تتواصل الاشتباكات في السودان منذ منتصف أبريل 2023 والتي اندلعت بين الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع.
تسببت الحرب في نزوح 7.1 مليون شخص، وفق ما أعلنت الأمم المتحدة أمس الخميس، واصفة إياها بـ”أكبر أزمة نزوح في العالم”، كما أرغمت 300 ألف شخص على الفرار ، حسبما اعلن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوغاريك.
ودمر الصراع في السودان البلاد وأدى إلى مقتل ما يصل إلى 9 آلاف شخص حتى أكتوبر، وفقا للأمم المتحدة، غير أن النشطاء ومنظمات الأطباء يقولون إن العدد الحقيقي أعلى بكثير.
احتمالية مفاوضات سلام
قال عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني ، في كلمة بمنطقة البحر الأحمر العسكرية: “ربما سننخرط قريباً في مفاوضات سلام مع الدعم السريع”، مشيراً إلى قبوله باستئناف التفاوض مرة أخرى مع الدعم السريع.
وأكد رئيس مجلس السيادة السوداني على أن “التفاوض سيركز على نقاط محددة أهمها وقف إطلاق النار، وخروج الدعم السريع من المناطق السكنية للمدنيين”.
وأشار إلى أن الجيش لن يوقع اتفاق سلام “فيه ذل ومهانة للقوات المسلحة والشعب”، مشدداً على أن الجيش سيظل متماسكاً وقوياً وصمام أمان السودان”، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء السودانية.
وميدانياً، أفاد قيادي بائتلاف قوى “الحرية والتغيير”، لوكالة أنباء العالم العربي، الخميس، بوجود أنباء عن تحرك عربات مسلحة تتبع قوات الدعم السريع صوب ولايات القضارف وكسلا ونهر النيل.
وقال إن “القوى المدنية في السودان لا تملك أي وسيلة للضغط على طرفي الصراع”، مشيراً إلى أن “تحرك الدعم السريع يعني اتساع رقعة الحرب، وقد يؤدي إلى تفكك السودان”.
وكان الجيش قال الثلاثاء، إن قواته انسحبت من مقر رئاسة الفرقة الأولى بمدينة ود مدني بعد ساعات من إعلان قوات الدعم السريع السيطرة على المدينة بما فيها مقر قيادة الجيش وأمانة الحكومة، وذكر الجيش أنه سيجري تحقيقاً لمعرفة ملابسات الانسحاب.
ومنذ ما يزيد عن الشهر تعيش مدن إقليم دارفور غرب البلاد في عزلة عن العالم بسبب انقطاع شبكات الاتصالات والإنترنت، واستعاض السكان بشبكات الإنترنت الفضائي التي تتوفر بشكل محدود في بعض المقاهي والأسواق.
وكانت أجزاء واسعة من مدينة ود مدني ومدن أخرى في البلاد، شهدت منذ الأربعاء انقطاعاً كاملاً لخدمات الاتصالات والإنترنت، فيما ترددت أنباء عن عودة الجيش إلى المدينة واندلاع اشتباكات مع قوات الدعم السريع في شوارع المدينة، بالقرب من مقر قيادة الجيش.
شرط اساسي للسلام
في هذا الصدد قال مكي المغربي الكاتب الصحفي والمحلل السياسي السوداني ، إنه بالنسبة لما قاله رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان بخصوص امكانية وجود مفاوضات مع الدعم السريع فهو بمثابة اعادة الكرة الى ملعب ميليشيا الدعم السريع.
وأشار المغربي خلال تصريحات لــ”صدى البلد” أن هناك اشتراط وهو ضرورة الخروج من الاحياء السكنية كما أنه نص عليه وثيقة منبر جدة ، وبالتالي هو شرط جوهري ويعرض الميليشيا الى نكسة كبيرة وسط قواعدها.
واستكمل مكي المغربي: ميليشيا الدعم السريع ستتعرض لنكسة لانها قدمت في الاساس وعوداً لقواعدها بان يكون المقابل هو اغتنام اموال وممتلكات وعقارات، وبالتالي لن يذهب اي ممثل للسودان على مستوى عالي بدون تنفيذ هذا الشرط.