ألقى المستشار الدكتور حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب، كلمة خلال الجلسة العامة بمناسبة أداء الرئيس عبد الفتاح السيسي-رئيس الجمهورية، اليمين الدستورية لفترة رئاسية ثالثة.
وقال جبالي في كلمته:
” السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ رئيس الجمهورية؛
يرحب بكم نواب شعب مصر بكل التقدير والحب والإعزاز … في يوم يسطر التاريخ المصري فيه صفحة من صفحات الجمهورية الجديدة … إذ كتب الله جل وعلا لكم أداء اليمين الدستورية لفترة رئاسية جديدة … تحت قبة مجلس النواب المصري في مقره الجديد … هذا البنيان الذي امتزجت بين جدرانه الحداثة والتطور … بأصالة تاريخ البرلمان المصري العريق … في صورة جلية… جسدت واقعا طالما ابتغيتموه سيادتكم … حين وجهتم بإنشاء العاصمة الإدارية الجديدة … لتكون كيانا مواكبا للعصر … متناغما مع الهوية الوطنية المصرية … ونابضا بصورة حضارية … لمستقبل مصر وتطلعات شعبها العظيم.
و أضاف ” في مرحلة فارقة من عمر الوطن … كثرت فيها التحديات … وتعاظمت المسئوليات … جاء السباق الرئاسي … فاستحضر الشعب المصري مواقفكم القوية … واصطف بشكل غير مسبوق أمام صناديق الاقتراع … مستمسكا بكم عن معرفة ويقين … مدركا حجم المسئولية … ومؤكدا رغبته في استكمال مسيرة البناء والعمل … فأختاركم … مجددا الثقة قائدا وزعيما … لبلد الأمن والأمان.. مصر سيدة الأوطان.
السيد الرئيس؛
لقد شهد الواقع المصري على أيديكم … وتحت قيادتكم … تغيرات ملموسة … فقد سعيتم نحو تعزيز وترسيخ حقوق الإنسان … وتحقيق العدالة الاجتماعية … ومساندة المرأة والشباب … والنهوض بمكانة كل منهما في المجتمع … وركزتم على إصلاح النظام الاقتصادي … بكل ما استطعتم من قوة … رغم كل ما واجهتموه والشعب معكم … من تحديات … سيما تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية … فحرصتم كل الحرص … على توفير كافة سبل الدعم للمواطن البسيط… الذي ينشد حياة مستقرة … ومستقبلا آمنا له ولأبنائه.
و قال ” كما استطعتم يا سيادة الرئيس … رغم تصاعد وتيرة الأحداث من حولنا… أن تحفظ لمصر أمنها واستقرارها … بعيدا عن مزالق الهوى … وطيش المغامرة … باعثا برسالة للعالم كله … إن مصر قوية بتماسك ووحدة شعبها… واصطفافه بكل ثبات خلف قيادته الحكيمة … ولقد كان نواب البرلمان المصري بغرفتيه في الصفوف الأولى … يدعمون سعيكم الحثيث يا سيادة الرئيس … نحو حب الوطن … ورعاية مصالحه العليا .
و أضاف وفي سياق متصل … وكعادة مصر ورجالاتها دائما وأبدا … في الوقوف مع أشقائهم في المحن … فكان لسيادتكم دور فاعل… في احتواء الأحداث الدامية التي شهدها قطاع غزة … بدولة فلسطين الشقيقة … وسعيكم بشتى السبل لتخفيف معاناة أهلها… هذا من جانب… ومن جانب ثان… توجيهاتكم بفتح منافذنا الجنوبية للسماح لإخواننا السودانيين بالنفاذ للأراضي المصرية في أعقاب النزاعات الأهلية الدائرة بالأراضي السودانية … ومن جانب ثالث … التحرك المصري اللحظي صوب الأراضي الليبية … لدعم جهود الإغاثة جراء ما شهدته بعض مدنها الساحلية من إعصار وفيضانات … كل هذه الجهود كانت واقعا مشهودا … نال استحسان المجتمع الدولي … وجاء قرار برلمان البحر الأبيض المتوسط … باختيار سيادتكم للحصول على جائزة ” بطل السلام ” لعام 2024 … تتويجا لجهودكم الفريدة التي بذلتموها سيادتكم … في تحقيق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
و قال في كلمته السيد الرئيس؛
تاريخنا المصري يشهد على الكثير من الشخصيات الرائدة والقادة … الذين واجهوا ما اعترضهم من معضلات وعقبات بشجاعة وثبات … وأثبتوا ولاءهم وانتماءهم لهذا الوطن … وفي هذه الأوقات الفاصلة … يحتاج الوطن أصحاب المواقف القوية … القادرين على تجاوز العقبات بثقة واقتدار … ولا يخفى علينا … أن الطريق نحو التقدم والازدهار … طالما كان محفوفا بالصعوبات … بيد أن التاريخ قد برهن على أن الشجاعة في اتخاذ القرارات الصعبة … والثبات على الحق … دوما ما يصنعان الفارق … لذا أدعوكم إلى مواصلة العمل نحو الارتقاء بمصرنا الغالية حتى تبلغ ما تستحقه من مكانة … دون الالتفات لأصوات الجهل والتشكيك.
و قال الرئيس؛ إن مجلس النواب يعاهدكم … كما يعاهد شعب مصر العظيم … على دعم عملية البناء والتنمية … وأن يتحمل بكل إخلاص مسئولياته … وأن يواصل بكل عزم وإصرار تحقيق آمال وطموحات الشعب المصري.و اختتم حمى الله مصر الكنانة وشعبها … وجعلها أرض الأمن والأمان … وواحة الرخاء والاستقرار … فسر على بركة الله يا سيادة الرئيس … فمصر معكم بإذن الله قادرة على مواصلة طريق التنمية … والتقدم والازدهار.
أمدك الله تبارك وتعالى بعونه … وسدد على طريق الحق والخير خطاك … إنه نعم المولى ونعم النصير