تحل اليوم ذكرى رحيل الفنانة ثريا حلمي والتى اشتهرت بفن المونولوج، حيث استطاعت أن تحقق نجاحا كبيرا وتقتحم هذا العالم الذى كان يسيطر عليه نجوم كبار مثل محمود شكوكو وإسماعيل ياسين
اسمها الحقيقي ‘زكية علي محجوب’، وولدت في مدينة ‘مغاغة’ التابعة لمحافظة المنيا، لعائلة فنية زرعت بداخلها حب الفن والمسرح، وعند دخولها الي المدرسة بدأت في تقديم الوصلات الغنائية، وهنا بدأت كتابة اسم أصغر فنانة مونولوج في الشرق الأوسط.
التحقت ثريا بفرقة ‘بابا عز الدين’ وهي في سن ٨ سنوات، وعملت كمطربة، وسافرت إلى لبنان، وقدمت وهي طفلة عددًا من المونولوجات التي حازت إعجاب الكثيرين، حتى أطلقوا عليها لقب ‘الطفلة المعجزة’، واختلفت ثريا حلمي في تقديم عرضها المسرح الغنائي لأنها كانت تركز على توضيح بعض القضايا الاجتماعية في عرضها المسرحي.
استطاعت ثريا حلمي خلال مشوارها الفني أن تقدم قرابة 300 منولوج بأسلوبها الخاص وبأداء راقص ولغة جسد، وظفتها لتوصيل الفكرة حتى تشبه الأوبريت أو العرض المسرحي، وأشهرأعملها المونولوج ‘أدي العيش لخبازه، عيب اعمل معروف، عاير أروح، فتح يا ابني فتح.
وعلي الرغم من البدايات المسرحية التي تألقت فيها، إلا أن انتشارها الحقيقي جَمَاهِيرِيًّا كان من خلال السينما، حيث شاركت في 77 عمل سينمائي، من ثنائيات زمن الفن الجميل، ذلك الذي قدمته الفنانة ثريا حلمي والفنان إسماعيل يس، في أكثر من عمل فني جمع بينهما في مجموعة من الأفلام الخالدة في تاريخ السينما، حتى أنها تعرضت لشائعة هزت الوسط الفني وقتها حينما ترددت أخبار عن قرب زواجها من إسماعيل يس.
زواج ثريا واعتزالها فن المونولوج ثم الفن عندما رأت الفنانة ثريا حلمي أن الجماهير تغيرت ولم يعد فن المونولوج قادرًا على الاحتفاظ ببريقه، اعتزلته، خاصة بعدما تزوجت من ‘أنطوان عيسى’ ابن شقيقة الراقصة الشهيرة ‘بديعة مصابني’، لتكتفي بالتمثيل فقط حتى اعتزلته هو الآخر بعام 1969، لتبدأ بعدها الأنوار عنها تنحسر حتى رحلت عن عالمنا في 9 أغسطس عام 1994، عن عمر يناهز 70 عاما، تاركة إرثا فنيا سيظل خالدًا على جدران السينما المصرية.