- البلاد: الرياض ومسقط
- الاقتصادية: توقيت القرار .. هنا الخطورة
- الرياض: الموقف المشرف
ركزت الصحف السعودية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء على العلاقات بين المملكة وسلطنة عمان والتي تشهد قفزات واسعة؛ لتعزيز التعاون في كافة المجالات، كما سلطت الضوء على تطورات القضية الفلسطينية وما تم في ضوء قمة الرياض الاخيرة ودور المملكة التاريخي تجاه الدفاع عن مكتسبات العالمين العربي والإسلامي.
وأوضحت صحيفة “البلاد” في افتتاحيتها بعنوان ( الرياض ومسقط ) : تشهد العلاقات السعودية العمانية قفزات واسعة؛ لتعزيز التعاون في كافة المجالات، في ظل توجيهات وتطلعات قيادتي البلدين الشقيقين، وارتكازًا على عمق الروابط التاريخية الوثيقة بين المملكة وسلطنة عمان، وطموحات عريضة للشعبين في تعظيم المصالح المشتركة، التي يعززها الجوار الجغرافي المحفز للاستثمار ومشروعات قطاع النقل والتجارة والخدمات اللوجستية.
في هذا الاتجاه الواعد، وتعزيزًا لدور البلدين تجاه قضايا المنطقة والتطورات العالمية، يأتي الاجتماع الأول لـ “مجلس التنسيق السعودي – العماني” أمس في مسقط، برئاسة مشتركة بين وزيري خارجية البلدين، وبمشاركة رؤساء اللجان الفرعية ورئيسي الأمانة العامة للمجلس التنسيقي، وبجدول أعمال يثري الأهداف ويدفع للإنجاز، وفي المزيد من الدعم والتطوير للعلاقات الأخوية الراسخة بين البلدين، وتحقيق المزيد من فرص التعاون في جميع المجالات والأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية والاستثمارية والثقافية والإعلامية والسياحية والاجتماعية وغيرها.
وختمت : فقد عبّر الاجتماع الأول لمجلس التنسيق، عن الإرادة المشتركة القوية وخارطة الطريق الطموحة لحاضر ومستقبل التعاون، حيث أكد الجانبان على الدفع بالعلاقات لأفاق أرحب وتنسيق المواقف المشتركة تجاه القضايا الإقليمية والدولية، بما يسهم في إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة.
وقالت صحيفة “الاقتصادية” في افتتاحيتها بعنوان ( توقيت القرار .. هنا الخطورة ) : يأتي خفض النظرة المستقبلية لتصنيف الولايات المتحدة الأمريكية الأسبوع الماضي من قبل وكالة موديز للتصنيف الائتماني في أسوأ الأوقات لوزارة الخزانة الأمريكية التي تسعى جاهدة لتنظيم عمليات الاقتراض التي تقوم بها لسد عجز الميزانية الذي بلغ 1.7 تريليون دولار لهذا العام. كما أن الصراعات داخل الكونجرس بين الديمقراطيين والجمهوريين ستؤجج المشاعر وستزيد التحديات التي تواجه البيت الأبيض الذي يسعى بدوره إلى المحافظة على اقتصاد قوي وميزانية كافية – على الأقل – إلى أن تنتهي الانتخابات بعد عام من الآن.
وتابعت : قرار موديز في حد ذاته ليس حادا بشكل كبير، كما حدث سابقا من قبل وكالتين أخريين قامتا بخفض التصنيف وليس فقط تغيير النظرة المستقبلية، لكن خطورة قرار موديز تأتي في توقيته السيئ لوزارة الخزانة. الأسبوع الماضي كانت هناك مخاوف شديدة من فشل مزاد السندات الذي تجريه الوزارة، وبالفعل كاد يفشل المزاد بسبب تدهور الأوضاع المالية لكبار المتعاملين في سوق السندات، وهم الوسطاء الرئيسون الذين يتقدمون بطلباتهم لشراء السندات التي تطرحها الوزارة.
