النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي” مقولة شهيرة قالها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان مؤسس دولة دولة الإمارات العربية المتحدة، مقولة تعكس موقف الإمارات الداعم وبقوة لمصر خلال حرب أكتوبر 1973، وظلت هذه المقولة في قلب كل مصري وعربي.
رئيس الامارات في مصر
وصل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، اليوم السبت 23 مارس، إلى القاهرة في زيارة أخوية إلى جمهورية مصر العربية، وذلك نقلًا عن وكالة الأنباء الإماراتية “وام”.
وكان في مقدمة مستقبلي الشيخ محمد بن زايد، لدى وصوله والوفد المرافق إلى مطار القاهرة الدولي، الرئيس عبد الفتاح السيسي.
ورحب الرئيس السيسي، خلال استراحة قصيرة في قاعة كبار الزوار، بالشيخ محمد بن زايد آل نهيان والوفد المرافق وتبادلا التهاني بمناسبة شهر رمضان المبارك والأحاديث الودية التي تعبر عن عمق العلاقات الأخوية التي تجمع البلدين وشعبيهما الشقيقين.
ويرافق الشيخ محمد بن زايد خلال الزيارة وفدًا يضم كلًا من الشيخ حمدان بن محمد بن زايد آل نهيان والشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان، مستشار الشؤون الخاصة في ديوان الرئاسة، وعلي بن حماد الشامسي، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني، والدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في الإمارات، و وزير الاستثمار الإماراتي محمد حسن السويدي وجاسم محمد بوعتابة الزعابي، رئيس دائرة المالية في أبوظبي عضو المجلس التنفيذي، ومحمد علي محمد الشرفاء الحمادي، رئيس دائرة البلديات والنقل في أبوظبي عضو المجلس التنفيذي وأحمد مبارك علي المزروعي، رئيس مكتب رئيس الدولة للشؤون الإستراتيجية، وفيصل البناي، أمين عام مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة ومريم الكعبي، سفيرة الإمارات لدى مصر.
العلاقات المصرية الإماراتية
وكانت من ضمن مواقف الشيخ زايد رحمه الله إرساله ولي عهده حين ذاك الشيخ خليفة بن زايد رحمه الله؛ ليشارك في المعركة مع الجنود المصريين على الجبهة.
فالعلاقات المصرية الإماراتية هي علاقات تاريخية وقوية تعود إلى عام 1971، وتتطور العلاقات بين البلدين بشكل مستمر، حيث يحافظ كل من البلدين على علاقات مبنية على الاحترام والتقدير المتبادل والمصالح المشتركة التي تكون دائماً على أفضل المستويات، فضلاً عن علاقات الصداقة القوية بين قادة البلدين.
وكان لذلك تأثيراً إيجاباً على مختلف الأصعدة، لا سيما على الصعيدين السياسي والاقتصادي، وأيضاً على المستويات التجارية والاجتماعية والثقافية.
وتجمع مصر ودولة الإمارات العربية المتحدة علاقات وروابط أخوية قوية ومتكاملة، نمت إلى حد غير مسبوق تحت قيادة البلدين الحالية، حيث تتفق وتتوحد رؤيتهما حيال عدد كبير من الملفات العربية والإقليمية والدولية إلى جانب القضايا الثنائية والتعاون المشترك بين القاهرة وأبو ظبي.
وتحرص القيادة السياسية المصرية برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي على التواصل الدائم وتبادل الزيارات واللقاءات مع القيادة السياسية في دولة الإمارات العربية الشقيقة برئاسة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خاصة في هذا التوقيت، والذي يشهد فيه العالم متغيرات كثيرة عربيا وإقليميا ودوليا.
وهذا الصدد قال إكرام بدر الدين أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن العلاقات بين مصر والإمارات وثيقة ، فمصر كانت من أوائل الدول التي اعترفت بدولة الإمارات العربية المتحدة عقب إنشائها وتبادلت معها التمثيل الدبلوماسي، حيث إنه من الممكن ملاحظة قوة واستمرار العلاقات بين البلدين على جوانب مختلفة ومتعددة سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي.
وأضاف بدر الدين – خلال تصريحات لـ”صدى البلد”، أن مصر لديها جالية كبيرة في الإمارات تمثل حوالي ربع مليون مواطن مصري مقيمين ويعملون في مختلف المهن: الفنية والتخصصية، ومنهم أساتذة جامعات وأطباء، مما كان له “إسهاما كبيرا في نهضة الإمارات وفي عملية التنمية داخلها”.
وأكد أستاذ العلوم السياسية – أن صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان رحمه الله، أول رئيس لدولة الامارات العربية المتحدة كان له دورا كبيرا في تطوير دولة الإمارات من جانب، وتقوية العلاقات بين بلاده ومصر من جانب آخر، ويظهر هذا في “حب المصريين له وتذكر دوره ودعمه دائما”.
وأشار: العلاقات بين البلدين تغطي عددا من الجوانب السياسية والاقتصادية والاستراتيجية والأمنية، فضلا عن الاستثمارات، لافتا أن الاستثمارات الإمارتية كبيرة بمصر، وهناك تقارب كبير في المواقف بين البلدين سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي، كما أن هناك درجة كبيرة من التقارب على مستوى القيادة في الدولتين حيث اللقاءات التي “تعقد بينهما تتم على فترات متقاربة”.
ولفت أستاذ العلوم السياسة، أن قضية أمن الخليج قضية تهتم بها مصر في إطار اهتمامها بالأمن القومي للمنطقة العربية والقضايا الموجودة في المنطقة؛ لأن مصر تهتم اهتماما بالغا بالحفاظ على أمن الخليج من أي تهديدات خارجية، مختتما أن المواقف متقاربة بين الدولتين في قضية الإرهاب، والعلاقات بين البلدين “مرشحة للاستمرار بقوة بما يعود بالمنفعة على الدولتين وعلى شعبي البلدين”.