سؤال يبحث عنه الكثيرون على مواقع الإنترنت، وذلك لأن قيام الليل من أفضل الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى الله – تعالى- لكونها أقرب إلى الإخلاص والسر بين العبد وربه
كما أن في قيام الليل مجاهدة للنفس على ترك النوم، كما اعتبره النبي -صلى الله عليه وسلم- الصلاة أفضل الصلوات بعد الصلاة المفروضة؛ فقال: «أفضل الصلاة، بعد الصلاة المكتوبة، الصلاة في جوف الليل».
قيام الليل كم ركعة؟
لا يوجد عدد معين لصلاة قيام الليل، فتجوز بالركعات الكثيرة والركعات القليلة، والأفضل هو ما ثبت عن الرسول – عليه الصلاة والسلام- حيث لم يكن يزيد في عدد ركعات قيام الليل عن إحدى عشرة ركعة.
قيام الليل متي ينتهي؟
يبدأ وقت قيام الليل من حين الانتهاء من صلاة العشاء، ويستمر حتى طلوع الفجر، ولكن الوقت الأفضل لقيامه هو الثلث الأخير من الليل؛ لأن الله -عز وجل- ينزل إلى السماء في الثلث الأخير كما روي في الحديث: «إذا مضى شطر الليل، أو ثلثاه، ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا، فيقول: هل من سائل يعطى؟ هل من داع يستجاب له؟ هل من مستغفر يغفر له؟ حتى ينفجر الصبح»، وفي أي وقت صلى فيه المسلم ينال الأجر والثواب بإذن الله -تعالى-.
أعمال يستحب أداؤها في صلاة قيام الليل
هناك بعض الأعمال التي يستحب للمسلم فعلها إذا أراد قيام الليل
-أن ينوي قيام الليل عند نومه إذا أراده بعد النوم؛ وذلك لحديث النبي -عليه الصلاة والسلام-: (من أتى فراشه وهو ينوي أن يقوم فيصلي من الليل فغلبته عينه حتى يصبح كتب له ما نوى وكان نومه صدقة عليه من ربه).
-ينام على طهارة، وفي وقت مبكر بعد العشاء؛ ليتمكن من القيام نشيطا.
-يقوم في صلاته مع قدرته عليها، ويستحب أن يزيد من طول الركوع والسجود فيها أكثر من طول القيام.
-يستفتح قيامه بركعتين خفيفتين؛ لما رواه أبو هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إذا قام أحدكم من الليل، فليفتتح صلاته بركعتين خفيفتين)، وأن يسلم بعد كل ركعتين.
-يستريح بعد كل أربع ركعات، وقد اتفق الفقهاء على مشروعيتها؛ لورودها عن السلف، وذهب الحنفية إلى استغلال هذه الاستراحة بالسكوت، أو الصلاة الفردية، أو قراءة القرآن، أو ذكر الله -تعالى-، أما الحنابلة فقالوا بجواز ترك الاستراحة بين كل ترويحتين، ولا يسن دعاء معين لها؛ لعدم ورود ذلك.
-يخصص لنفسه عددا معينا من الركعات؛ فإن نام عنها فيسن له أن يقضيها شفعا في النهار، ويسن أن يكون قيامه في البيت، ويوقظ أهله؛ ليصلي بهم، ويكون قيامه بحسب نشاطه، ويجوز له الجهر والإسرار بالقراءة فيها، ويسن له إذا مر بآيات الرحمة أن يسأل الله -تعالى- فيها الرحمة، وإذا مر بآيات التسبيح سبح، وإذا مر بآيات العذاب استعاذ منه.
-يطيل في القيام بحسب استطاعته، والتطويل يشمل كل أجزاء الصلاة من الركوع، والسجود، والذكر، وغيرها، وقد ورد عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أن أفضل صلاة القيام ما كان أطول، وورد عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أن النبي -عليه الصلاة والسلام- كان يقوم من الليل حتى تتشقق قدماه من طول القيام، والطول ليس شرطا فيها.