لعل وجود سورة تجلب الرزق والبركة بعد العصر ، يعد من أهم ما ينبغي معرفته ، فهي بمثابة بوابة للفرج السريع وتلبية لأكبر الحاجات الإنسانية ، خاصة الذين عرفوا منزلة وفضل الوقت بعد صلاة العصر ، وهي الصلاة الوسطى، التي ورد الحث على المحافظة عليها خاصة في الكتاب والسُنة النبوية الشريفة، فقال تعالى: «حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ » الآية 238 من سورة البقرة، وتعد سورة تجلب الرزق والبركة بعد العصر من الأدعية المستجابة، حيث إن صلاة العصر هي إحدى الصلوات المكتوبة، التي يستجيب الله تعالى الدعاء بعدها، الأمر الذي يجعل سورة تجلب الرزق والبركة بعد العصر أكثر ما يجلب الرزق والبركة.
سورة تجلب الرزق والبركة بعد العصر
ورد فيها أنه ثبت عن عُقبة بن عامر -رضي الله عنه- قال: (لمَّا نزَلت: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ}، قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (اجعَلوها في ركوعِكم))، وسورة الواقعة، هي سورة مكية نزلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مكة المكرمة وهي مكونة من 96 آية، أما عن ترتيبها فهي السورة الـ 46 في ترتيب سور القرآن الكريم.
وورد فيها : {قالوا يا رسولَ اللَّهِ قد شِبتَ قالَ شيَّبتني هود وأخواتُها، وفي روايةٍ: شيَّبتني هودٌ والواقعةُ والمرسَلاتُ و{عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ} و{إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}، و سورة الواقعة كانت قد جاءت بعد سورة الرحمن ومضمونها مشابه لمضمون سورة الرحمن فكلاهما يتحدثان عن يوم البعث وأحوال أهل الجنة والنار، ويعتبر كلا السورتين أي سورة الواقعة وصورة الرحمان ما هما إلا كيان واحد تتوافقان مع بعضهم البعض حيث أن سورة الواقعة تتحدث عن نهاية سورة الرحمن وهو عكس ما جاء في سورة الرحمن.
كما ورد أن قراءة القرآن من الأعمال الصالحة، والإنسان يُثاب على الحرف بعشر حسنات، كما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والماهر في القرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن وهو عليه شاق ويتتعتع فيه، فله أجران، و عامة قراءة القرآن جائزة ومُستحبة ومن أفضل الأعمال الصالحة.
وجاء أن سورة الفاتحة كنز لمن أدرك قيمتها، فرد رسول الله قائلا شيبتني سورة هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون، وعن ثلاث سور تجلب الرزق والبركة وتطرد الشر وتحمي البيت وأهله ، فهي سورة الواقعة وسورة الملك وسورة يس وسورة الكهف وسورة مريم، و سورة طه لجلب الرزق والبركة.
أفضل سورة للرزق بعد العصر
ورد فيه أن قراءة سور مخصوصة من القرآن بعد كل صلاة جائز شرعًا ولا شيء فيه”، لقوله تعالى: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ »، (سورة الحج: الآية77)؛ فقراءة القرآن من فعل الخير، وكلما قرأ المسلم شيء من القرآن كلما أخذ أجرًا وثوابًا عليه؛ لما روى عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ».
وورد فيها أنه يستحب قراءة سورة النبأ والرحمن بعد صلاة العصر ، هذا فضلًا عن قراءة آية الكرسي، وقراءة سورة الإخلاص والمعوّذتين بعد الصلوات مرّةً واحدةً، إلّا بعد صلاة الفجر والمغرب فإنّهما تقرآن ثلاثة مراتٍ.
دعاء بعد صلاة العصر مستجاب
- يا الله يا رحمن يا ودود، يا راحم الشيخ الكبير يعقوب، يا غافر ذنب داود، ويا كاشف ضر أيوب، يا منجي إبراهيم من نار النمرود، يا من ليس له شريك، ولا معه مقصود، يا من لا يخلف عن الموعود اللهم إني أسألك بحرمة هذا الدعاء وعظمته عندك، أن تصلي على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
- اللهم أنت ربي، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أبوء لك بنعمتك، وأبوء لك بذنبي، فاغفر لي وارحمني، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، أعوذ بك من شر ما صنعت. أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم غفار الذنوب، ذا الجلال والإكرام وأتوب إليه من جميع المعاصي كلها والذنوب والآثام، ومن كل ذنب أذنبته عمدًا أو خطأ ظاهرًا وباطنًا، قولًا وفعلًا، في جميع حركاتي وسكناتي وخطراتي وأنفاسي كلها، من الذنب الذي أعلم ومن الذنب الذي لا أعلم، عدد ما أحاط به العلم وأحصاه الكتاب وخطه القلم، وعدد ما أوجدته القدرة وخصصته الإرادة، ومداد كلمات الله كما ينبغي لجلال وجه ربنا وجماله وكماله وكما يحب ربنا ويرضى».
- « يا حي يا قيوم، يا نور يا قدوس، يا حي يا الله، يا رحمن اغفر لي الذنوب التي تحل النقم، واغفر لي الذنوب التي تُورث الندم، واغفر لي الذنوب التي تحبس القِسم، واغفر لي الذنوب التي تهتِك العِصم، واغفر لي الذنوب التي تقطع الرجاء، واغفر لي الذنوب التي تُعجّل الفناء، واغفر لي الذنوب التي ترد الدعاء، واغفر لي الذنوب التي تمسك غيث السماء، واغفر لي الذنوب التي تُظلم الهواء، واغفر لي الذنوب التي تكشِف الغِطاء، اللهم إني أسألك، يا فارج الهم، يا كاشف الغم، مجيب دعوة المضطر، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمها، أسألك أن ترحمني برحمةٍ من عندك تُغنني بها عن رحمة من سواك».