أعاد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إشعال الجدل مجدداً حول مقترحه المثير للجدل بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، مستعيناً هذه المرة بالذكاء الاصطناعي للترويج لرؤيته المستقبلية للقطاع.
جاء ذلك من خلال نشره مقطع فيديو عبر حسابه على موقع “إنستجرام”، يصور نسخة خيالية لما يمكن أن تبدو عليه غزة بعد إعادة إعمارها وفق تصوره.
تراجع ثم عودة للمقترح
يأتي هذا الفيديو بعد أقل من أسبوع من تراجع ترامب عن مقترحه السابق بشأن تهجير الفلسطينيين، حيث صرح قائلاً: “خطتي بشأن غزة جيدة، لكنني لن أفرضها وسأكتفي بالتوصية… وفوجئت بعدم ترحيب مصر والأردن بها”. ورغم هذا التراجع العلني، أضاف ترامب في تصريحاته المثيرة أن “الولايات المتحدة ستتملك غزة، وسنبدأ في تطويرها”، وهو ما أثار المزيد من الجدل حول نواياه الحقيقية تجاه القطاع ومستقبله.
محتوى الفيديو المثير للجدل
يبدأ الفيديو الذي نشره ترامب بمشاهد للدمار الذي لحق بقطاع غزة، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي شن هجوماً استمر لمدة 15 شهراً بهدف القضاء على حركة حماس. ويظهر في بداية الفيديو عبارة “غزة 2025″، متبوعة بسؤال: “ماذا بعد؟”، في إشارة إلى رؤية ترامب للقطاع بعد انتهاء النزاع.
في الجزء التالي من الفيديو، يستعرض الذكاء الاصطناعي صوراً خيالية لمدينة غزة المستقبلية كما يتخيلها ترامب، حيث تظهر ناطحات السحاب، وأطفال يركضون على الشاطئ، وسيارات تسلا الكهربائية في الشوارع.
كما تضمن المشهد ظهور شخص يشبه رجل الأعمال الشهير إيلون ماسك، وهو يأكل خبزاً مغموساً في الحمص، بينما يحمل طفل آخر بالوناً ضخماً على هيئة ترامب الذهبي.
مشاهد غريبة ومثيرة للسخرية
لم يخلُ الفيديو من مشاهد مثيرة للاستغراب، حيث أظهر ترامب وهو يرقص مع امرأة ترتدي بدلة رقص في ملهى ليلي، بينما يظهر إيلون ماسك يوزع الأموال على المواطنين. كما تضمن الفيديو وجود مبنى يحمل اسم “ترامب غزة”، بالإضافة إلى تماثيل ذهبية ضخمة للرئيس الأمريكي السابق، مع تمثال ذهبي عملاق له يتوسط أحد الميادين الرئيسية.
النهاية الصادمة للفيديو
في مشهد الختام، ظهر ترامب برفقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهما يستمتعان بحمام شمس على جانب حوض سباحة، بينما يشربان العصائر. وفي الخلفية، تعزف موسيقى تتضمن كلمات مثيرة للجدل: “دونالد ترامب سيحرركم، ويجلب الحياة للجميع، لا مزيد من الأنفاق، لا مزيد من الخوف، ترامب غزة هنا أخيرًا”.
ردود الفعل العربية والدولية
أثار الفيديو موجة من الغضب والانتقادات، خصوصاً من قبل الدول العربية، وعلى رأسها مصر والأردن، اللتين سبق وأعلنتا رفضهما القاطع لمقترح ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين من غزة. كما عبرت العديد من الشخصيات السياسية والمحللين عن استغرابهم من استخدام الذكاء الاصطناعي لترويج مثل هذه الأفكار المثيرة للجدل، مؤكدين أن القضية الفلسطينية لا يمكن التعامل معها بأسلوب الدعاية الهزلية.
https://www.instagram.com/realdonaldtrump/reel/DGhfpgHsOg6/
يبدو أن ترامب لا يزال مصراً على فرض رؤيته الخاصة لحل النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي، رغم التنديد الدولي الواسع بأساليبه. وبينما يعتبر البعض أن ما يطرحه هو مجرد دعاية انتخابية جديدة لكسب التأييد، يرى آخرون أنه يعكس موقفاً سياسياً جاداً قد يكون له تداعيات خطيرة على مستقبل القضية الفلسطينية. في النهاية، يبقى التساؤل: هل ستكون “غزة ترامب” مجرد وهم رقمي، أم أن هناك محاولات فعلية لتحقيق هذه الرؤية المثيرة للجدل؟