السماح للأحزاب بالقيام بأعمال تجارية واستثمارية تساعدها على أداء عملها من الناحية التمويلية، رافضين عودة تمويل الدولة للأحزاب.
كما تطرقت الندوة إلى الحديث عن النظام الانتخابي، والذي أخذ مساحة واسعة من النقاشات الفترة الأخيرة، حيث جاءت الرؤى متباينة ما بين مؤيدٍ لنظام القائمة النسبية، وآخر مؤيد لنظام القائمة المطلقة.
النظام الانتخابي.. والمحددات الدستورية
في هذا الصدد، أكد ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل، أن القائمة المطلقة أسوأ النظم الانتخابية، والجميع تخلى عنها، ولا يوجد أحد من دول العالم المتقدم في الممارسة الديموقراطية يمارس هذا النوع من النظم الانتخابية، الذي يقصي 49% من أصوات الناخبين، ويجعل البرلمان لا يعبر تعبيرًا حقيقيًا عن الشارع ولا يمثله تمثيلا حقيقيا كما أنه يضعف الأحزاب السياسية، مضيفًا بأن القائمة النسبية فتتميز بأنها قوائم صغيرة، يمكن للأحزاب أن تقوم بتكشيلها، وبالتالي يمكنها الحصول على تمثيل نيابي.
ونوه “الشهابي”، بأن القائمة المطلقة تضعف المجلس والنظام السياسي في البلاد، لأن النظام السياسي لا يقوى إلا بتقوية الأحزاب السياسية، خاصة وأن المادة الخامسة من الدستور تنص على أنه النظام السياسي يقوم على أساس التعددية السياسية والحزبية.
وأشار إلى أن من سلبيات القائمة المطلقة أنها تقصي الأحزاب السياسية من المشهد البرلماني، الذي يعد عصب الممارسة السياسية والحزبية، والأحزاب تعبر من خلالها عن مواقفها المختلفة تجاه القضايا، كما أنه يقوي دور البرلمان ودور الحكومة.
على النقيض، اعتبر النائب عصام هلال، الأمين العام المساعد لحزب مستقبل وطن، عضو مجلس الشيوخ، أن حزبه يرى أن نظام القائمة المطلقة الأفضل في الوقت الراهن، في ظل وجود محددات دستورية تفرض علينا وجود نسب تمييز إيجابي بالقائمة، إلى جانب الفردي.
وقال “هلال”: “نحن أمام محددات أساسية عند الحديث عن النظام الانتخابي، أولها هو أنه لا مساس للدستور، ونحن أمام نص دستوري محدد في اختيار النظام الانتخابي، وهي المتعلقة بالكوتة، سواء الـ 25% للمرأة، أو نسب التمييز الإيجابي للشباب والأقباط والعمال والفلاحين وذوي الهمم والمصريين بالخارج”.
وأشار إلى أن المحدد الآخر المرتبط بالنظام الانتخابي، هو أنه لا بد أن نكون أمام عملية سهلة من الناحية الانتخابية أو الناحية المتعلقة بالفرز وإعلان النتيجة، حتى يتمكن أكبر قدر من المواطنين من الإدلاء يأصواتهم، مشيرًا إلى أن القائمة النسبية تؤدي لتأخر إعلان النتيجة، وهو ما يحدث نوعًا من أنواع التشكيك في الانتخابات.
في المقابل، رأى رضا صقر رئيس حزب الاتحاد أن الجمع بين الثلاث نظم انتخابية هو الأفضل في الوقت الحالي، ليكون “نظام انتخابي مختلط”: (القائمة المطلقة على مستوى الجمهورية للكوتة) و (القائمة النسبية على مستوى المحافظات) و(النظام الفردي).
وتحفظ رئيس حزب الاتحاد على القائمة المطلقة، قائلا: “فيها صعوية كبيرة على الأحزاب التي لا تمثل الأغلبية، أو الأحزاب المعارضة على وجه التحديد، حيث إنها لن تستطيع تكوين قائمة كاملة، خاصة وأنها ليس لديها إمكانية مادية أو لوجوستية أو بشرية تمكنها من ذلك”.
