تبدأ إثيوبيا فعليا في التخزين الرابع فجر اليوم الجمعة، وفق ما أظهرته صور الأقمار الصناعية، مساء الخميس 13 يوليو، من ارتفاع مستوى بحيرة سد النهضة إلى منسوب يقترب كثيرا من المنسوب عند انتهاء التخزين العام الماضي، وهو 600 متر فوق سطح البحر، وبالتالى فان التخزين الرابع سوف يبدأ فعليا صباح اليوم الجمعة.
وقال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عبر منشور على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك، إنه من المتوقع أن يستمر التخزين الرابع حتى منتصف سبتمبر المقبل باجمالي 41 مليار متر مكعب عند منسوب 625 م، عندئذ سوف تعبر المياه من أعلى الممر الأوسط ومن المفيض الجانبي في حالة فتح بواباته التي تقع على نفس ارتفاع الممر الأوسط 625 م فوق سطح البحر.
التخزين الرابع لـ سد النهضة
وأضاف الدكتور عباس شراقي، أن صور الأقمار الصناعية أظهرت أيضا ضخ المياه من خلال فتحتى التصريف بمقدار نحو 60 مليون م3/يوم وهذا أقصى ما يمكن عمله من جانب إثيوبيا في الظروف الحالية، كما تظهر أيضاً تشغيل أحد التوربينات، لكن كميات المياه الخارجة منها غير مؤثرة لعدم انتظام تشغيلها.
رصد صور الأقمار الصناعية بشأن التخزين الرابع، جاء بعد اتفاق مصر وإثيوبيا على الشروع في مفاوضات عاجلة للانتهاء من الاتفاق على ملء سد النهضة وقواعد تشغيله.
وكانت مصر وإثيوبيا اتفقتا، الخميس، على الشروع في مفاوضات عاجلة للانتهاء من الاتفاق على ملء سد النهضة وقواعد تشغيله، وتم الاتفاق على بذل جميع الجهود الضرورية للانتهاء من ذلك خلال 4 أشهر.
السيسي وآبي أحمد
الاتفاق تم خلال استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي لـ رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد، وتم استنئاف المناقشات بينهما وجدد الزعيمان تأكيد إرادتهما السياسية المتبادلة لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، سياسيا واقتصاديا وثقافيا، انطلاقا من الرغبة المشتركة في تحقيق مصالحهما المشتركة وازدهار الشعبين الشقيقين، ودعا الجانبان إلى تعزيز التعاون بما يسهم بشكل فعال في تحقيق الاستقرار والسلام والأمن في المنطقة، وقدرة الدولتين على التعامل مع التحديات المشتركة.
تجاوز الجمود في مفاوضات سد النهضة
كما ناقش الزعيمان سبل تجاوز الجمود الحالي في مفاوضات سد النهضة، فيما تم الاتفاق على أنه خلال فترة المفاوضات، توضح إثيوبيا التزامها، أثناء ملء السد خلال العام الهيدرولوجي 2023-2024، بعدم إلحاق ضرر ذي شأن بمصر والسودان، بما يوفر الاحتياجات المائية للبلدين.
4 أشهر فترة كافية
وقال الدكتور عباس شراقي في تصريحات خاصة لـ”صدى البلد” في وقت سابق من يوم الخميس 13 يوليو، إنه تم تحديد مدة زمنية قدرها 4 أشهر وهى فترة كافية في حالة توفر الإرادة السياسية لدى الطرف الإثيوبي، وأن مصر كانت وقعت بالفعل على مسودة اتفاق واشنطن في 20 فبراير 2020 ما يؤكد حسن النوايا والرغبة فى الوصول إلى اتفاق.
وأكد الدكتور عباس شراقي أن التزام إثيوبيا بعدم إلحاق ضرر خلال العام المائي 2023/2024 وتوفير الاحتياجات المائية لمصر والسودان دبلوماسي أكثر منه واقعي لأن إثيوبيا لا تستطيع سوى فتح بوابتي التصريف لإمرار حوالى 100 مليون م3/يوم بعد انتهاء موسم الفيضان، وأن التوربينين لا يعملان بانتظام، وقد تزيد هذه الكمية فى حالة واحدة إذا تم تركيب بعض التوربينات الأخرى وتشغيلها.
جدير بالذكر أن الملء الثالث لسد النهضة بحجم 22 مليار متر مكعب، اكتمل الصيف الماضي في 2022، كما انتهى الملء الثاني في يوليو من العام 2021، وبلغ نحو 3 مليارات م3، فيما بلغ التخزين الأول للسد نحو 5 مليارات م3 الذي تم في يوليو من عام 2020.