عن الصفات التي نهى عنها الإسلام ، أوردت دار الإفتاء المصرية، على صفحتها الرسمية على فيس بوك، مجموعة من الصفات والسلوكيات التي ينبغي على المسلم ألا يتصف بها في حياته ومعاملاته
الصفات التي نهى عنها الإسلام
وذكرت دار الإفتاء، أن من الصفات التي نهى عنه الإسلام ، وهي الخصال القبيحة والسلوك المشين والصفات التي لا يجوز أن يتصف بها المؤمنون: الْمَنِّ والأذى؛ فَقَدْ نَهَى اللَّهُ -تَعَالَى- عَنِ الْمَنِّ وَالأَذَى، وَجَعَلَهُمَا مُبْطِلَيْنِ لِثواب الصَّدَقَاتِ؛ قَالَ الله -تَعَالَى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى} [البقرة: 264]، وعنْ أَبي ذَرٍّ -رضي اللَّه عنهُ-، عنِ النبيِّ -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم- قَالَ: «ثَلاثةٌ لا يُكلِّمُهُمْ اللَّه يوْمَ القيامةِ، وَلاَ يَنْظُرُ إليْهِمْ، وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلهُمْ عذابٌ أليمٌ»، قَالَ: فَقرأها رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ثَلاثَ مَرَّاتٍ. قَالَ أَبُو ذرٍّ: خَابُوا وخَسِروا منْ هُمْ يَا رسولَ اللَّه، قَالَ: «المُسبِلُ، والمَنَّانُ، والمُنَفِّقُ سلعتهُ بالحِلفِ الكَاذبِ» رواه مسلم، وفي روايةٍ لَهُ: “المسبلُ إزارهُ “ يعْني: المسْبِلُ إزَارهُ وثَوْبَهُ أسفَلَ مِنِ الكَعْبَيْنِ للخُيَلاء.
سلوكيات مذمومة في الإسلام
ومن السلوكيات القبيحة التي نهى عنها الإسلام، وحثّنا ديننا الحنيف على اجتنابها: “التبول أو التغوط في الطرقات والأماكن العامة التي يرتادها الناس ويجلسون فيها”؛ فديننا يحثنا على النظافة والمحافظة على البيئة، قال الله تَعَالَى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً} [الأحزاب: 58]، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «اتَّقُوا اللَّعَّانَيْنِ» قَالُوا: وَمَا اللَّعَّانَانِ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «الَّذِي يَتَخَلَّى فِي طَرِيقِ النَّاسِ، أَوْ فِي ظِلِّهِمْ» رواه مسلم.
الأخلاق المنهى عنها
كما يعتبر الظلم من الصفات التي نهى عنها الإسلام ويعد كذلك من الأخلاق المنهي عنها، حيث أن الله -تعالى- حرّم الظلم على نفسه، ثم حرّمه على خلقه؛ لما فيه من تأثير مظلم على حياة الخلق؛ فبالظلم يخلو المجتمع من الأمن والعدل، ويلتهم القويُّ الضعيفَ، فجاء الشرع الحنيف محذرا منه.
وقَالَ الله تَعَالَى: {مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ} [غافر: 18]، وعن أَبي موسى -رضي اللَّه عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم-: «إِنَّ اللَّه لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ فَإِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ، ثُمَّ قَرَأَ: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} [هود:102]» مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
كما حذَّرنا ديننا الشريف من: سوء الظن، ومما يكدر العلاقة الطيبة بين الناس، ويجلب الكراهية والبغضاء، فقد نهى الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين عن سوء الظن في كتابه العزيز، قال -تعالى-: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ﴾ [الحجرات: 12]، وعنْ أَبي هُرَيرةَ رضي اللَّه عنْهُ أنَّ رَسُول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قَالَ: «إيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فإنَّ الظَّنَّ أكذَبُ الحَدِيثِ» متفقٌ عَلَيْهِ.
ومن السلوكيات التي حذَّرنا منها النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أشدَّ التحذير، وهي محبطةٌ للأعمال وسببٌ في عدم رفع الاعمال إلى الله -عز وجل- “الهِجران والتقاطع”.
قَالَ الله تَعَالَى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ} [الحجرات: 10]، وعنْ أبي هُرَيْرَةَ رضي اللَّهُ عَنْهُ أنَّ رَسُولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قَالَ: «تُفْتَحُ أبْوابُ الجَنَّةِ يَوْمَ الاثنَيْنِ ويَوْمَ الخَمِيس، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عبْدٍ لا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيئاً، إلاَّ رجُلاً كانَت بيْنهُ وبَيْنَ أخيهِ شَحْناءُ فيقالُ: أنْظِرُوا هذيْنِ حتَّى يصطَلِحا، أنْظِرُوا هذَيْنِ حتَّى يَصطَلِحا» رواه مسلم.
وأكدت دار الإفتاء في ختام سردها، أن من صفات المؤمنين الصادقين أن تكون قلوبهم لكل الناس سواء؛ فتجدُ قلوبهم ممتلئة بالعطف والرحمة تجاه غيرهم؛ فهم يتأثرون بما يعرض للناس من آلام ومصائب. قالَ تَعَالَى: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ} [الحجر: 88]، وعن النُّعْمَانِ بنِ بشِيرٍ -رضي اللَّه عنهما- قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: «مثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وتَرَاحُمِهِمْ وتَعاطُفِهِمْ، مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَداعَى لهُ سائِرُ الْجسدِ بالسهَرِ والْحُمَّى متفقٌ عليه.