سعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لسنوات إلى إقامة ما أسماه علاقة “معقدة” مع الكرملين، وحافظ على علاقات ودية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ووفقا للتحليل الذي نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، فإن غزو روسيا لأوكرانيا فشل في قلب التعاون بينهما، وظل الزعيمان على اتصال عبر الهاتف، وأعلن نتنياهو عن نهج عدم الانحياز، ورفض تقديم المساعدات الفتاكة أو أنظمة الدفاع الجوي إلى كييف، على الرغم من الضغوط الغربية.
وأوضحت الصحيفة أنه بعد الهجوم الذي شنه المقاومة الفلسطينية على إسرائيل، يبدو أن المحادثات قد توقفت، حيث يعد بوتين أحد زعماء العالم القلائل الذين لم يتصلوا بـ نتنياهو لتقديم الدعم.
وقالت فيرا ميشلين، المسؤولة السابقة في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي: “كان بوتين ونتنياهو يتواصلان بشكل متكرر”. وأضافت: “الصمت الحالي يدل على النهج الروسي المختلف”.
وأشارت صحيفة الأمريكية أن إنهاء الوفاق بين روسيا وإسرائيل يسلط الضوء على تحول جذري أكبر يجري الآن في دور روسيا في الشرق الأوسط، خصوصا وانه منذ شن بوتين حربه في أوكرانيا، قامت روسيا بتحويل علاقتها التي كانت متوازنة بعناية مع إيران مع تعزيز العلاقات مع الدول العربية مثل مصر والعراق والإمارات العربية المتحدة.
وقال نيكولاي كوزانوف، الخبير في العلاقات الروسية الإيرانية في جامعة قطر: “تبحث روسيا عن شريك يمكنه تقديم الأسلحة، لكن احتضانها لإيران مدفوع أيضًا بمشاعر أوسع معادية للغرب”. وامتد هذا الاحتضان إلى حماس التي ترعاها إيران، ونفذت هجوم طوفان الأقصي.
وثمنت حماس على قناتها على تطبيق “تليجرام موقف بوتين بشأن الحرب الدائرة، حيث لم تستنكر روسيا طوفان الأقصي.
وأشار أندريه جوروليف، نائب مجلس الدوما وعضو لجنة الدفاع فيه، إلى فعالية حماس في التغلب على الدفاعات الإسرائيلية وكتب على قناته على تلجرام أن القوات الروسية يمكن أن تتعلم من أساليبها والرد الإسرائيلي.
ولفتت الصحيفة إلى أن روسيا تؤيد إقامة دولة فلسطينية على حدود إسرائيل عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وفي أول تعليق له على هجمات المقاومة الفلسطينية في وقت سابق من الأسبوع الماضي، انتقد بوتين الولايات المتحدة، واصفًا الهجمات بأنها “مثال واضح على فشل سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط”، التي لم تدافع أبدًا عن مصالح الفلسطينيين في محادثات السلام.
وبالمثل، ألقى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف باللوم على الولايات المتحدة في احتكار السلام الفاشل بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وبعد أيام، التقى مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ودعا الاثنان إلى وقف فوري لإطلاق النار وإجراء محادثات مدعومة دوليا.