حلت أمس،، الجمعة،، الذكرى الـ 96 على ميلاد الأديب الكبير يوسف إدريس، أحد أهم الكتاب والروائيين في مصر، وأكثر الروائيين اقترابًا من الشعب المصري وتقربًا لهمومه.
سمير الفيل: يوسف إدريس انحاز للكادحين وامتلك قدرة فنية تخطت الواقع
قال الكاتب سمير الفيل، في تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، في ذكرى ميلاد الأديب الكبير يوسف إدريس:”قابلت يوسف إدريس مرة في معرض القاهرة الدولي للكتاب عام 1900 قبل وفاته بعام، وقدمت له مجموعة قصصية كان اسمها “القصة القصيرة في دمياط”، وأخذ مني الكتيب و توفي في السنة التي تليها، فقد ولد أديبنا الكبير في الشرقية مركز فاقوس في 19 مايو 1927، و حصل على بكالوريوس في الطب وتخصص في الطب النفسي، ولكن تخلى عن فكرة العمل بالصحة في عام 1960، حين انتقل إلى جريدة الجمهورية، ولقد تتلمذت على يده عن بعد”.
وأضاف: “أرى أن هناك مجموعتين قصصتين في غاية الأهمية ليوسف إدريس الأولى هي “أرخص ليالي” والثانية هي “لغة الآي آي”، وهاتان القصتان شكلتا ما يمكن أن يكون مرجعية لي في كتابة القصة القصيرة، في الحقيقة استفدت جدًا من هذا المعلم، فهو كان يتميز بالانحياز للكادحين والفقراء، وكان منتميا للشعب وجمهرة الناس وليس السلطة، ويمتلك رؤية فنية وجمالية تتخطى الواقع وتبحث عن فكرة الثورة،فيوسف إدريس متمرد بطبعه، وكان يعتز بنفسه ككاتب ويرى أن الكاتب له دور مهم جدًا في حياة الشعوب”.
وتابع: “أعتقد أن سبب شهرته هو نقل أعماله إلى السينما، هو واحد من الناس الذين ضربوا التابوهات التقليدية في “بيت من لحم” ووقتها شعرنا بالدهشة من تلك القدرة والجرأة على تخطي المألوف وعلى إدارة الصراع داخل النص الأدبي”.
سمير الفيل: يوسف إدريس انشغل بهموم شعبه
وأكمل سمير حديثه لـ”صدى البلد” قائلا: “الأجيال الجديدة تستطيع تعلم العديد من يوسف إدريس، منها بطلان فكرة أن الكاتب يتخصص مثل أن يكتب رواية فقط او قصة قصيرة فقط، ويوسف إدريس أبدع في كل تلك المجالات، فهو إن كان حقق ريادة في فن القصة القصيرة، إلا أنه وضع بصمته الخاصة في ديوان القص المصري الحديث، كان منشغلا طيلة الوقت بهموم شعبه”.
واستطرد: “أيضا يوسف إدريس كان يضع نفسه في معسكر حركة التحرر الإعلامية العربية، فكان متعاطفا مع ثورة الجزائر ومنحازا لثورة التحرير الفلسطينية، وكان لديه هاجس أن مصر تستطيع أن تقدم الشيء الجديد، وأنها قادرة أن تنثر عن نفسها غبار السنوات وتقدم نموذجا للدولة اللارأسمالية”.
وأوضح أنه لأجل ذلك، نجد أنه سافر إلى دول جنوب شرق اسيا وتعرف هناك على حضارتها في الفترة من 1953 إلى 1960، وسنجد أنه زار العديد من الدول وكتب رؤيته لهذه البلدان، ولذلك أهمية بالنسبة للكاتب، فهي توسع دائرة معرفته وثقافته و يكون قريبا من هموم الآخرين لترى هموم شعبك، وهذا ما قدمه يوسف أكثر من غيره.
سمير الفيل: يوسف إدريس كان دائمًا متمردا ولكن متجدد باستمرار
وقال سمير الفيل: “أعتقد أن يوسف إدريس كان متجددا باستمرار، وفي آخر سنوات عمره نضب الجانب الأدبي واتجه لكتابة المقالات، وقدم أفكاره ووجهة نظره ككاتب ومواطن مصري في نفس الوقت، فهو كان طوال الوقت متمردا، وأعتقد أن الكاتب الذي يعيش في كنف السلطة لا يقدم جديدًا و لا يصبح محبوبا لدى الناس”.
سمير الفيل: يوسف إدريس أراد أن يغير العالم وكان صريحا في آرائه السياسية
أنهى سمير الفيل حديثه قائلًا: “كانت شخصية يوسف إدريس صاخبة عنيفة متقطعة الكلمات، لأنه أراد أن يغير العالم المحيط و الساكن، ولعل هذا سبب اتجاهه للمسرح حتى يسمعه من يشاهده ويتعاطف معه وكلماته تكون واقعة على أذنه مباشرة، فكان صريحا في آرائه السياسية لا يبحث عن جائزة وإن كانت الجوائز قد منحت له”.