بفضل جوه الرقيق وسحبه المصنوعة من الرمال، يبدو كوكب WASP-107b أشبه بعالم من فيلم خيال علمي، لكنه في الواقع كوكب خارجي بحجم كوكب المشتري، يقع على بعد ما يزيد قليلاً عن 200 سنة ضوئية من الأرض، ويمتلك أحد أكثر الأغلفة الجوية غرابة التي تم اكتشافها على الإطلاق.
ولا يقتصر الأمر على احتوائها على سحب رملية سيليكاتية ومياه فحسب، بل تفاجأ علماء الفلك بوجود ثاني أكسيد الكبريت، والذي يمكن أن ينتج على الأرض أمطارًا حمضية، بحسب ما نشرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
وقال الخبراء إن الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أن تلسكوب جيمس ويب الفضائي (JWST) التابع لناسا والذي تبلغ تكلفته 10 مليارات دولار (7.4 مليار جنيه إسترليني) لم يكتشف أي أثر لغاز الميثان الدفيئة.
وهذا أمر مهم لأنه يشير إلى أن WASP-107b لديه آلية مثيرة للاهتمام وغير معروفة حتى الآن لنقل الحرارة حول الغلاف الجوي الديناميكي.
كما أن لديها نظامًا مشابهًا لتكوين السحب للأرض، وفقًا لباحثين من معهد علم الفلك، KU Leuven في هولندا، وإن كان ينتج قطرات من الرمل بدلاً من الماء، وعلى الرغم من اكتشاف السحب على الكواكب الخارجية من قبل، إلا أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تحليل تركيبها الكيميائي من قبل علماء الفلك.
لقد أصبح ذلك ممكنًا بفضل شركة Webb، التي تمتلك أداة الأشعة تحت الحمراء المتوسطة (MIRI) التي تساعد في توفير عمليات رصد رائدة للكواكب الخارجية.
WASP-107b هو عملاق غازي دافئ يدور حول نجم أبرد قليلاً وأقل كتلة من شمسنا، وهو يتمتع بكتلة مشابهة لنبتون وزغب مما يسمح لعلماء الفلك بالبحث في غلافه الجوي بعمق 50 مرة تقريبًا عما كان ممكنًا عندما يكون كوكب المشتري أقرب بكثير إلى المنزل.
كان هذا أمرًا حيويًا لأنه يعني أنه يمكنهم تفكيك التركيب الكيميائي المعقد له بشكل أفضل، على سبيل المثال، تمكن الباحثون من إثبات أن ثاني أكسيد الكبريت كان موجودًا على الأرجح، ويرجع الفضل في ذلك جزئيًا إلى النجم المضيف للكوكب الخارجي.
على الرغم من كونه أكثر برودة من شمسنا، إلا أن الفوتونات عالية الطاقة التي تنتجها قادرة على الوصول إلى عمق الغلاف الجوي للكوكب WASP-107b بسبب رقيقته، مما يتيح التفاعلات الكيميائية اللازمة لإنتاج ثاني أكسيد الكبريت.
ويعد هذا البحث مهمًا لأنه يكشف عن رؤى جديدة رائعة حول التفاعل المعقد بين المواد الكيميائية والظروف المناخية في عوالم بعيدة مثل WASP-107b