التخوف من قبل وسطاء السندات سببه الظروف المالية والاقتصادية للحكومة الأمريكية ومستويات الدين وتنامي معدلات الفائدة، وهي الأسباب ذاتها التي جعلت وكالة التصنيف تحذر من اختلال القوة الائتمانية للولايات المتحدة. وبالنظر إلى مشاركة الوسطاء في المزادات السابقة لهذا العام يتضح أنهم يتحملون عبء الشراء بدلا من غيرهم من المشاركين، وبالذات بدلا من المشاركين من الدول الأخرى. على سبيل المثال اشترت الأطراف الأجنبية 75 في المائة من السندات المطروحة في يناير من هذا العام، ثم انخفضت نسبة شرائهم إلى 65 في المائة في أكتوبر الماضي، ثم في مزاد الأسبوع الماضي جاءت مشتريات الأجانب فقط 60 في المائة.
وختمت الصحيفة أنه في المقابل نجد أن مشاركة الوسطاء زادت خلال هذه المزادات من 9 إلى 25 في المائة في المزاد الأخير، ومثل هذه العمليات التي يقوم بها الوسطاء الرئيسون تشكل صعوبات كبيرة عليهم لأن عليهم في نهاية المطاف تسويق هذه السندات على أطراف أخرى داخلية وخارجية، وفي حال عدم قدرتهم على ذلك فسيتحملون تكاليف مالية ربما تفوق قدراتهم المالية، أو أن يضطر الفيدرالي إلى التدخل لمعالجة الخلل وضخ مزيد من السيولة، مخالفا سياسته في خفض مستوى السيولة.
وبينت صحيفة “الرياض” في افتتاحيتها بعنوان ( الموقف المشرف ) : بكل جدارة وحكمة وتروٍ، تقوم المملكة بدورها التاريخي تجاه الدفاع عن مكتسبات العالمين العربي والإسلامي، وقيادتهما إلى بر الأمان، متجاوزةً بهما التحديات، وبؤر الصراع التي يشهدها العالم منذ فترة طويلة، وتُنذر بعواقب وخيمة على الجميع. ولعل ما يشهده قطاع غزة منذ أكثر من شهر، من حرب غير متكافئة، تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلية على سكان القطاع، أقلق المملكة وقادتها، ما دفعها إلى بذل جهود سياسية ودبلوماسية وإنسانية حثيثة، واستثمار علاقاتها القوية والمتينة بالدول ذات الشأن، من أجل وقف هذه الحرب فوراً، مع العمل المضني لإفساح المجال وتهيئة الأوضاع لتقديم المساعدات إلى أهالي القطاع.
وواصلت : وخلال الأيام الماضية، كانت العاصمة الرياض مسرحاً للجهود السعودية من أجل دعم القضية الفلسطينية، عندما تمكنت من جلب مكونَين أساسيَّين، وهما الجامعة العربية والعالم الإسلامي، في قمة واحدة؛ لتوحيد الموقف والصفوف باتجاه الضغط على المجتمع الدولي؛ ليمارس دوره في إيقاف العدوان الصهيوني على غزة، وتضاف هذه الجهود، إلى جهود أخرى، بدأتها الرياض منذ اليوم الأول للأزمة، ولعبت فيها الدبلوماسية السعودية دوراً مهماً لتهدئة الأوضاع في القطاع.
وفي هذه الأثناء، كان الكل يشيد بإمكانات المملكة، وقدرتها على عقد القمة العربية الإسلامية بهذه السرعة وهذه السلاسة، وبهذا الزخم، فضلاً عن التفاعل مع نتائجها وتوصياتها، ما يؤكد للجميع أن المملكة دولة كبرى، لها تقديرها واحترامها الشديدان في نفوس قادة العالم، وبخاصة قادة الدول العربية والإسلامية، الذين يرون في السعودية دولة استثنائية ورائدة، ومحل ثقة وتقدير من الجميع