وطالب رضا صقر أيضًا بتصغير الدوائر، حتى تتمكن الأحزاب من أداء دورها، وتستطيع تكوين قوائم انتخابية، لأن توسيع الدوائر يمثل صعوبة لغالبية الأحزاب.
النظام الانتخابي وتقوية الأحزاب السياسية
وفي الوقت الذي اعتبر فيه ناجي الشهابي، أن نظام القائمة المطلقة يضعف الحياة الحزبية، ويقصيها من المشهد البرلماني، وذلك لاعتماد الانتخاب فيها على أشخاص لا اختيار حزبي، رأى النائب عصام هلال عكس ذلك.
وقال “هلال” إن: القائمة المطلقة تجعل المواطنين أيضًا ينتخبون على أساس حزبي، وبالتالي تقوية الحياة الحزبية والسياسية، هدف تحققه القائمة المطلقة كما تحققه القائمة النسبية، فليس صحيحا أن الانتخابات بنظام القائمة تقوم على أساس الأفراد.
وشدد في هذا الصدد على ضرورة تطوير وتقوية الأحزاب وتهيئة البيئة السياسية، وعندها لن يكون هناك أزمة ومشكلة بشأن النظام الانتخابي، مشيرًا إلى أن النظام الانتخابي ليس هدفًا في حد ذاته، بل وسيلة للوصول إلى هدف، فالوسيلة هي الوصول إلى ترجمة حقيقة لأصوات ناخبين.
اتفق معه في هذه الجزئية، رضا صقر، رئيس حزب الاتحاد، الذي أكد أن الأصل ليس في النظام الانتخابي، فوجود عدالة وتنمية سياسية مستدامة تجعل القوى السياسية والحزبية، مؤهلة لكل النظم الانتخابية بلا استثناء.
وقال “صقر”: “الحوار الوطني أساسه الدستور، ونحن في حاجه إلى التأسيس لنظام سياسي قائم على عدالة وتنمية سياسية مستدامة، والتي تجعلك مؤهلا لأي نظام انتخابي، وهو أمر يجعلنا نواجه أزمة حاليًا، لأنه لو كانت الأحزاب السياسية مؤهلة بشكل حقيقي، لن يكون هناك اختلاف على النظام الانتخابية”.
دمج الأحزاب السياسية
وتوافق ضيوف الندوة، حول ضرورة دمج الأحزاب السياسية، حيث أكد ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل، أنه لن تكون هناك حياة حزبية قوية إلا بتقليص عدد الأحزاب ودمجها، وهي لا تحتاج إلى تعديل تشريعي، والنص الحالي لا يمانع، وعلى الأحزاب التي تريد أن تندمج أن تعقد مؤتمرا عاما ويوصي على القرار، وفي حال موافقة الجمعية العمومية يتم الاندماج.
وأشار إلى أنه لا يوجد نظام سياسي يقوى إلا بتقوية المعارضة، فنحن نحتاج حياة حزبية ثرية وأحزاب مصرية خلف الدولة المصرية في قضايا الأمن القومي، مضيفًا: “لا يوجد حياة حزبية تستمر بهذا الشكل الذي يصل إلى 100 حزب”.
في نفس السياق، قال عصام هلال الأمين العام المساعد لحزب مستقبل وطن، إنه يجب أن يكون هناك تسهيل لعملية الاندماجات بين الأحزاب، في إطار محددات معينة، وكل الأحزاب المتوافقة في الأفكار والتوجهات والرؤى، يتيح لها لها الاندماج، بشرط أن تكون فترة انتقالية.
تمويل الدولة للأحزاب
وبشأن تمويل الدولة للأحزاب، رفض رضا صقر هذا المبدأ، لأنها تجعلها تابعة للدولة، لكن يجب أن يكون هناك دعم لوجستي من خلال منحها المقرات وإعفاءات من فواتير المرافق، مثل قانون الجمعيات الأهلية الجديد.
وطالب رئيس حزب الاتحاد بالسماح للأحزاب بفتح شركات اسثمارية من أجل تنويع مواردها وزيادتها، قائلا: ” يجب أن يفتح المجال أمام الأحزاب السياسية لعمل شركات اسثتمارية”.
