كشفت تقارير أن حوالي 12 شركة من الشركات الناشئة وعمالقة التكنولوجيا تتسابق في التوصل لأدوات وآليات من شأنها كشف تقنية التزييف العميق Deepfake التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، وذلك بعدما أثارت صورا ومقاطع للفيديو الذعر في الفترة الأخيرة.
وتحاول الشركات القائمة على الذكاء الاصطناعي تطوير أدوات جديدة للكشف عن التزييف العميق الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي لمنع انتشار هذه التقنية بشكل واسع واستخدامها لتزييف الكثير من الصور أو مقاطع الفيديو مما يشكل خطرا كبيرا على المجتمعات.
وبحسب موقع Gizmodo فإن بعض هذه الجهود كانت جارية منذ سنوات ، لكن التسارع الكبير للذكاء الاصطناعي منذ تقديم أداة ChatGPT من شركة OpenAI جعل من هذه الخطوات ضرورة ملحة مع تخصيص مبالغ أكبر للاستثمار ، لتطوير طريقة ما للكشف بسهولة عن هذه التقنية.
وفي الفترة الأخيرة، أدى انتشار صورة مزيفة على وسائل التواصل الاجتماعي – تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي لانفجار وقع خارج مبنى مقر وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون” – إلى انتشار الذعر، كما تم تداول هذه الصورة على أنها حقيقية من قبل بعض وسائل الإعلام العالمية الكبرى.
وتضع مثل هذه الصور عبئا ثقيلا على شركات التكنولوجيا لإنتاج أدوات مضادة وتقنيات من شأنها كشف تقنية التزييف العميق، ومؤخرا، قال عالم الكمبيوتر والأب الروحي للذكاء الاصطناعي، جيفري هينتون إنه كان قلقًا من أن الجودة المقنعة بشكل متزايد للصور التي يتم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي قد تدفع الشخص العادي إلى “عدم القدرة على التمييز بين ما هو حقيقي فعلا وما هو غير حقيقي” .
ومن بين الشركات التي تتسابق لإيجاد حلول تأتي شركات ناشئة مثل Startup Optic و FakeCatch التابعة لشركة إنتل، بالإضافة إلى شركة Fictitious.AI وغيرها، حيث كانت إنتل قد قدمت أول أداة من نوعها لاكتشاف تقنية Deepfake، والتي يمكنها كشف مقاطع الفيديو المزيف بنسبة نجاح تبلغ 96%.
وبنهاية العام الماضي، أصدرت إدارة الفضاء السيبراني في الصين ، ووزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات ، ووزارة الأمن العام بيانًا مشتركًا ينص على ضرورة الإشارة بوضوح إلى استخدام تقنية Deepfake أو ما يعرف باسم التزييف العميق، وذلك حتى لا يساء فهمها على أنها معلومات حقيقية نظرا لخطورتها الشديدة.
وشددت السلطات الصينية على أنه على الرغم من أن تقنية التزييف العميق قد حسنت تجربة المستخدم ، فقد تم استخدامها أيضًا لانتحال الهوية ونشر معلومات كاذبة وضارة تشوه سمعة الضحايا، مما يعرض الأمن القومي والاستقرار الاجتماعي للخطر.
وأشار تقرير آخر لـ Sensity، إلى أن ما بين 90% إلى 95% من جميع مقاطع الفيديو المزيفة على الإنترنت هي مواد إباحية، وحوالي 90٪ تشمل النساء.
وتشكل مقاطع التزييف العميق تهديدًا متزايدًا في جميع أنحاء العالم، حيث إنه وفقًا لـ Gartner ستنفق الشركات ما يقرب من 188 مليار دولار على حلول الأمن السيبراني لمواجهتها، وفي الوقت الحالي، تتطلب تطبيقات الكشف عادةً تحميل مقاطع فيديو للتحليل وقد تستغرق النتائج ساعات.