التخزين الرابع من 20 إلى 25 مليار متر مكعب…
أقر آبي أحمد رئيس الوزراء الإثيوبي، الخميس 6 يوليو، بالاستعدادات لـ الملء الرابع لـ سد النهضة، مطالبا باستئناف المفاوضات مع مصر والسودان.
قال رئيس الوزراء الإثيوبي، خلال الدورة العادية الثامنة والعشرين لمجلس النواب الإثيوبي، إن “التعبئة الرابعة لسد النهضة ستمتد حتى سبتمبر المقبل كي لا نلحق الضرر بدولتي المصب (مصر والسودان)”، وأكد أن السد يقترب من الملء الرابع، والمراحل الثلاث السابقة لم تؤثر على مصر والسودان.
فيما علق الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، على تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي قائلا إن عملية الملء الرابع والتخزين لسد النهضة الإثيوبي، لا توجد عنه أي معلومات متبادلة من قبل الجانب الإثيوبي، وأضاف في تصريحات تلفزيونية، أنه لابد من وجود تبادل للمعلومات وفق دراسات وقواعد الملء ومن الضروري أن يتم الإخطار عند التنفيذ.
التخزين الرابع من 20 إلى 25 مليار متر مكعب
وتوقع عباس شراقي أن يتراوح التخزين الرابع من 20 إلى 25 مليار متر مكعب وهذه كمية ضخمة للغاية، لأن إجمالي التخزين في الـ3 مرات السابقة بلغ 17 مليار متر مكعب، مؤكدًا أن تصريح رئيس الوزراء الإثيوبي بعدم إضرار الملء الرايع بمصر أكذوبة.
وأكد أن مصر لديها معلومات من خلال مصادرها والأقمار الصناعية تعرف من خلالها ما يتم قبل حدوثه بأشهر، موضحا أن أي متر مكعب من المياه يُخزن في إثيوبيا هو من حصة مصر، وتساءل عباس شراقي: “كيف لا يسبب تخزين 17 مليار متر مكعب في إثيوبيا ضررًا لمصر؟”.
وأوضح أن هذه الكمية لو جاءت إلى مصر، لتوسعت الدولة في الزراعة وزادت من مساحات زراعة الأرز المنزرعة، مؤكدا أن المليون فدان أرز يأتي بعائد يقدر بنحو 6 مليارات دولار.
وأضاف أن إنشاء محطات لمعالجة المياه لاستخدامها في الزراعة تكلف الدولة مبالغ مالية ضخمة، مؤكدا أن محطة بحر البقر التي أنشئت منذ سنتين تكلفت 18 مليار جنيه، وغيرها في محطة الحمام، وأن هذه المشروعات لتعويض المياه التي تفقدها الدولة بسبب سد النهضة.
فيما قال نادر نور الدين أستاذ الأراضى والمياه بكلية الزراعة جامعة القاهرة في تصريحات خاصة إلى “صدى البلد” أن إثيوبيا انتهت من رفع الحاجز الأوسط لسد النهضة الذي بدأ من منتصف أبريل وانتهي قبل آخر يونيو، وهذا الحاجز يعترض مياه النيل الأزرق ولا يمكن لأي نقطه مياه أن تمر من السد إلا بعد أن يتم الملء وتبدأ المياه في المرور من أعلى هذا الحاجز .
أين تذهب مياه الفيضان؟
وأشار إلى أن رئيس الوزراء الإثيوبي يقول إنه سيعطل الملء فكيف سيحدث ذلك وأين تذهب مياه الفيضان؟ وأشار إلى تصريحه الثاني بأن الملء سيحدث تدريجيا حتى منتصف سبتمبر المقبل، وهذا ليس كلاما علميا لأن الحاجز يمنع المياه حتى تمتلئ البحيرة وتصل المياه لارتفاع فوق مستوى الحاجز الأوسط الذين انتهوا من تعليته ويعلمون كمية المياه التي سيخزنوها، وأكد أنه يوجه رسالة خداع للعالم وحديثه عن الملء التدريجي حتى منتصف سبتمبر يعنى أن مياه الفيضان تكون في يوليو 12 مليار متر مكعب، وأغسطس 12 مليار متر مكعب أيضا يمر عبر الفتحتين السفليتين للسد من 50 الى 70 مليون متر مكعب يوميا حتى لا يجف النهر أى نحو 2 مليار في الشهر وهنا ستحجز 10 مليارات فى يوليو وأغسطس و5 مليارات في سبتمبر ليصل إلى تخزين 25 مليار وتمرر 2 مليار لمصر والسودان كل شهر.
وأوضح أن آبي أحمد يخترع مصطلحا جديدا اسمه “الملء التدريجي” الذي يعرف بأنه الملء السنوي أى يكون الملء بدلا من أن يستمر على مدار 7 سنوات يجعلها على 10 سنوات وليس داخل السنة ما يسمى بالملء التدريجي لأن الحاجز ارتفع ويحجز المياه فهو كلام خادع ليس له أساس من الصحة ولا يمت للعلم بصلة.
وينتظر المراقبون إمكانية توصل الدول الثلاث (مصر والسودان وإثيوبيا) إلى اتفاق مع اكتمال بناء سد النهضة عام 2024 أو عام 2025 اعتمادا على حجم الأمطار التي تسقط.