في وقت تواجه فيه العديد من دول العالم موجات حر شديدة، تعاني ثلاث دول في أمريكا الجنوبية من موجة صقيع قياسية أودت بحياة 15 شخصاً على الأقل، في ظاهرة مناخية شديدة الندرة يعزوها الخبراء إلى تسرب كتلة هوائية قطبية قادمة من القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا).
موجه صقيع تضرب 3 دول
وبحسب السلطات المحلية، فقد ضربت الموجة الباردة الأرجنتين وتشيلي وأوروغواي، متسببة في انخفاض حاد بدرجات الحرارة إلى ما دون الصفر، وانقطاع التيار الكهربائي، وفرض تدابير طوارئ لمواجهة آثار البرد القارس.
الأرجنتين أدنى حرارة منذ 34 عاماً
سجلت العاصمة بوينوس آيرس انخفاض غير مسبوق في درجات الحرارة وصل إلى 1.9 درجة مئوية تحت الصفر، في أدنى مستوى تشهده المدينة منذ عام 1990.
وفي مناطق أخرى مثل بلدة ماكينشاو بإقليم باتاغونيا، وصلت الحرارة إلى 18 درجة تحت الصفر، فيما تساقط الثلج على شواطئ المحيط الأطلسي، بما فيها مدينة ميرامار.
وأعلنت منظمة “بروييكتو 7” غير الحكومية وفاة تسعة مشردين بسبب موجة البرد القاتلة، في وقت عانى فيه الآلاف من انقطاع التيار الكهربائي لأكثر من 24 ساعة، نتيجة ارتفاع الطلب على الطاقة.
وأوقفت الحكومة إمدادات الغاز عن المصانع ومحطات الوقود، مفضّلة توجيهها لتدفئة المنازل.
أوروغواي إعلان حالة تأهب حمراء
وفي أوروغواي، أعلنت السلطات حالة “تأهّب حمراء” على مستوى البلاد عقب وفاة ستة أشخاص بسبب البرد، وهو ما أتاح للحكومة استخدام سلطتها في نقل المشردين قسراً إلى مراكز الإيواء. وبلغت الحرارة في العاصمة مونتيفيديو أدنى مستوياتها المسجلة في مثل هذا التاريخ منذ عام 1967، بحسب عالم الأرصاد الجوية ماريو بيديغين.
تشيلي خطة طوارئ لمواجهة البرد
من جانبها، أطلقت تشيلي خطة طوارئ لإيواء المشردين في أكثر الأيام برودة.
وسجلت مدينة تشيلان الواقعة على بُعد 400 كيلومتر جنوب العاصمة سانتياغو، درجات حرارة بلغت 9.3 درجة تحت الصفر، وفقاً لهيئة الأرصاد الجوية.
وقال خبير الأرصاد راوول كورديرو من جامعة سانتياغو، في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية، إن “المنطقة تتعرض لموجة برد ناتجة عن تسرب كتلة هواء قطبية من أنتاركتيكا”، مشيراً إلى أن الأوضاع قد تبدأ في التحسن خلال الأيام المقبلة.