وهو الأمر الذي اتفق معه عصام هلال، حيث أكد: “نحن ضد التمويل المالي للأحزاب من جانب الدولة، خاصة وأن الحياة الحزبية والسياسية أصبحت مرهقة وهناك أزمة اقتصادية تمر بها البلاد”.
واقترح أن يكون هناك نوع من أنواع التسهيل لدعم الأحزاب السياسية، ليس شرطًا أن يكون من خلال التمويل، وإنما من الممكن أن يتم السماح للأحزاب السياسية القيام بأعمال تجارية بشروط معينة كي توفر تمويل لها.
تنمية حزبية وسياسية لدعم النظام الديموقراطي
أكدت القيادات الحزبية على ضرورة وجود تنشئة حزبية وسياسية للأجيال، بداية من المدارس وحتى المرحلة الجامعية ومراكز الشباب.
وفي هذا الصدد، طالب رضا صقر، رئيس حزب الاتحاد، بإلغاء قانون الأحزاب الحالي، فهو يحتاج إلى تغيير كلي، مقترحًا أن توضع فيه بنود متعلقة بالتنشئة السياسية للأجيال ويكون لها حضور في الجامعات ومراكز الشباب.
وأضاف رئيس حزب الاتحاد: “نحتاج إلى ممارسة سياسية داخل الجامعات، وتعديل اللائحة الطلابية لأنها تمثل أزمة، يجب أن تتعلم الأجيال التنمية السياسية، وتمارس في الجامعات، ومن الضروري تجهيز الأجيال سياسيًا في ظل التحديات التي تواجه مصر داخليا وخارجيًا، وهي مسألة أمن قومي.
من جانبه، قال ناجي الشهابي: “نحن مع حظر النشاط الحزبي داخل المؤسسات والجامعات، لكن من الممكن أن تكون هناك أندية سياسية، لكن ممارسة العمل الحزبي يكون خارج الجامعة، ويسمح للطلاب بالانضمام إلى الأحزاب”.
بدوره، قال عصام هلال، إنه لا يوجد حياة سياسية قوية بدون أحزاب قوية، والعلاقة بينها وبين الديموقراطية علاقة طردية، فإذا قوت الأحزاب السياسية قوت الديموقراطية، وهو مبدأ مستقر ونتمنى أن نرى حياة حزبية قوية على الساحة السياسية، ونحن كحزب أغلبية نتمنى أن يكون أمامنا أكثر من حزب منافس قوي، لأنه في مصلحة حزبي، فكل ما كانت هناك أحزاب قوية منافسة، يستنفر الحزب جهود تنظيمه وبالتالي أظهر أفضل ما عندي لصالح المواطن والدولة، لكن في حال عدم وجود منافسين أقوياء يصاب الحزب بالخمول ولن يكون هناك تطوير لأداءه الحزبي.
قال النائب عصام هلال، عضو مجلس الشيوخ والأمين العام المساعد لحزب مستقبل وطن، إنه الحياة السياسية تقوم على وجود أحزاب سياسية قوية، مشيرًا إلى أن الحوار الوطني فرصة أمام القوى الحزبية من أجل إعادة دورها الفاعل مرة أخرى، وأن حزبه رغم كونه يحظى بالأغلبية البرلمانية، إلا أنه يتمنى أن تكون هناك منافسة حزبية تعطي له دفعة أكبر.
وأكد: كلنا تفاؤل بأن تكون مخرجات هذا الحوار في صالح الوطن والمواطن، وأكبر ضمانة لهذا الحوار، أن الرئيس السيسي هو الداعي له، كذلك المشاركة الفعالة من جانب القوى والسياسية والحزبية.
واختتم الأمين العام المساعد لحزب مستقبل وطن: “نحن كحزب مستقبل وطن، ليست لدينا أفكار جامدة في الحوار الوطني أو متحجرة، لكننا متفتحين على جميع الأفكار، ومستعدين في أي لحظة إننا نغير وجهة نظرنا إذا تم الاقتناع أو طرحت رؤى في وأفكار أفضل، وبالتالي لابد أن نصل جميعا لمخرجات الحوار الوطني”.